مؤتمر الحزب الديمقراطي ـ فرصة أوباما لكسب ثقة المترددين
٤ سبتمبر ٢٠١٢تسود أجواء احتفالية شوارع مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، التي تستضيف بدءا من الثلاثاء (الرابع سبتمبر/ أيلول 2012) مؤتمر الحزب الديمقراطي، بهدف تعبئة الناخبين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر/ تشرين الأول المقبل. وقد قدم آلاف الأمريكيين مع عائلاتهم إلى وسط مدينة شارلوت أمس الاثنين، الذي يصادف عطلة عيد العمل في الولايات المتحدة، بالقرب من حلبة "تايم وورنر كيبل"، حيث يعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي.
ويقول كريس ميتشل، رئيس فرع الحزب الديمقراطي في مقاطعة هيلسبورو بولاية فلوريدا، إنه متشوق لمعرفة ما سيحدث، فهي أول مرة يحضر فيها كريس، البالغ من العمر 28 عاماً، مؤتمراً عاماً للحزب كأحد المبعوثين. إنه لا يشعر بالفخر فحسب لترشيح الرئيس الحالي باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية، بل ولأنه سيصوّت أيضاً على البرنامج الانتخابي لحزبه، الذي يضم نقاطاً متعددة ستجذب العديد من الأشخاص ذوي الاهتمامات المختلفة، حسب رأيه.
ومن بين النقاط التي يضمها البرنامج الانتخابي المقترح الاعتراف بزواج المثليين، والتأكيد على حرية المرأة والمساواة بين الجنسين، إضافة إلى رعاية الجنود العائدين من الحروب وتحفيز النمو الاقتصادي وتقوية النظام التعليمي.
ميتشل واحد من 5000 مبعوث يحضرون المؤتمر، الذي سيستمر ثلاثة أيام في مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية. وفي اليوم الأول من المؤتمر ستلقي عقيلة الرئيس الأمريكي ميشيل أوباما كلمة، يتبعها في اليومين المقبلين كل من نائب الرئيس جو بايدن والرئيسان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر، الذي سيبعث بدوره برسالة مصورة. وسيحاول كل متحدث أن يلقي أضواء إيجابية على إنجازات أوباما خلال ولايته المنقضية في نوفمبر/ تشرين الأول.
تناقض مع الجمهوريين
كما سيطمح أوباما إلى تسليط الاهتمام على إنجازاته الداخلية، خاصة تعديل قانون التأمين الصحي، وهو ما يعكس فهماً لواجبات الحكومة يختلف تماماً عن فهم الجمهوريين ومرشحهم ميت رومني، الذي تمت تسميته الأسبوع الماضي في مؤتمر الحزب الجمهوري بمدينة تامبا بولاية فلوريدا. وسيسعى رومني، في حال انتخابه، إلى إلغاء ما قام به أوباما في القطاع الصحي.
ويعتبر روبرت غيبس، المتحدث السابق باسم أوباما، والذي يعمل حالياً ضمن طاقم المخططين الانتخابيين له، أن الجمهوريين قدموا "أفكاراً قديمة وإهانات" في مؤتمرهم بمدينة تامبا، مضيفاً، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن "الرئيس (أوباما) سيركز في شارلوت على طمأنة الطبقة المتوسطة من خلال الاستثمار في الأبحاث العلمية والتطوير، ومن خلال إرشادهم إلى الطريق الصحيح".
ولهذا يحمل البرنامج الانتخابي لباراك أوباما شعار "إلى الأمام". ومن المتوقع أن يقبل أوباما، بعد وصوله إلى شارلوت غداً الأربعاء، ترشيحه رسمياً يوم الخميس. ويذكر أن باراك أوباما كان قد فاز بالكاد بأغلبية أصوات كارولينا الشمالية في الانتخابات الرئاسية سنة 2008. وقبل وصوله إلى شارلوت، كان أوباما قد زار الاثنين الماضي، أثناء جولته الانتخابية، مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا، التي عانت من الفيضانات في أعقاب إعصار "إيزاك".
نجاحات اقتصادية محدودة
وقبل مؤتمر شارلوت، حضر أوباما مؤتمراً انتخابياً بولاية أوهايو، التي تعتبر إحدى الولايات التي يتصارع عليها كلا المرشحين في الانتخابات الرئاسية، وأثنى في "يوم العمل" على "عمال صناعة السيارات الفخورين، الذين يساعدون على بناء مدينة توليدو"، والتي تضم مصانع شركتي جنرال موتورز وكرايزلر للسيارات. هذه المصانع كانت قد استفادت من برنامج دعم مالي شامل قدمته حكومة أوباما سنة 2009. واعتبر أوباما هذا البرنامج دليلاً على نجاح الدعم الحكومي في دفع عجلة الاقتصاد.
بيد أن نسبة البطالة في الولايات المتحدة، التي وصلت إلى ثمانية في المائة، لا تزال مرتفعة بالنسبة للبلاد. لهذا تعتبر البطالة إحدى النقاط الرئيسية في المعركة الانتخابية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. والسؤال هنا يدور حول حال الأمريكيين الآن مقارنة به عندما تولى باراك أوباما منصب الرئاسة، إذ كان أوباما آنذاك قد أعلن عن تخليه عن ولاية ثانية إذا لم يتمكن من تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد من خلال سياساته. لكن أوباما الآن بات يجادل بأن التغيير الذي كان قد وعد به في بداية فترته الرئاسية يحتاج إلى مزيد من الوقت كي يتحقق.