ما بعد بريكست.. الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يتفقان أخيراً
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2020) أنه تم التوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي، قائلاً عبر تويتر "تم الاتفاق".
ونشر جونسون، الذي حقق فوزاً كاسحاً في انتخابات العام الماضي جرّاء تعهّده "إنجاز بريكست" صورة له وهو يحتفل.
وقال جونسون إن الاتفاق التجاري الذي تم إبرامه اليوم الخميس في بروكسل سيخضح للتدقيق في الأيام المقبلة، وأضاف أنه يأمل أن يتم طرح الاتفاق للتصويت في مجلس العموم يوم 30 ديسمبر/ كانون أول.
بدورها، أفادت وزيرة التجارة الدولية ليز تروس بأن الاتفاق سيؤدي إلى "علاقة تجارية قوية" مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.
ارتياح أوروبي
ومن جانبها أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أن لندن والاتحاد الأوروبي توصلا إلى "اتفاق جيد ومتوازن" و"منصف" للطرفين، وذلك خلال مؤتمر صحافي. وقالت فون دير لاين إن المملكة المتحدة تبقى "شريكاً موثوقاً" للاتحاد، مضيفةً أن الاتفاق "يسمح لنا بالتأكد أخيراً بأن بريكست أصبح خلفنا".
فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن "ثقتها" بأن اتفاق بريكست "نتيجة جيدة" للمفاوضات، وقالت في بيان "سنكون قادرين بسرعة على تحديد ما إذا كانت ألمانيا ستدعم نتيجة المفاوضات اليوم"، مضيفة أن حكومتها ستجتمع الاثنين لمراجعة الاتفاقية. وأوضحت "أنا واثقة من أننا حققنا نتيجة جيدة".
بينما أعرب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، عن ارتياحه وقال مساء اليوم الخميس:" لقد كان ماراثونا تفاوضيا لكن بزمن قياسي عالمي وبنقطة نهاية طويلة الأمد، وقد كان الامر يستحق السير للأميال الإضافية التي تم الاستشهاد بها كثيرا".
وبدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاتفاق جاء ثمرة لـ "وحدة وحزم" الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن "الاتفاق مع المملكة المتحدة ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا. سنعمل على ضمان ذلك".
وقبل سبعة أيام فقط على موعد انسحابها من السوق الأوروبية الموحدة، أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم، أبرمت بريطانيا اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي، لما بعد خروجها منه (بريكست)، وذلك في أهم تحول عالمي لها منذ ضياع الإمبراطورية.
فرحة بريطانية بالاتفاق
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنه "تم التوصل لاتفاق"، مرحباً "بالأنباء الرائعة للأسر والأعمال التجارية في كل جزء من المملكة المتحدة. وأضاف المتحدث: "وقعنا على اتفاق التجارة الحرة الأول حيث يستند إلى عدم تحديد رسوم أو حصص، ويتم إنجازه على الإطلاق مع الاتحاد الأوروبي".
وتأتي الانفراجة بعد أشهر من الجمود. وكانت النقاط الأكثر صعوبة على التوصل لاتفاق هي مصائد الأسماك ومسائل المنافسة. وقال مصدر في رئاسة الوزراء "أُبرم الاتفاق... استعدنا السيطرة على أموالنا وحدودنا وقوانينا وتجارتنا ومياه الصيد. "الاتفاق نبأ رائع للأسر والشركات في شتى أرجاء المملكة المتحدة. وقعنا أول اتفاق تجارة حرة يُبرم مع الاتحاد الأوروبي دون أي رسوم أو حصص". وتابع: "حققنا هذا الاتفاق العظيم للملكة المتحدة بأسرها في زمن قياسي، وفي ظل ظروف صعبة للغاية، وهو اتفاق يحمي تكامل سوقنا الداخلية وموقع أيرلندا الشمالية فيها".
وبحسب المعطيات الأولى المنقولة عن الاتفاق تخلت أوروبا عن 25 بالمائة من حصتها في الصيد في مياه بريطانيا خلال السنوات الخمس ونصف المقبلة. وسيتم التفاوض على الوصول إلى المياه البريطانية الغنية بالثروة السمكية على أساس سنوي بعد انقضاء الفترة الانتقالية.
وانسحبت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي بنهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، لكنها ظلت عضوا في اتحاد السوق الداخلية والاتحاد الجمركي للتكتل إلى حين انتهاء فترة انتقالية تنتهي بنهاية العام الجاري. وفي غياب التوصل لأي اتفاق، كان سيتم فرض تعريفات جمركية ضخمة، ووضع حواجز تجارية أخرى، ما كان يهدد بحدوث اضطرابات اقتصادية كبيرة وفي سلاسل الإمداد.
اسكتلندا: حان وقت الاستقلال
ويبدو أن هذا الاتفاق ستكون له نتائج خطيرة على وحدة المملكة المتحدة، فبعد الإعلان عن التوصل له قالت نيكولا ستورغن، رئيسة وزراء اسكتلندا: حان الوقت لتصبح اسكتلندا "دولة أوروبية مستقلة". وكتبت ستورغن في تغريدة على تويتر: "بريكست يتحقق عكس إرادة شعب اسكتلندا"، التي صوتت بنسبة 62 بالمائة ضدّ الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أنه "لا يمكن لأي اتفاق على الإطلاق أن يعوّض عمّا أخذه بريكست منا".
وتابعت أن "الوقت حان لنرسم مستقبلنا الخاص كدولة أوروبية مستقلة"، فيما ترفض لندن السماح لاسكتلندا بعقد استفتاء جديد على الاستقلال.
ع.غ/ ص.ش (رويترز، د ب أ، أ ف ب)