120911 Griechenland Umschuldung
١٣ سبتمبر ٢٠١١ماذا لو أعلنت اليونان إفلاسها؟ في الحقيقة يتعذر سبر كافة عواقب إفلاس كهذا لأن الاتحاد الأوروبي لم يمر بتجربة من هذا النوع، لهذا يدرس وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبلة مع مستشاريه كل الاحتمالات كي يمكن معالجة الموضوع بوضوح أكبر. ويتسبب هذا الأخذ والرد حول خطر وقوع في الإفلاس بمزيد من القلق في أسواق المال. وفي نهاية الأسبوع عبر وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر عن رأيه القائل بأن "ضمان استقرار اليورو يتطلب التحدث بكل صراحة، بما في ذلك الإشارة أيضا إلى احتمال وقوع اليونان في عجز عن الدفع". وبدوره قال رئيس الوزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر إنه "سعيد للإفصاح أخيرا عن هذه الأفكار."
عواقب مباشرة
وجاء رد الأسواق واضحا، فقد تراجعت أسعار الأسهم في كل أنحاء أوروبا، وتراجع مؤشر الأسهم الألماني داكس في إحدى الفترات إلى أدنى مستوى له منذ عامين، وخسر اليورو مقابل الدولار أيضا من قيمته. وينتقد الخبير في إستراتيجية السوق مارك أوسفالد بعض الساسة الألمان ويقول "إنهم يدلون بتصريحات متسرعة ومدمرة عن إفلاس محتمل لليونان وعن خروج محتمل لها من منطقة اليورو، لهذا لا يمكن اتهام الأسواق بأنها تحاول حماية نفسها".
والأسواق بحاجة فعلا إلى الحماية، فإن وقع الإفلاس يضيع جزء من الأموال التي أُقرضت لليونان. وكانت دول منطقة اليورو قد أقرضت اليونان المليارات أو ضمنت قروضا لها، فإن ضاعت هذه الأموال سترتفع ديون دول اليورو، كما يقول شتيفان هومبورغ من معهد العلوم المالية التابع لجامعة هانوفر "إذا قالت اليونان في وقت ما أنا لا أستطيع تسديد الديون، عندئذ ترتفع ديون ألمانيا دفعة واحدة وتتجاوز الخط الأحمر، وعندئذ يتعرض تصنيفها الائتماني إلى الخطر".
الأضرار التي قد تلحق بألمانيا
وإذا حل ذلك يتعين على ألمانيا أن تدفع فوائد أعلى على ديونها، وهذا لن يشكل خطرا كبيرا عليها، لكن دولا أخرى تعاني منذ الآن من صعوبات، مثل البرتغال وايرلندة وإيطاليا وإسبانيا قد تتعرض من خلال اضطرارها إلى دفع فوائد أعلى إلى صعوبات جمة. وعندئذ هناك احتمالان لرد فعل الأسواق المالية: أولا سيتراجع الاستعداد لإقراض أموال إلى الدول الأوروبية الأضعف اقتصاديا، وثانيا ستتم المراهنة ضد دول أوروبية منفردة انطلاقا من شعار، اليونان أفلست فمن هي الدولة التالية؟
وقد يعرض إفلاس اليونان بنوكا عديدة أيضا إلى الخطر، فعلى الرغم من أن مؤسسات عديدة باعت سنداتها اليونانية إلى البنك المركزي الأوروبي، يبدو أن المستثمرين ينطلقون من أن بنوكا عديدة لن تمر بسلام من إفلاس اليونان. وفي الأيام الماضية منيت أسهم مصرفية في ألمانيا وفرنسا بخسائر كبيرة، وفي حالات الشك يتعين هنا على الدولة أن تنقذ هذه المؤسسات بأموال ضرائب غير متوفرة في الأصل، وقد تضطر إلى تمويلها بواسطة ديون.
ما المطلوب من اليونان؟
وأخيرا من المحتمل أن يتعرض اليورو نفسه إلى الضغط، فالبنك المركزي الأوروبي يجلس الآن على جبل من سندات الديون اليونانية، فإن ذهبت هذه سدى بسبب إفلاس اليونان سيتراجع أيضا سعر صرف اليورو، فإلى أي مدى يمكن التنبؤ بمثل هذا التطور؟
أحد أهداف النقاش الدائر حاليا حول إفلاس اليونان هو بالتأكيد رفع الضغط على حكومة اليونان، فهي مطالبة بالتوفير بشكل أكبر وزيادة العائدات في نفس الوقت وإلا فإن الأوروبيين والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي لن يدفعوا القسط التالي من حزمة الإنقاذ.
نظرا إلى هذه الأوضاع يعتبر من غير المحتمل أن تتمكن اليونان من التوفير إلى ذلك الحد الذي يخرجها من أزمتها، وقال وزير المالية اليوناني إيفانغيلوس فينيتسلوس إن الاقتصاد اليوناني سينكمش هذه السنة بأكثر من خمسة في المائة. ويقوي هذا من احتمال مناقشة ما يسمى بالسندات الأوروبية، فمخاطرها تبدو أقل من عواقب إفلاس يوناني.
أندرياس بيكر/ منى صالح
مراجعة: أحمد حسو