ليبية وصومالية مرشحتان لجائزة نوبل للسلام
١٠ أكتوبر ٢٠١٩مع اقتراب موعد إعلان الفائز في جائزة نوبل للسلام هذا الأسبوع، ينتظر العالم العربي والإفريقي النتائج بعد الإعلان عن ترشيح عربيتين مسلمتين للجائزة ووصولهما إلى القائمة القصيرة، هما الصومالية إيلواد إيلمان والليبية هاجر الشريف.
إيلواد إيلمان نجمة في "مباشر من مقديشيو"
ناشطة حقوقية، عمرها 29 عاماً، ولدت في مقديشو عاصمة الصومال، ولجأت إلى كندا مع والدتها وشقيقاتها هرباً من الحرب الأهلية الصومالية، وهي ابنة رجل الأعمال والناشط في مجال حقوق الإنسان إيلمان علي أحمد والناشطة الاجتماعية فرتون أدان.
عرف والدها، والذي يطلق عليه اسم والد السلام الصومالي، بأعماله الإنسانية التي سعت إلى وقف العنف في بلاده، ما أدى إلى اغتياله عام 1996.
وعلى خطى والدها بدأت رحلتها في العمل الإنساني إلى جانب والدتها، بعد عودتهما إلى الصومال عام 2010، وعملتا معاً على تأسيس أول مركز للناجيات من العنف الجنسي، باسم "إيلمان للسلام وحقوق الإنسان"، وطورتا برامج لنزع السلاح من الأطفال الجنود والبالغين المنشقين عن الجماعات المسلحة، وإعادة تأهيلهم من أجل التمكين الاجتماعي والاقتصادي والاندماج.
تعمل إيلواد مديرةً للبرامج والتطوير في مركز إيلمان للسلام، كما أنها تساعد في إدارة أول برنامج في الصومال لمساعدة ضحايا العنف القائم على نوع الجنس، وتقديم الدعم النفسي والمادي للنساء.
سطع نجمها بعد بروز دورها الإنساني، ومساعيها لوضع أسس السلام في بلدها الأم، إذ مثلت الصومال عام 2011 في حملة "تسلقوا، تحدثوا"، والذي تنظمه الأمم المتحدة في جبل كليمنجارو من أجل إنهاء العنف ضد النساء والفتيات.
وفي عام 2013 ظهرت في الفيلم الوثائقي "من خلال النار"، وفي العام الذي يليه شاركت في فيلم "مباشر من مقديشيو".
وكذلك تقلدت وسام زمالة البيت الأبيض الرائدة للقيادات الأفريقية الشابة، واختيرت سفيرة للشباب الصومالي، مما وضعها على قائمة أكثر مئة سيدة مؤثرة في أفريقيا.
وعام 2015 دعيت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للمشاركة في مناقشة حماية المدنيين، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها دعوة ممثلين بالنيابة عن المجتمع المدني للتحدث حول هذه القضية، وشاركت في كتابة برنامج عمل الشباب بشان مكافحة التطرف والعنف، والذي ورد ذكره في قرار مجلس الأمن بشأن الشباب والسلام والأمن، وعيّنت عام 2016 مستشارة في شؤون الشباب في الأمم المتحدة.
هاجر الشريف ناشطة مشروع"سوبر نسوان"
ناشطة في حقوق الإنسان من ليبيا، عمرها 25 عاماً وهي أول ليبية تترشح لجائزة نوبل للسلام، بدأت عملها الإنساني بعد اندلاع الثورة الليبية عام 2011، واختيرت للانضمام إلى منظمة الأمين العام في الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، والتي تضم عشر قيادات شبابية فقط من حول العالم.
شاركت الشريف في تأسيس منظمة "معاً سنبنيها"، والتي تعمل على بناء أسس السلام في ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية، وكذلك ساهمت بتعزيز المساواة بين الجنسين في المشاركة السياسية، وتطورت المنظمة لتصبح منصة للنساء والشباب من أجل تحقيق التطور الذاتي في المجالات المتعلقة بالأمن البشري ومكافحة التطرف والعنف. وعملت في مشروع ضمن منظمتها، بعنوان "سوبر نسوان"، والتي تستخدم قصصاً هزلية لتشجيع النساء الصغيرات على الوقوف ضد العنف.
وهي أيضاً عضو في منظمة أجورا الابتكار في قضايا النوع الاجتماعي (GIA)، والتي أنشأها المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية.
وفي يناير 2018، ناقشت الشريف أمام مجلس الأمن خطة عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا UNSMIL، وقدمت توصيات للتعامل مع الأزمة في بلادها، وكذلك نشطت في مجال التوعية بقراري مجلس الأمن 1325 و2250، واللذين يعنيان بالمرأة والسلام والأمن، وقد عبرت في أكثر من مناسبة بأن ضمن دورها تعزيز دور الأفراد لإدراك مسؤوليتهم تجاه الإنسانية والبيئة.
ومن الجدير بالذكر أن 301 شخصاً ممن تم ترشيحهم عبر مؤسسات حقوقية ومنظمات إنسانية يتنافسون على الجائزة، من بينهم الناشطة في القضايا البيئية غريتا تونبرغ، وقد واجهت الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل في مجالات العلوم والأدب والسلام اتهامات في السنوات الأخيرة بتحيزها إلى ذوي البشرة البيضاء، بالإضافة إلى تورط أحد أعضائها في فضيحة جنسية العام الماضي. وسيتم الإعلان عن اسم الفائز رسمياً يوم الجمعة 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.