مخاوف استخباراتية أمريكية من دعم إيراني وصيني "فتّاك" لروسيا
٢٧ فبراير ٢٠٢٣حذرت الولايات المتحدة الصين من عواقب وخيمة إذا قدمت أسلحة لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما زار قائد أوكراني عسكري رفيع المستوى بلدة باخموت على خط المواجهة حيث تواصل القوات الأوكرانية الصمود في وجه الهجمات الروسية المستمرة.
قلق من دعم صيني محتمل
وتسعى واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي إلى إثناء الصين عن تقديم مساعدات عسكرية لموسكو في حربها، وأدلوا بتصريحات علنية تعكس اعتقادهم بأن بكين تدرس تقديم معدات فتاكة ربما تشمل طائرات من دون طيار.
تأتي مخاوف الغرب من مساعدة الصين في تسليح روسيا في الوقت الذي تكافح فيه القوات الروسية جاهدة لتحقيق مكاسب حول أهداف رئيسية في شرق أوكرانيا، بينما تعد كييف لهجوم مضاد بأسلحة غربية متقدمة تتضمن دبابات قتالية.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لمحطة (سي.إن.إن) "سيتعين على بكين اتخاذ قراراتها الخاصة حول كيفية المضي قدماً، وما إذا كانت تقدم مساعدة عسكرية، لكن المضي في هذا الطريق سيكون له تداعيات حقيقية على الصين".
وذكر في مقابلة منفصلة مع شبكة (إيه.بي.سي) أنه على الرغم من أن الصين لم تتحرك قُدُماً في تقديم مثل تلك المساعدة، فإنها لم تستبعد هذا الخيار.
وأحجمت بكين عن إدانة هجوم موسكو على أوكرانيا في عدة فعاليات، كان آخرها خلال اجتماع لمجموعة العشرين في الهند يوم السبت. ونشرت مقترحاً لوقف إطلاق النار يوم الجمعة في الذكرى الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا، لكن العرض قوبل بتشكك من جانب حلفاء أوكرانيا الغربيين.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمس الأحد لمحطة دويتشلاند فونك "حينما أسمع تقارير، لا أعلم إن كانت صحيحة أم لا، بأن الصين ربما تخطط لإمداد روسيا بالطائرات المسيرة الانتحارية بينما في الوقت نفسه تقدم خطة سلام، فإنني أقترح أن نحكم على الصين بأفعالها لا بأقوالها".
المخابرات الأمريكية تحذر
كما تحدث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز عن الأمر في مقابلة بثت أمس الأحد، وقال إن الوكالة "واثقة من أن القيادة الصينية تدرس توفير معدات فتاكة". وأضاف لشبكة (سي.بي.إس) "لا نعتقد أنه تم اتخاذ قرار نهائي بعد، ولا نرى أدلة على شحنات فعلية لمعدات فتاكة".
وأشار بيرنز إلى أدلة على أن روسيا عرضت مساعدة إيران في برنامجها الصاروخي مقابل مساعدات عسكرية من طهران، وقال إن التحالف بين روسيا وإيران يتطور على نحو سريع.
وقال بيرنز، في مقابلة مع برنامج " فيس ذا نيشن" على شبكة "سي بي إس" الأمريكية أمس الأحد، "إنه (التحالف) يتحرك بسرعة كبيرة في اتجاه خطير للغاية حالياً، بمعنى أننا نعلم أن الإيرانيين زودوا الروس بالفعل بمئات الطائرات المسيرة المسلحة، والتي يستخدمونها لإلحاق الأذى بالمدنيين وبالبنية التحتية في أوكرانيا،"، بحسب موقع "سي إن إن" على الانترنت. وأضاف بيرنز: "كما تعلمون، نعلم أنهم قدموا ذخيرة للمدفعية والدبابات ".
وقال بيرنز إن وكالة الاستخبارات المركزية ترى أيضا إشارات على أن روسيا تقترح مساعدة الإيرانيين في برنامجهم الصاروخي، وعلى الأقل تدرس إمكانية تقديم طائرات مقاتلة لطهران، مقابل مساعدات عسكرية إيرانية في غزوهم المستمر.
بوتين "واثق من سحق الأوكرانيين"
ووصف بيرنز مباحثاته مع مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين بأنها كانت "محبطة للغاية". ولدى سؤاله عن سبب ذلك، قال بيرنز "كان هناك موقف اتسم بالتحدي الشديد من جانب السيد ناريشكين أيضاً، وشعور بالغرور والغطرسة، مما يعكس وجهة نظر بوتين الخاصة بأنه يستطيع سحق الأوكرانيين، وأنه قادر على إرهاق حلفائنا الأوروبيين، وأن الإرهاق السياسي سيحدث في النهاية".
وقال بيرنز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "واثق تماما" من قدرته على سحق أوكرانيا. وأوضح : "لم يكن هدفي الحديث عن المفاوضات. هذا شيء سيحتاج الأوكرانيون إلى مناقشته مع الروس عندما يرون ذلك مناسباً. ولكن الهدف كان أن أوضح لناريشكين، ومن خلاله للرئيس بوتين، العواقب الوخيمة على روسيا إذا اختارت استخدام سلاح نووي من أي نوع. واعتقد أن ناريشكين تفهم خطورة هذه القضية، وأعتقد أن الرئيس بوتين قد فهمها أيضا".
تطورات ميدانية
وعلى خطوط المواجهة، زار قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي مدينة باخموت في الشرق التي تركز القوات الروسية هجماتها عليها منذ شهور في إطار محاولاتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
وشنت القوات الأوكرانية عدداً من الهجمات المضادة وصدت القوات الروسية حول قرية ياهيدني مطلع الأسبوع بعدما زعمت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية أنها استولت عليها وعلى قرية برخيفكا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد إن قواتها دمرت "مجموعات تخريب واستطلاع" أوكرانية بما في ذلك في منطقة ياهيدني، في حين ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن القوات الأوكرانية فجرت سداً إلى الشمال من باخموت.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير.
وتأتي زيارة سيرسكي لباخموت لرفع الروح المعنوية والتحاور مع الوحدات التي تدافع عن المدينة والقرى المحيطة بها.
وأقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد قائداً عسكرياً بارزاً يشارك في قيادة المعارك في الشرق، دون إبداء أسباب. وفي مرسوم من سطر واحد، أعلن زيلينسكي إقالة إدوارد موسكاليوف من منصب قائد القوات المشتركة لأوكرانيا التي تخوض معارك في منطقة دونباس.
ع.ح./م.س. (رويترز ، د ب أ)