مدونات مصرية تحذر: السيسي يعيد بناء نظام مبارك
٨ يونيو ٢٠١٤بعد تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر الأحد (الثامن من يونيو/ حزيران 2014)، وسط مراسم شهدتها وفود عربية ودولية اختلفت مستويات تمثيلها، انكب المدونون والناشطون السياسيون المصريون على تحليل تبعات صعود السيسي إلى سدة الحكم وتأثير ذلك على الثورة المصرية.
الكاتب الإسلامي المعروف فهمي هويدي كتب في مدونته مقالاً بعنوان "أساطير أخرى هوت"، تطرق فيه إلى تعامل الإعلام المصري مع الدعم الأمريكي لجماعة الإخوان المسلمين إبان حكم الرئيس المنتمي للجماعة، محمد مرسي، والتصريحات الأمريكية التي صدرت مؤخراً لتدعم حكومة الرئيس السيسي.
ويرى هويدي أن إعلان البيت الأبيض تطلعه للعمل مع السيسي من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين "يعكس موقفاً مغايراً لما عبرت عنه وسائل الإعلام المصرية طوال الأشهر العشرة الماضية، من الترويج لفكرة انحياز الإدارة الأمريكية للإخوان، بل والتلميح بين الحين والآخر إلى اشتراك المخابرات المركزية الأمريكية في التواطؤ مع دول أخرى لزعزعة الاستقرار في مصر وإعادة الدكتور مرسي إلى السلطة".
ويرى الكاتب الإسلامي المصري أن هذا النمط من التفكير يعكس شكوكاً لدى وسائل الإعلام المصرية وإيماناً بنظرية المؤامرة، على اعتقاد أن الدعم الأمريكي للسيسي "مؤقت" وقابل للعودة إلى "أصله" في وقت لاحق، ألا وهو دعم الإخوان.
ويعتبر فهمي هويدي ذلك "نوعاً من التبسيط الذي يشكل إحدى سمات الأداء الإعلامي المصري باختلاف منابره، وهو الذي لا يحتمل الخلاف ولا يقبل به، ويبدي استعداداً متسرعاً لتحويل الخلاف إلى خصومة، وتطوير الخصومة بحيث تتحول في الخطاب الإعلامي إلى مكايدة ومؤامرة".
ويخلص هويدي إلى أن مشكلة الإعلام المصري، بالنظر إلى فوز السيسي وتنصيبه رئيساً، هي أنه إعلام يطوّع الأخبار لتصبح في خدمة السياسة، وأن أزمة الديمقراطية غيّبت ثقافة الاختلاف وأهدرت الرأي الآخر حتى ناصبته العداء.
السيسي يحكم مصراً تختلف عن التي حكمها مبارك
أما صاحبة مدونة "بهية" باللغة الإنجليزية، والتي تعتبر من أبرز المدونات السياسية في مصر، فقد كتبت مقالاً بعنوان "تحدي السيسي". وتكتب صاحبة المدونة أن السيسي "يستعد لترأس نظام مباركي أعيد بناؤه، والثورة تظهر كبقعة على التقليد العنيد لتسلم السلطة من دكتاتور عسكري لآخر".
لكن العقل وراء مدونة "بهية" تعتقد أن فترة حكم عبد الفتاح السيسي لن تشبه عهد حسني مبارك (الرئيس الذي أطاحت به ثورة 25 يناير قبل ثلاثة أعوام)، ذلك أنه (أي السيسي) يواجه ظروفاً سياسية تختلف عن "الدولة الطائعة التي ورثها مبارك ... يجب عليه أن يخترع معادلة حكم من الصفر من أجل التعامل مع دولة تمر بعملية انتقال سياسي مطوّلة".
وبعكس كثير من المعلقين، لا تعتبر المدونة المصرية أن الاقتصاد سيكون مقياس النجاح والفشل لرئيس مصر الجديد، إذ أشارت في مقالها إلى أن انعدام المساواة والفقر والفساد في عهدي أنور السادات وحسني مبارك لم يؤديا إلى سقوطهما، بل "إن قدرهما كان مرتبطاً بأدوات السيطرة السياسية التي صمماها لتوجيه الغضب الشعبي على الاقتصاد المتدهور والأوضاع السياسية".
ويمضي المقال المنشور في مدونة "بهية" إلى القول بأن "مقامرة السيسي تتطلب منه أن يخرج بمعادلة صالحة لحكم مصر بدون مشاركة المصريين، في منعطف تاريخي جعل المصريين أصعب حكماً من ذي قبل".
تغطية حية على "زينوبيا"
ومن "بهية" إلى مدونة "زينوبيا"، التي تكتب من مصر وحول بالإنجليزية أيضاً، فقد أفردت المدونة تغطية حية من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" و"فيسبوك"، لحفل تنصيب عبد الفتاح السيسي ومظاهر الاحتفال في القاهرة. وشملت التغطية عدداً من الصور العشوائية التي التقطها عدد من مستخدمي تلك المواقع.
تغطية "زينوبيا" لحفل التنصيب وما تبعه من مظاهر احتفال شعبي بدت لهجتها ساخرة، وتقارن ما بين مظاهر الاحتفال بعد تنصيب الرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي والرئيس السيسي، من ناحية نقل الموالين بالحافلات إلى ميدان التحرير والأعلام المصرية وصور الرئيس التي يمكن ملاحظتها في معظم شوارع العاصمة المصرية، خاصة أمام قصر الاتحادية، حيث وقع السيسي وثيقة تسلم السلطة من سلفه، الرئيس المؤقت عدلي منصور.
ومن المدونات إلى الشبكات الاجتماعية، حيث أثار تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر استحسان وانتقاد العديد من صفحات موقع "فيسبوك". وغلب على الصفحات المنتقدة للسيسي المجموعات المؤيدة للإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، إضافة إلى مجموعة من المفكرين والمثقفين والناشطين السياسيين الشباب، الذين اعتبروا أن السيسي سيؤسس لعهد مشابه لفترة حكم مبارك.