ما هي الأسلحة التي أرسلتها ألمانيا إلى أوكرانيا؟
٢ أكتوبر ٢٠٢٣لم يكن سهلا بالنسبة للحكومة الألمانية اتخاذ قرار بإرسال أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمدافع إلى أوكرانيا. لكن وبعدضغوط من الولايات المتحدة والحلفاءالآخرين وأوكرانيا، قررت برلين نهاية أبريل/ نيسان 2022، دعم كييف بأسلحة ثقيلة وصارت واحدة من أهم مزودي أوكرانيا بالأسلحة. وفيما يلي أهم الأسلحة الثقيلة التي أرسلتها أو سترسلها ألمانيا لأوكرانيا:
دبابات غيبارد
أرسلت ألمانيا 46 دبابة من نوع غيبارد، وهي دبابة مضادة للطائرات، مزودة بسبطانتين عيار 35 ملم. ويمكن استخدامها ضد المقاتلات والطائرات المروحية حتى ارتفاع 3500 متر، كما يمكن استخدامها ضد العربات المدرعة أيضا. لكنها لا تستطيع مقاومة ومجاراة الدبابات التقليدية، نظرا لصغر عيار مدفعها (35 ملم)، بيد أنها تستطيع قطع مسافة تصل إلى 550 كيلومترا وتجاوز الحواجز المائية دون الحاجة لمعدات إضافية.
هذه المدرعة مهمة بالنسبة لأوكرانيا، حيث يمكن استخدامها ضد المروحيات الروسية المصفحة أيضا مثل ميل مي24/ "Mil Mi24 "Hind. وقد دخلت غيبارد الخدمة عام 1976 وكانت لسنوات طويلة سلاح أساسيا للدفاع الجوي لدى الجيش الألماني وكذلك لدى الجيشين الهولندي والبلجيكي. وقد تم تنسيق هذه الدبابة قبل عشرين عاما وفي ألمانيا كانت تستخدم حتى 2012، فقط رومانيا هي الدولة الوحيدة في حلف الناتو التي مازال جيشها يستخدم دبابة غيبارد.
والنسخ الألمانية من غيبارد يجب إعدادها وتهيئتها للاستخدام. كما يمكن أن تظهر مشكلة أخرى لدى استخدامها في أوكرانيا، حيث أن نظامها الالكتروني المعقد ونظامي النيران والرادار، قد يتطلب مهارات عالية من طاقم الدبابة.
وحسب خبير شؤون الدفاع في الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) يوهان فاديبول، يتطلب التدريب على استخدام غيبارد 6 أشهر، لذا فهو يدعو إلى استبدالها بدبابات ليوبارد 1 أو مركبات المشاة المصفحة ماردر.
مدفعية هاوبتزر 2000
تُعد هاوبتزر 2000 مدفعية مصفحة ذاتية الدفع عيار 155 ملم، سعة مخزنها 60 طلقة وتستطيع إطلاق ثلاث طلقات خلال 10 ثوان. كما أنها قادرة على تدمير الهدف على مسافة تتراوح بين 30 و56 كيلومترا. بدأ انتاج هذه المدفعية وتسليمها للجيش الألماني عام 1998، ولا تزال في الخدمة حيث يتم تطويرها وتحديثها باستمرار.
وعلى عكس الدبابات العادية، هاوبتزر 2000 تطلق النار من وضعية الثبات فقط. تصل سرعتها القصوى إلى 60 كيلومتر في الساعة وتستطيع عبور العوائق المائية حتى عمق 1,5 متر. وقد أثبتت هذه المدفعية جدارتها في أفغانستان خلال عامي 2006 و2007 بدعم من سلاح الجو. وقد تمكنت من تدمير أهداف على بعد 40 كيلومترا. ويمتلك الجيش الألماني 100 مدفع هاوبتزر 2000، ولكن حسب وزيرة الدفاع السابقة كريستينا لامبريشت، 40 منها فقط جاهزة للاستخدام، وقد أرسلت برلين 14 منها إلى أوكرانيا بعد الأشهر الأولى من بداية الحرب.
عربة المشاة المصفحة ماردر
حصلت أوكرانيا على 40 من عربات المشاة القتالية المصفحة ماردر، وهي مخصصة لنقل جنود المشاة وحمايتهم من نيران العدو وإطلاق النار في نفس الوقت، ومن هنا هي سلاح متعدد الاستخدام. وهي تتسع لـ 6 إلى 7 جنود. ومزودة بمدفع آلي عيار 20 ملم، ويمكن تزويدها بصواريخ موجهة من طراز ميلان. كما يمكن استخدامها ضد أهداف برية وجوية.
ولديها نظام تهوية للحماية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، وتستطيع عبور المياه حتى عم مترين بفضل نظام غوص هيدروليكي. رغم هذه المزايا، ماردر سلاح قديم نسبيا، حيث دخل الخدمة عام 1971، ويقوم الجيش الألماني بتنسيقها تدريجيا والاستعاضة عنها بعربة بوما الأحدث. لكن جيوشا أخرى ما تزال تستخدم عربة المشاة المصفحة ماردر، التي اثبتت جدارتها وفعاليتها في حرب كوسوفو وفي أفغانستان.
دبابة ليوبارد 1A5
استلمت أوكرانيا 20 دبابة من طراز ليوبارد 1A5، ومن المقرر إرسال 100 دبابة من هذا الطراز إليها. وتساهم الدنمارك مع ألمانيا في هذا الدعم، كما تشارك مع ألمانيا في تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام هذه الدبابة. تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني لم يعد يستخدم هذه النوع من الدبابات منذ عام 2003.
وليوبارد 1A5 هي أول دبابة تم تصنيعها في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد تم انتاج 4700 قطعة منها بين عامي 1964 و1984 وتصديرها إلى الكثير من الدول التي لا تزال تستخدمها بعد تحديثات وتعديلات عديدة. والتي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا هي من مخزون الشركة المصنعة وقد تم تحديثها بما يتناسب مع استخدامها ضد الغزو الروسي.
دبابة ليوبارد 2
استلمت أوكرانيا من ألمانيا 18دبابة ليوبارد 2، تحفة صناعة الأسلحة الألمانية، ويتم انتاجها منذ عام 1978، وقد تم تطويرها وتحديثها عدة مرات منذ ذلك الحين، وسيظل الجيش الألماني يستخدمها حتى عام 2030. وهي من انتاج شركة كراوس مافاي فيغمان، وتعد واحدة من أكثر الأسلحة الألمانية رواجا في العالم، ولذلك هناك نسخ وموديلات مختلفة منها، لتناسب حاجة ورغبات كل زبون. كما يتم انتاجها في دول أخرى بترخيص من ألمانيا. كذلك النسخة السابقة من هذه الدبابة ليوبارد 1، تم تصدير الكثير منها ولا تزال في الخدمة لدى العديد من جيوش العالم.
وتستخدم دبابة ليوبارد 2 ضد تشكيلات العدو المدرعة. وهي مزودة بمدفع عيار 120 ملم ويمكنها الرمي وهي تتحرك وإصابة أهداف متحركة وثابتة. وحتى على الأرض غير المستوية، يبقى المدفع موجها نحو الهدف. ويمكنها عبور مياه حتى عمق 4 أمتار لدى تزويدها بالمعدات اللازمة لذلك. ويمكن أن تؤمن الحماية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية لطاقهما مدة 48 ساعة. وبمحرك قوته 1500 حصان وسرعتها التي تتجاوز 60 كيلومترا في الساعة ووزنها الذي يبلغ أكثر من 60 طننا تعتبر عربة ثقيلة جدا ومشكلة بالنسبة للجسور.
وقد أثبتت ليوبارد 2 جدارتها في أفغانستان حسب ما أفاد به جنود كنديون ودنماركيون شاركوا في القتال هناك، وخاصة الحماية الكبيرة التي توفرها للطاقم. وقد سببت دبابة ليوبارد مشكلة سياسية وإحراجا للحكومة الألمانية، حين استخدمتها تركيا عام 2018 ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
راجمة الصواريخ MARS II
تم تسليم أوكرانيا حتى الآن خمس راجمات صواريخ متحركة من طراز MARS II من مخزون الجيش الألماني. وأرسلت برلين مع الراجمات مئات الصواريخ التي يصل مداها إلى 80 كيلو مترا.
وقد تولت الولايات المتحدة، المصنعة لهذه الراجمات، تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها. وبدأ استخدام هذه الراجمات في ثمانينات القرن الماضي، وقد تم تحديثها منذ ذلك الحين عدة مرات، وخاصة فيما يتعلق بمداها ودقتها في إصابة الهدف.
نظام الدفاع الجوي IRIS-T SLM
حصلت أوكرانيا على قطعتين من نظام الدفاع الجوي IRIS-T SLM، والذي يستخدم للتصدي للصواريخ العادية وصواريخ كروز والمسيرات والطائرات والمروحيات. ويصل مداها إلى ارتفاع 20 كيلومترا ومسافة 40 كيلومترا.
علما أن الجيش الألماني ليس لديه هذا النوع من أنظمة الدفاع الجوي التي يصل ثمن القطعة منها إلى 145 مليون يورو، وهو أحد أحدث الأنظمة المتوفرة في سوق الأسلحة العالمية.
دبابات جر ودبابات لمد الجسور
تم إرسال 10 دبابات تجسير و17 دبابة جر من ألمانيا إلى أوكرانيا حتى الآن. وتستطيع دبابة بيبر أن تمد خلال دقائق قليلة جسرا بعرض 4 أمتار وطول 22 مترا لتجاوز حاجز مائي بعرض 20 مترا، ويستطيع هذا الجسر تحمل وزن حتى 55 طنا.
لكن من الصعب لدبابة ليوبارد 2 عبور هذا الجسر، حيث يبلغ وزنها 60 طنا. لهذا يسعى الجيش الألماني إلى استبدال هذه الدبابة بطراز "ليغوان" التي تستطيع مد جسر يتحمل وزنا حتى 70 طنا. أما دبابات الجر فهي مخصصة لجر وقطر الدبابات والآليات الثقيلة المدمرة أو المعطوبة.
مسيرات الاستطلاع فيكتور
مع استمرار الحرب أصبحت المسيرات أكثر أهمية واستخداما في حرب أوكرانيا، حيث يستخدم الطرفان مسيرات قتالية. أما ألمانيا فترسل إلى أوكرانيا مسيرات استطلاع، حيث أرسيت حتى الآن 104 مسيرات من طراز فيكتور. مسيرة الاستطلاع هذه من تصنيع شركة " Quantum Systems" ذات أجنحة ثابتة يصل طولها إلى ثلاثة أمتار وجسمها مصنوع من البلاستيك المقوى بألياف الكربون. وتستطيع الطيران في الجو لمدة ساعتين وتصوير مساحة تصل 700 هكتار.
صواريخ ستينغر
ستينغر صاروخ أرض جو محمول على الكتف موجه بالأشعة تحت الحمراء، يتم انتاجه في الولايات المتحدة منذ عام 1980 ولكنه ينتج في دول أوروبية أيضا بينها ألمانيا. بعد إطلاق الصاروخ على طائرة مقاتلة أو مروحية، يتبع الصاروخ بنفسه الهدف على بعد يصل إلى 4000 متر.
وتعد صواريخ ستينغر سلاحا فعالا جدا وسهل الاستخدام. وأثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، استطاع المقاتلون الأفغان الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة، إسقاط العديد من المقاتلات والمروحيات السوفياتية بهذا الصاروخ. وإلى جانب الولايات المتحدة وهولندا ولاتفيا، أرسلت ألمانيا أيضا 500 صاروخ ستينغر إلى أوكرانيا.
صواريخ مضادة للدروع والتحصينات
صواريخ 3 المحمولة على الكتف المضادة للدروع تستخدمها الكثير من الجيوش كما الجيش الألماني منذ عام 1992، وهي من انتاج شركة ديناميت نوبل الألمانية. ويتم إطلاقها على أهداف ثابته حتى مسافة 400 متر وعلى أهداف متحركة حتى 300 متر. وتستطيع اختراق المدرعات المصفحة حتى سماكة 300 مم، كما يمكن تزويد نفس القاذف بصواريخ أخرى مضادة للتحصينات وتستطيع اختراق البيتون المسلح حتى سماكة 240 مم. وحسب مصادر الحكومة الألمانية تم إرسال آلاف من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا منذ بدء العزو الروسي.
الجدل حول صواريخ تاوروس
يزداد الضغط على ألمانيا لتوافق على دعم أوكرانيا بصواريخ تاوروس الموجهة. يتميز صاروخ تاوروس بأنه يطير على ارتفاع منخفض، ما يجعل كشفه صعبا من قبل رادارات العدو، حيث يطير على ارتفاع 35 مترا فقط بعد إطلاقه من الطائرة حتى يصل إلى هدفه المحدد على الأرض مثل الملاجئ والتحصينات ذات القيمة العالية. ويستطيع هذا الصاروخ الموجه اختراق عدة طبقات من الجدران الخرسانية المسلحة، ويصل ثمن الصاروخ الواحد إلى نحو مليون يورو.
يصل مدى صاروخ تاوروس إلى 500 كيلومتر، بهكذا يمكنه أن يصل إلى أهداف خلف جبهات القتال داخل روسياأيضا. وإذا وافقت ألمانيا على تزويد أوكرانيا بهذا الصاروخ، فيمكن أن تدخل عليه بعض التعديلات التقنية للحد من مداه، لتجنب التصعيد مع روسيا. علاوة على ذلك يجب تعديل هذا الصاروخ المخصص لاستخدامه من قبل طائرات الناتو من طراز تورنادو ويورو فايتر، ليناسب الطائرات الأوكرانية وتستطيع استخدامه.
كريستوف هاسلباخ/ عارف جابو