مساعدات ألمانية وأوروبية لإعادة إعمار مخيم نهر البارد
٢٣ يونيو ٢٠٠٨بناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية يبدأ اليوم الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا مؤتمر المانحين لإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. ويشارك في هذا المؤتمر، الذي سينعقد ليوم واحد، وزيرة خارجية البلد المضيف أرسولا بلاسنيك ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين من نحو 70 دولة وهيئات رسمية.
"لا يستطيع لبنان تحمل أي أعباء مالية أخرى"
وفي كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر حث السنيورة المشاركين على المساهمة في إعادة إعمار مخيم نهر البارد محذراً من عواقب فشل المؤتمر لأن ذلك من شأنه بث حالة اليأس بين اللاجئين الفلسطينيين، مما سينعكس سلباً على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وقال: "لا يزال لبنان يعاني نتيجة ستة عقود من الفشل في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وقد تحمل أكثر من غيره عبء على مدى كل هذه العقود وهو لا يستطيع تحمل أي أعباء مالية أخرى".
المفوضية الأوروبية تمنح 45 مليون يورو
وفي خطوة لتحقيق الاستقرار في لبنان تعتزم المفوضية الأوروبية تقديم مبلغ 45 مليون دولار لإعادة إعمار المخيم، في حين كان البنك الدولي ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) قد قدما خطة لإعادة بناء المخيم وقدرا التكاليف المحتملة ب 180 مليون يورو. وقد أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد ظهر اليوم أن ما يقارب نصف المساعدات الممنوحة قدمتها الدول العربية.
الدور الألماني
ولم تتوانَ الحكومة الألمانية عن حضور مؤتمر المانحين لإعادة إعمار مخيم نهر البارد ومد يد العون في إعادة إعماره، إذ ستساهم ألمانيا وحدها بمبلغ 6 ملايين يورو إضافية، حسبما صرح وكيل الوزارة الألماني غونتر غلوسر الذي يشارك شخصياً في المؤتمر. وقد سبق لألمانيا أن قامت بخطوة مماثلة في العام الماضي، حينها قدمت دعماً مالياً بقيمة 14 مليون يورو كمساعدات عاجلة لتحسين البنى التحتية في لبنان.
والجدير بالذكر أن مخيم نهر البارد دُمر جزء كبير منه في صيف 2007 بعد اشتباكات شرسة دامت 15 أسبوعاً بين وحدات من الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام الأصولي التي كانت متحصنة في المخيم المذكور. وكان المخيم يأوي ما يناهز 40 ألف فلسطيني قبل أن تبدأ العمليات العسكرية. وحسبما أكدت الأنروا فإن نحو 1900 عائلة عادت لغاية الآن إلى نهر البارد، فيما لا تزال 2400 عائلة تعيش في مخيم البداوي (واحد من أصل 13 مخيماً فلسطينياً في لبنان) ومدينة طرابلس الشمالية وقرى أخرى.