مؤتمر "أديان من أجل السلام" ..حوار حول دور النساء والشباب
٨ أكتوبر ٢٠٢١"الحوار هو المفتاح لحل المشاكل" يقول الكيني فيلبرت أغانيو، مجيبا على سؤال حول نشاطه في مجال حوار الأديان. وأغانيو (35 عاما) المستشار في مجال الاتصال الرقمي هو من الجيل الشاب المشارك في مؤتمر المنظمة المدنية "أديان من أجل السلام Religions for Peace" في مدينة لينداو بولاية بايرن جنوب ألمانيا. وتقول المنظمة إنها عابرة للأديان وهي الأكبر من نوعها في العالم، وتراهن على الشباب إلى جانب خبرة كبار السن في مجال حوار الأديان.
وقد عقد مؤتمر لينداو في الفترة ما بين الرابع والسابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، لمدة أربعة أيام تحت شعار "العقيدة والدبلوماسية – حوار الأجيال". ولدى مناقشة أي محور وموضوع كان دائما أحد المحاضرين من الشباب. وأغانيو أدار حلقة حوار حول مشاريع تعاونية في مجال الصحة.
ومن الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا شاركت الشابة أنه نيكول هاينريش (25 عاما) وكانت من المتحدثين الرئيسيين في افتتاح المؤتمر. وفي اليوم الثاني للمؤتمر انضمت أغنيس أبوم من نيروبي إلى مناظرة رئيسة مجلس الكنائس العالمي، ولدى تقديمها قيل إنها أول امرأة في هذا المنصب وأول أفريقية.
جيل مفعم بالطاقة والحيوية
إيرمغارد ماريا فيلنر، نائبة رئيس القسم الثقافي في وزارة الخارجية الألمانية، قالت "إن الأمر يتعلق بمشاركة الشباب في إدارة المنظمات. الجيل الشاب مفعم بالطاقة". وتابعت موجهة كلامها للمنظمات الأخرى، هكذا مثلما تعلمت منظمة "أديان من أجل السلام" دمج النساء، ينبغي عليكم أنتم أن تتعلموا "دمج الشباب". وكان حضور المرأة ومشاركتها بارزا في حوار الأديان.
وفي بعض المناقشات كان واضحا أن نسبة الشباب خارج أوروبا كانت أكبر فيما يتعلق بتحمل المسؤوليات في سن أصغر، مقارنة بالشباب في أوروبا. فأغانيو مثلا تحدث عن كيفية مشاركته عام 2016 لأول مرة في اجتماع لرجال دين كبار، في العاصمة النيجيرية أبوجا. ومنذ ذلك الحين بدأ يشعر بمدى أهمية التسامح وتعليمه للآخرين. وزار مسجدا مع مسلمين وكنيسة مع مسيحيين ومعبدا مع الهندوس في أوغندا، ويقول "من كل واحد يتعلم المرء شيئا ما".
مسجد وكنيسة ومعبد
وفي نيروبي ومن خلال منظمة "أديان من أجل السلام" يتحاور أغانيو ويتبادل الرأي مع مسيحيين من طوائف أخرى ومع مسلمين ومع أتباع ديانات ومعتقدات أخرى، ليس حول الدين فقط وإنما حول التحديات السياسية أيضا، ويقول "نحن كشباب كيني نتأثر بنفس القدر". وفي المشاريع المتنافسة الأخيرة كان الأمر يتعلق بمواجهة جائحة كورونا. حيث حاولوا مواجهة الأخطار المتزايدة نتيجة المعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة المتعلقة بالجائحة. ويقول إن الدين خلال ذلك "لم يلعب في الحقيقة أي دور".
وأصغر المشاركين في مؤتمر لينداو، كانت الأندونيسية البوذية حيسلين ميتا (24 عاما). وقد لفتت النظر إلى مجتمعها البوذي من خلال شبكة حوار تعود لمنظمة "أديان من أجل السلام". وتقول عن مشاركتها في المؤتمر مع شباب وكبار في السن "كل لديه قصة ليرويها. ويمكننا التعلم من كل واحد. سيان سواء أكان شابا أو كبيرا في السن، كل واحد يمكن أن يقول للآخر شيئا ما".
تحقيق ما هو أكثر من مجرد الحوار
وتقول ميتا، إن الحوار مهم، "لكن يجب أن ننجز ما هو أبعد وأكثر من الحوار. هناك حاجة لعمل محدد". وتشير إلى مشاريع مثل مخيم لقضاء العطل متاح لكل الشباب بغض النظر عن انتمائهم الديني، وعن مشاريع اجتماعية أخرى.
وسواء بالنسبة لأغانيو أو ميتا، أو المشاركين الآخرين في المؤتمر من آسيا وأفريقيا، فإن الاعتقاد الديني والحوار حوله أمر بديهي، لكن الأمر في ألمانيا مختلف تماما. حيث أجرت المنظمة قبل المؤتمر استطلاعا للرأي قال 33 بالمائة من المشاركين فيه إن الدين مهم أو مهم جدا بالنسبة إليهم، في حين قال 61 بالمائة إن الدين غير مهم أو غير مهم أبدابالنسبة إليهم.
أوروبا حالة استثنائية!
وقد تمت مناقشة هذا الموضوع في مؤتمر لينداو أيضا، وفي النهاية كان الأمر يتعلق بالجيل الشاب. عزة كرم، الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" أوضحت بأن تخلي أوروبا عن الدين والعلمانية والإلحاد فيها، هو حالة استثنائية مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، "حيث أن الدين جزء من حياة الفرد والمجتمع".
الحاخام دافيد روزن، عارض هذا الطرح حول الدين والإيمان في أوروبا، وأوضح بأنه إذا نظرنا إلى الالتزام القوي لدى الجيل الشاب بمسألة حماية البيئة والحفاظ على الخليقة والتجارة العادلة والمواد الغذائية النظيفة غير الملوثة، فنرى أنها شكل من أشكال "الروحانية" التي ربما لم تدركها المجتمعات الدينية الراسخة هنا.
وقد اكتمل عقد المؤتمر بمشاركة محاضرة كاثوليكية شابة (22 عاما) من أوغندا شاركت عبر الفيديو، وهي فانيسا ناكاتي، الناشطة في حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" لحماية البيئة وهي معروفة في بلدها مثلما الناشطة غريتا تونبرغ في السويد.
كريستوف شتراك/ ع.ج