مجلة "دير شبيغل" الألمانية: أدلة مهمة تشير إلى تورط حزب الله في اغتيال الحريري
٢٤ مايو ٢٠٠٩طالب حزب الله اللبناني اليوم الأحد (24 أيار/مايو 2009 ) المحكمة الدولية الخاصة المكلفة بملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبقص، رفيق الحريري- بالتصرف "بحزم" تجاه ما نشرته صحيفة "دير شبيغل" الألمانية في موقعها الالكتروني عن احتمال تورطه في اغتيال الحريري، معتبرا أن هذه المعلومات "فبركات بوليسية لمحاولة النيل من الحزب".
واعتبر الحزب الشيعي الذي تدعمه دمشق وطهران في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية بأن هدف هذه الحملة هو التأثير على الأجواء الانتخابية في لبنان وأن نشر الاتهامات ونسبها إلى مصادر مقربة من المحكمة الدولية يمس بمصداقية هذه المحكمة وسلامة عملها. يذكر أن الانتخابات التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو في لبنان تشهد منافسة حادة بين قوى 14 آذار/مارس التي تمثلها الأكثرية النيابية الحالية المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة وقوى 8 آذار/مارس وعلى رأسها حزب الله الممثلين بالأقلية النيابية والمدعومين من دمشق وطهران.
المحكمة الخاصة باغتيال الحريري: "لا نعرف من أين جاءت دير شبيغل بهذه القصة"
من ناحيتها، صرحت ناطقة باسم المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة المشبوهين في اغتيال الحريري أن المحكمة "لا تعرف من أين جاءت" مجلة "دير شبيغل" الألمانية بمعلوماتها عن تورط حزب الله الشيعي في عملية اغتيال الحريري. وقالت الناطقة باسم مدعي المحكمة لوكالة فرانس برس: "لا نعرف من أين جاؤوا بهذه القصة"، وأضافت أن "مكتب المدعي لا يصدر أي تعليق على القضايا المتعلقة بمجريات التحقيق".
كما رفض ناطق باسم رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، أحد قادة الأكثرية النيابية اللبنانية ونجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، التعليق على معلومات "دير شبيغل" بشأن تورط حزب الله في اغتيال رفيق الحريري، مؤكدا أن التعليق ينحصر بالمعلومات التي تصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال هاني حمود: "لا نعلق على أي معلومات صحافية أو أخرى ما لم تكن المعلومات صادرة عن المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري".
"دير شبيغل": السوريون لا علاقة لهم باغتيال الحريري
وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية قد ذكرت في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني باللغة الإنجليزية أن لجنة التحقيق الدولية المكلفة بملف اغتيال رفيق الحريري تملك خيوطا تقود إلى اتهام حزب الله اللبناني في عملية الاغتيال. وقالت المجلة إنه استنادا إلى معلومات حصلت عليها من مصادر وصفتها بالقريبة من المحكمة الخاصة باغتيال الحريري وبعد تحققها منها عبر الاطلاع على وثائق داخلية حسب ما ذكرت الصحيفة، فإن التحقيقات المكثفة التي أجريت في لبنان تتجه كلها إلى خلاصة جديدة وهي أن السوريون لم يخططوا وينفذوا عملية اغتيال الحريري، بل القوات الخاصة التابعة لتنظيم حزب الله الشيعي اللبناني.
تفاصيل مثيرة
وطبقا للمجلة الألمانية، فقد أتاحت الوثائق التي اطلعت عليها، والمستندة خصوصا إلى عمليات مراقبة الكترونية للمحققين، كشفت عن ثمانية هواتف نقالة تم شراؤها كلها في اليوم نفسه في مدينة طرابلس بشمال لبنان. وقد تم تشغيل تلك الهواتف قبل ستة أسابيع من الاغتيال ولم تستخدم قط بعد العملية، ما يوحي أن مالكيها كانوا أفرادا في المجموعة التي ارتكبت الاغتيال.
وتمكن المحققون من كشف هوية صاحب أحد الهواتف الثمانية الأولى وذلك بفضل إجرائه اتصالا بصديقته. والشخص المعني هو عبد المجيد غملوش، العنصر في حزب الله والذي أقام في مخيمات تدريب عسكرية في إيران بحسب المجلة الألمانية. وأضافت "دير شبيغل" أنه تم تحديد غملوش بصفته الشخص الذي اشترى الهواتف النقالة، لكن المحققين يجهلون مكان وجوده حاليا ولا حتى إذا كان على قيد الحياة.
وتابعت أن تهور غملوش قاد المحققين إلى الشخص الذي يعتبرونه العقل المدبر للاغتيال، وهو المدعو الحاج سليم الذي يقيم في حي يسيطر عليه الشيعة في جنوب بيروت، لافتة إلى أنه يقود من هناك "وحدة عمليات خاصة" ترفع تقارير مباشرة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. وأوردت المجلة أن مدعي المحكمة الخاصة بلبنان الكندي دانيال بلمار وقضاتها الآخرين يحاولون على ما يبدو "التكتم" على هذه المعلومات. يذكر أن الحريري اغتيل مع 22 شخصا آخرين في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.
(هــــ.ع/ د.ب.أ/ أ.ف.ب)
تحرير: سمر كرم