ماينس بين رومانسية الراين وصخب الحياة المعاصرة
تقع مدينة ماينس التي يمتد تاريخها لأكثر من ألفي سنة على ملتقى نهري الراين والماين. ويعد هذا الموقع المعروف بـ "منطقة راين ـ ماين" من أكثر مناطق ألمانيا كثافة بالسكان بسبب قربه من مدينة فرانكفورت ومطارها الدولي الضخم. كما أن ماينس تحاذي مدينة فيسبادن الغنية وعاصمة ولاية هيسن المجاورة. وعلى حدودها الغربية تبدأ غابات البفالتس الجبلية الخلابة. ومنذ عام 1950 أصبحت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة عاصمة ولاية راينلاند بفالتس.
عراقة ومعاصرة
تشكل الكاتدرائية الرومانية وسط المدينة وبرج كنيسة ستيفان التي صمم نوافذها مارك شاغال إضافة الى البنايات المزخرفة بحجارة الرمل الحمراء، والتي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي أهم معالم ماينس. وتسير الحضارة والتقدم جنباً إلى جنب في هذه المدينة التي عاش فيها الرومان والقيصر بارباروسا والعديد من الأمراء والأساقفة. كما تعد اليوم مركزاً اقتصادياً هاما، وهي كذلك أحد أهم المراكز الإعلامية حيث تحتضن المقر الرئيسي لمحطة التلفزيون الألمانية الثانية الضخمة ZDF.
لا مكان للملل
تشهد المدينة الكثير من النشاطات الثقافية التي لا تدع للملل مكاناً، فهي تحتضن مسرحا دوليا وأوبرا وباليه إضافة الى العديد من مسارح الفن الصغيرة. وفي المتحف الدولي يوجد الكثير من الأعمال الفنية القيمة التي تنحدر من جميع العصور بدءاً بعهد الرومان وانتهاء باللوحات الفنية المعاصرة. وتشهد ماينس سنوياً العديد من الأعياد الشعبية، ففي ذكرى ابن المدينة الشهير يوهانس جوتنبيرغ يحتفل السكان بعيد يوهانس. وخلال أيام الكرنفال السنوي الشهير تغص شوارعها وحاراتها بعشرات الآلاف من الزوار. ويُعد كرنفال ماينس الأشهر بين كرنفالات ألمانيا إلى جانب كرنفالي كولونيا ودوسلدورف. وخلال أيامه الستة تقتصر الحياة على الاحتفالات التي يحييها المهرجون والمتفرجون بأزيائهم وأقنعتهم المزركشة.
تقاليد شرب النبيذ
العدد الكبير من المطاعم والمقاهي إضافة الى البارات متوسطة الأسعار تبعث على السعادة وتثير رغبة السهر لدى الناس هناك. ويُعرف عن أهل ماينز أنهم اجتماعيين ويحبون السهر. وتعتبر محلات النبيذ العريق الموزعة في أزقة المدينة وبالقرب من كنيسة الأسقفية من الأماكن المحببة. وفي هذه المنطقة العريقة توجد أيضاً أعداد كبيرة من المحلات التجارية الصغيرة التي ترضي عروضها مختلف الأذواق.