مسؤولة الاندماج في بون: نريد أن يشعر اللاجئون بأنهم في بيتهم
٣ أبريل ٢٠١٤DW: سيدة مانيمان، ما هي المهام الأساسية التي تقومون بها كمسؤولة اندماج في مدينة بون؟
كوليتا مانيمان: نعمل معاً على إيجاد أفكار لمشاريع جديدة ونقدم المشورة للمكاتب الحكومية والمؤسسات الكبيرة لمساعدتهم على الانفتاح على الثقافات المختلفة ونقوم بالتنسيق في بعض القضايا كعملية استقبال اللاجئين مثلاً. أنا مسؤولة أيضاً عن الحوار مع المسلمين، ونعمل مع أعضاء المساجد والجمعيات الإسلامية المختلفة. نحن نسعى إلى التأكيد أن بون مدينة عالمية، وهذا ما يستلزم أيضا توفير فرص للجميع وبقدر متساوي.
ذكرتم أنكم تقومون بالتعاون مع المساجد والجاليات المسلمة، فما هي مجالات التعاون؟
ندعم المنظمات والاتحادات الإسلامية والمساجد لتقديم مؤتمرات وعروض خاصة بالمسلمين. كما نقوم بدعوة المواطنين لحضور يوم المساجد المفتوحة للتحدث بأنفسهم إلى المسلمين. نهتم أيضاً بمشكلة التطرف الإسلامي وهو أمر ليس سهلاً، لكن علينا التعامل معه. كثير من الآباء يخشون من أن يقع أبناءهم ضحية لما يروج له المتطرفون. وعلينا أيضاً تقديم النصح والمساعدة تماما كالمساعدة على بناء المساجد، مثل مسجد المهاجرين الجديد، وقد كانت مهمتي بشكل خاص أن أقوم بحلقة الوصل مع المدينة والمواطنين ليتم هذا المشروع، والآن يمكن رؤية النتيجة: مبنى جميل يوفر فرصة للصلاة بشكل لائق.
تقومون أيضاً بالتعاون مع مبادرة "مهنتي- مستقبلي" التي تسعى إلى دعم أبناء الأسر المهاجرة لإيجاد فرص تدريب مهني، فما نوع هذا التعاون؟
نعم، يجب علي في هذا الإطار أن أقول إن الأمر يرجع إلى مبادرة سابقة قمت بها. عندما بدأت كمسؤولة عن الاندماج في مدينة بون كانت واحدة من أهم أمنياتي توظيف عدد أكبر من الأشخاص من ذوي الأصول المهاجرة. لكن المدينة لا تملك الأموال الكافية لتوظيف أشخاص جدد بشكل مستمر، فكان البديل تقديم دورات للتدريب المهني. وبدأنا في عام 2009 بمجموعة من الفعاليات تحت شعار "تعال إلى إدارة المدينة"، حيث ندعو الشباب من ذوي الأصول المهاجرة إلى التعرف على نوعية الوظائف المتاحة في إدارة المدينة وطرح الأسئلة التي يريدونها، كما ندعوهم للتسجيل للحصول على مقاعد في معاهد الـتأهيل المهني.
وقد حقق هذا المشروع نجاحاً كبيراً، وبلغت نسبة هؤلاء الشباب بين المتدربين 30 بالمائة وهذا نجاح كبير. بالنسبة لنا كانت هذه الخطوة في غاية الأهمية، فنحن نحتاج أيضاً في إدارة المدينة لهذا التنوع وندرك كم هو إثراء لنا. أنا أسعد عندما تقوم جهات أخرى أيضاً بالتوعية وإعطاء المعلومات حول فرص التدريب المهني المتاحة، خاصة وأن الكثير من الشباب والآباء ليس لديهم أي تصور عن الوظائف المتاحة وكيف يمكن الحصول عليها ولذلك فهم يحتاجون للإرشاد.
ما هي الصعوبات التي يواجهها المهاجرون بحسب خبرتكم؟
بالطبع يتوقف الأمر على السن الذي قدموا فيه إلى ألمانيا. ويواجه هؤلاء صعوبات في إيجاد طريقهم، ونظام التعليم المدرسي والتدريب المهني متميز جداً، يستلزم أن يكون المرء مطلعا عليه. فحتى من يكبرون داخل هذا النظام يجدون صعوبة في إيجاد ما يريدونه. ليس من السهل أن يجد المهاجرون مكاناً جيداً في المجتمع، لأن ذلك يتطلب اندماجا على الصعيد المهني والاجتماعي، حتى يشعر المرء أنه بالفعل جزء من هذا المجتمع. كثيرون ينجحون في هذا الأمر، ونصادف في مدينة بون الكثير من المهاجرين الناجحين في أعمالهم وأصحاب الشهادات العالية، لكنها مهمة شاقة.
كيف تقومون بمساعدة من يتعرض لمضايقات لكونه أجنبياً؟
الموضوع يتوقف على نوع المشكلة. لدينا مراكز متخصصة بمطالب المهاجرين، كما سنقوم قريباً بإنشاء مركز ضد التمييز. نحن نعمل مع عدد كبير من المنظمات، ومن بينها منظمات تابعة للمهاجرين أنفسهم. ونحن نعول على تظافر الجهود، فإدارة المدينة تقوم بدور، والمنظمات عليها أن تقوم بدور آخر. والمهاجرون عليهم أيضا القيام بدور ما، على الأقل يتوجب عليهم البحث عن المكان المناسب لتلقي المساعدة. بالطبع لا يجد المرء العون في كل الأماكن، وبالطبع مازال هناك الكثير مما يجب تغييره في عدة مجالات، إلا أننا نعمل في هذا الاتجاه.
أنصح المهاجرين بأن يكونوا واقعيين في أحلامهم، فكثيرون يأتون بشهادات غير معترف بها مثلاً، وليس في يد إدارة المدينة ولا حتى أصحاب العمل تغيير الأمر. ويجب أن يكون المرء على استعداد لتقديم تنازلات بهذا الخصوص وهذا الأمر أصبح حتميأً في عصر العولمة. ونفس الأمر ينطبق على الألمان الذين يسافرون إلى دول أخرى، لأن التوقعات والمتطلبات تختلف من دولة لأخرى.
كيف تتعاملون مع مجموعة اللاجئيين التي قدمت مؤخرا من سوريا ومصر؟
حتى وقت قريب لم تكن الأعداد كبيرة لدينا، لكنها تزيد ببطء. وهناك الكثير مما يجب عمله مع زيادة الأعداد، لكن هناك أيضاً أشياء موجودة بالفعل، مثل حملة "انقذني"، وهي حملة نشأت لتبعث رسالة مفادها أن مدينة بون ترحب باللاجئين وتعتني بهم. نريدهم أن يشعروا أنهم في بيتهم. هناك مراكز لتقديم المشورة لللاجئين، لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه المدينة هو توفير ما يكفي من المنازل ودور الحضانة لتستوعب اللاجئين وأطفالهم. وعلينا أيضا توفير فرصة للأطفال حتى وإن كانوا لا يتقنون الألمانية للالتحاق بالمدارس. وأتمنى أن يشعر الناس بالراحة في مدينتنا، لأنها مدينة تتمتع بأجواء دولية، وأن يلمسوا التنوع الثقافي الذي يميزها.