محلل سعودي: عقوبات متصاعدة ضد قطر اذا رفضت مطالب المقاطعين
٣ يوليو ٢٠١٧بعد انتهاء مهلة الأيام العشر الممنوحة من دول المقاطعة الأربعة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر، وبوساطة كويتية، مددت المهلة لثمانٍ وأربعين ساعة أخرى على أمل الوصول إلى اتفاق يفضي إلى حلحلة الأزمة.
في حوار مع DW عربية يرسم سليمان العقيلي الكاتب والمحلل السياسي السعودي سيناريوهات بشأن تطور الأزمة خلال الأيام المقبلة.
وفيما يلي نص الحوار:
DW عربية: تسلمت قطر مؤخراً مطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر فيما أرسلت قطر ممثلا عنها إلى الكويت لتسليم ردها الرسمي على المطالب.. فماذا تتوقع السعودية أن يكون الرد القطري؟
سليمان العقيلي: في الحقيقة فإن تطورات هذه الأزمة تسير بوتيرة متسارعة للغاية لكنني اعتقد في الوقت الحالي أن الرد السعودي يتوقف على مدى تجاوب قطر مع المطالب فإذا ما تضمن الرد القطري الاستجابة لعموم المطالب أو الأشياء المهمة في المطالب ذات الطبيعة السياسية ومع البعد الاستراتيجي لحاجات أشقائها فأعتقد أننا سنشهد الفصل الخير من الأزمة.
حرب على تويتر حول تغيير نظام قطر أو الاصطفاف معه
وفي حال ما رفضت قطر، فما هي الأوراق التي تملكها السعودية للضغط عليها؟
وزراء خارجية الدول الأربعة المقاطعة لقطر سيعقدون اجتماعاً الأربعاء المقبل في القاهرة وسيقررون الخطوة المقبلة، واعتقد أن الخيارات لا زالت متعددة منها خيارات المقاطعة المالية وتجميد الأصول وحركة الأموال. وبالإمكان القول إنه قد تتخذ إجراءات سياسية لعزل قطر في المنظمات الإقليمية، وهذا مع التلويح باتخاذ إجراءات عسكرية من قبيل إقامة قاعدة عسكرية في دولة البحرين مواجهة للقاعدة التركية في قطر في رد فعل على محاولة تركيا التدخل في هذه الأزمة.
هل تعتقد أن دول المقاطعة قد تلجأ فعلاً للحل العسكري تجاه قطر؟
لا أرى في الأفق نذر حرب في هذه الأزمة، فالجميع يتجنب الإنزلاق إلى هذا الطريق إلا إذا انزلقت قطر إلى خطأ استراتيجي كارثي، من قبيل تهديد الأمن الإقليمي الخليجي بالاستعانة بإيران التي تعد خطا أحمر بالنسبة لدول الخليج، أو إذا حدثت تطورات سلبية في الأزمة. لكن من الواضح أن واشنطن تتحرك الآن لتطويق الأزمة، والرئيس الأمريكي أجرى اتصالات مساء الأحد بقادة ثلاثة دول منخرطة في الأزمة مع قطر وأعتقد أن واشنطن حريصة على عدم تفكك جبهة حلفائها، وهذا يعطي إنطباعاً لدى المحللين بأن الأزمة لن تطول.
محلل قطري: قطر لن تتنازل عن سيادتها ومستعدة للانسحاب من مجلس التعاون
ألمانيا أعلنت اعتزام وزير خارجيتها المتواجد في جدة التوجه إلى قطر فهل تعتقد أن برلين يمكنها لعب دول الوسيط بين الدوحة والرياض؟ هل لها ما يكفي من هذا النفوذ في الخليج؟
بالطبع النفوذ الأكبر في المنطقة هو للولايات المتحدة والتي توفر غطاءاً أمنياً إقليميا في الخليج ولها علاقات تاريخية مع دول الخليج، وحركة الأحداث ربما تسبق تحركات وزير الخارجية الألماني.
لكن في العموم فإن الألمان أصدقاء لدول الخليج وشركاء لهم والنوايا الطيبة الألمانية ستقابل بالترحيب لدى السعودية.
لا تخفي السعودية مخاوفها مما تعتبره"خطرا شيعيا" فما سبب استشعارها للخطر من قاعدة عسكرية تركية(سنِّية) في قطر؟
الصراع هنا ليس ديني لكنه سياسي ووجود قاعدة عسكرية تركية في قطر يغير موازين القوى داخل مجلس التعاون الخليجي وهذا أمر مرفوض من دول المنطقة.
ألا ترى أن القاعدة التركية قد تمثل عامل أمان لدول الخليج في مواجهة إيران؟
السياق السياسي الذي جاءت به القاعدة العسكرية التركية لا يعطي انطباعاً بأنها تخدم الأمن الإقليمي إنما تخدم المصالح السياسية القطرية فقط.
هل تعتقد أنه يمكن دعم انقلاب عسكري في قطر وفق ما قال بعض المراقبين الذين تحدثوا عن "خطط سرية" سعودية في هذا السياق؟
أرى أن الضغط السياسي والاقتصادي والجيوسياسي على قطر ربما يدفع الأسرة الحاكمة القطرية للضغط على القيادة السياسية أو تغيير بوصلة السياسة الخارجية المختلف عليها إقليمياً ربما تنتقل داخل الحكم القطري وربما توجد خلافاً داخل الأسرة بما يسمح بتصحيح بوصلة السياسة الخارجية القطرية لتنسجم مع بوصلة السياسة الاقليمية لأشقاء قطر.
هل ترى أن هناك توجهاً داخل الأسرة الحاكمة القطرية يدعم التوجه السعودي؟
هو ليس توجهاً سعودياً وإنما الأمر متعلق بالأمن الإقليمي، حيث غردت قطر خارج السرب الإقليمي وكان هناك سلوكيات قطرية تضر بالأمن الاقليمي وبمصالح أشقائها ما استلزم وجود رد فعل رأيناه في المقاطعة الاقتصادية والسياسية والضغوط الإعلامية، فإذا تصاعد مثل هذا الضغط فإنه سينعكس على الداخل القطري خاصة أنها دولة صغيرة ستتأثر بالأحداث حولها ولا يمكنها تجاهل الضغط الاستراتيجي من جيرانها، خاصة أن موقعها الجغرافي لا يسمح لها بمناورة جيوسياسية.
ألا ترى أنه من الغرابة ان ترفض الدول المقاطعة إقامة قطر لعلاقات مع طهران، بالرغم أن دول مثل عُمان والإمارات لديهما علاقات اقتصادية كبيرة مع إيران؟
عمان لديها تاريخ طويل يسمح لها بالمناورة السياسية لكن إذا تخطى الأمر المناورة السياسية إلى الأمن القومي الإقليمي فهذا خط أحمر ولا يسمح بالعبث فيه.
كيف تتوقع أن تجري الأحداث بعد اتصالات الرئيس الأمريكي الأخيرة؟
لا اعتقد أن أمريكا قدمت أو ستبرم صفقة لكنها قوة دفع سياسية حركت الجمود الذي حدث في الأزمة، ودفعت الأطراف جميعاً للاستعداد لقبول حلول تؤدي إلى الوفاق والوحدة في هذه المنطقة الحساسة من العالم، خاصة أن جميع الأطراف المتصارعة الآن هم حلفاء لها، ومن المتوقع أن تضغط على كافة الأطراف للقبول بحلول وسط والمتوقع أكثر الضغط على قطر، خاصة أنه كان هناك تصلب في السياسة الخارجية القطرية وخطابها السياسي، وإذا لم تتفهم أمريكا عدم التجاوب القطري فبإمكان أمريكا أن تكون قوة دفع لتلاقي جميع الأطراف واعتقد أن المهم في الموضوع هو موافقة قطر على المحاور الرئيسية للأمن السياسي والقومي بالدرجة الاولى.
هل ترى أن للوساطة الكويتية القدرة على حل الأزمة؟
تقوم الوساطة الكويتية حالياً بالعناية بالآليات والرؤية وكان لها تجربة تسمح لها بأن تضع البصمات لنهاية الأزمة.
أجرى الحوار علاء جمعة/ ع. ح