مدرب شالكه الألماني ماغات يواجه امتحانا عسيرا
٣١ أغسطس ٢٠١٠شهدت المرحلة الثانية من الدوري الألماني لكرة القدم مفاجآت مدوية، وذلك منذ أول لقاء في هذه المرحلة والذي أطاح فيه فريق كايزرسلاوترن، العائد حديثا إلى دوري الأضواء، بمضيفه بطل الموسم الماضي بايرن ميونخ بهدفين نظيفين. بعدها اشتعل فتيل الإثارة بسقوط بايرن ليفركوزن في مخالب مونشنغلادبخ الذي سحقه بستة أهداف مقابل ثلاثة. بينما هزم فريق ماينز فريق فولفسبورغ، بطلَ موسم 2009 ، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، في مباراة دراماتيكية، كان فيها الفريق المهزوم السباق إلى التسجيل عبر ثلاثة أهداف.
فريق شالكه من جهته، مني للمرة الثانية على التوالي بخسارة مريرة؛ الأولى عندما حل ضيفا على هامبورغ وانهزم بهدفين مقابل هدف واحد (في الـ21 آب/ أغسطس 2010). والثانية، بعد أسبوع من ذلك، وأمام ضيفه هانوفر بالنتيجة ذاتها.
منظومة ماغات
ظهر شالكه في أول مباراة له على أرضه بمستوى هزيل جدا، وارتكب العديد من الأخطاء، كما أنه فشل في خلق فرص للتهديف. حتى سيطرت الخشية على أنصار شالكه من أن يتحول الموسم الحالي إلى كابوس لعين. وما عزز مخاوفهم، أن الانطلاقة المخيبة لفريقهم تتطابق بتفاصيلها مع تلك التي تعود إلى موسم 1987/1988. ففي ذلك الموسم، وللمفارقة، مني شالكه بخسارتين في أول مباراتين، وأمام نفس الفريقين، هامبورغ (بخمسة أهداف مقابل هدفين)، وهانوفر (بهدفين نظيفين)، ثم بعد ذلك هبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية.
رغم أن رصيد شالكه حاليا خالي من النقاط، وأن الفريق يحتل المركز الخامس عشر على قائمة الترتيب العام، غير أن ذلك لا يعني إطلاقا أن الموسم انتهى بالنسبة اليه، فهو يظل في نظر بعض المحللين ، من بين المرشحين لنيل درع الدوري. بيد أن ذلك لم يمنع المراقبين في وصف وضع شالكه كمؤشر واضح على "تقهقر" ما يطلق عليه "منظومة" المدرب ومدير أعمال النادي فيلكس ماغات.
فقد تخلى ماغات عن ثلاثة عشر لاعبا من تشكيلة الموسم الماضي، مستعينا هذا الموسم بأحد عشر وجه جديد، تماما كما فعل قبل سنتين في فولفسبورغ، حين غيَّر كمدرب التشكيلة الأساسية برمتها، وكوفئ في نهاية المطاف بلقب الدوري 2009. بيد أن الأمر في شالكه مختلف تماما، لأن وحسب المحللين الرياضيين، قام الأخير "بإضعاف خط الدفاع" الذي كان من أكبر نقاط قوة شالكه.
واعتمد دفاع شالكه الموسم الماضي على حلقة دفاع، كانت تشمل كظهير أيمن اللاعب رافينيا، وفي الوسط مارشيلو بوردون وبينيديك هوفيديس، وكظهير أيسر هايكو فيسترمان الى جانب حارس المرمى، الدولي مانويل نوير. ودخل شباك دفاع شالكه احدى وثلاثين هدفا طيلة الموسم الماضي، ما يعني أن الفريق الأزرق كان يتوفر إلى جانب البايرن على أقوى دفاع في الدوري الألماني.
ترميم الدفاع أم تقوية الهجوم؟
ويحمل رافينيا، حاليا ، قميص جينوة الإيطالي، وانتقل بوردون الى الريَّان القطري، وفيسترمان الذي كان بالأمس قائد شالكه، انتقل ليصبح قائد فريق هامبورغ. ولتعويض هؤلاء، استعان ماغات بالياباني أتسوتو أوشيدو، وهانس ساربيا الذي كان يقبع في مقاعد الاحتياط لدى فريق بايرن ليفركوزن. فضلا عن كريستوف متسلدر الذي لم يلعب في السنوات الثلاث الأخيرة، سوى ثلاث وعشرين مباراة لصالح ريال مدريد الإسباني. وقد ظهرت التركيبة الجديدة بمستوى هزيل جدا أمام هانوفر، من دون أي إيقاع ملموس أو تجانس يذكر.
فقد كان اهتمام مدرب ومدير نادي شالكه منصبا على بيع مدافعيه، ليضمن للنادي الذي يواجه ضائقة مالية كبيرة، مداخيل مهمة، حيث تم بيع فيسترمان بأزيد من سبعة ملايين يورو مقابل انتقاله لهامبورغ. بيد أن المحللين الرياضيين، اعتبروا أن ماغات ارتكب خطأ فادحا، عندما اتبع سياسة التقشف عوض الحفاظ على قوة وتماسك الفريق.
وعقب الخسارة أمام هانوفر، صرح ماغات أنه سيسارع الى التعاقد مع لاعبين جدد، خاصة وأن فترة الانتقالات ستنتهي في منتصف ليل الثلاثاء المقبل (31 أغسطس 2010). لكن عوض البحث عن مدافع جديد، لسد الثغرات الكبيرة المسجلة منذ انطلاق الموسم، يأمل ماغات في ضم مهاجم جديد، فنجم ريال مدريد السابق راؤول خيب آمال القائمين على شالكه. وحسب أخبار غير مؤكدة، يتعلق الأمر بلاعب ميلان الإيطالي، الهولندي كلاس يان هونتلار، وقيل عنه أنه سينتقل إلى شالكه بموجب عقد بقيمة 13 مليون يورو.
وفاق بنكيران
مراجعة: منصف السليمي