لماذا توماس توخيل المدرب "الحلم" للعديد من الأندية؟
١ أبريل ٢٠١٥بعد خمس سنوات من العمل المتواصل والشاق تولى فيها مهمة تدريب فريق ماينز، صنع توماس توخيل اسمه بين صفوف كبار مدربي البوندسليغا. توخيل رحل عن تدريب الفريق مع انتهاء الموسم الماضي وودع الفريق الذي كان في المركز السابع ومؤهلا لمسابقة أوروبا الليغ. بعد ذلك قرر المدرب /41 عاما/ التوقف عن التدريب لمدة عام كامل. ورغم أن المدة لم تنقض بعد، إلا أن العديد من الأندية أعربت عن اهتمامها به، حيث أصبح على سبيل المثال موضع حديث على طاولة صفقات شالكه المحتملة وتم اقتراحه كبديل مفترض لبيب غوارديولا في ميونيخ، وأيضا كبديل لمدرب المنتخب النمساوي لكرة القدم.
هامبورغ، ديناصور البوندسليغا الذي لم ينزل أبدا إلى دوري الدرجة الثانية في تاريخه ويواجه اليوم خطر النزول، هو الأكثر إصرارا على التعاقد مع توخيل، حيث تم عرض مبلغ 12,8 مليون يورو بالتمام والكمال للظفر بخدماته. فالنادي يعرف جيدا أنه إذا تعاقد مع هذا المدرب فإن سينهي مرحلة إعادة البناء التي عاشها النادي خلال السنتين الأخيرتين تضمنت تغييرا لهيكلة الإدارة وللطاقم المسير. غير أن توخيل لم يحدد وجهته القادمة حتى الآن، لتستمر التكهنات حول مستقبل المدرب حتى إشعار آخر.
هامبورغ - الخيار الأمثل
وقد يبدو هامبورغ حتى اللحظة الخيار الأفضل والأكثر ملائمة لتركيبة توخيل حتى وإن لعب الفريق في دوري الدرجة الثانية. فالفريق العريق على أهبة إحداث تغيير كامل في تشكيلته: قائد الفريق رافائييل فان دار فارت أعلن رغبته في الرحيل، كذلك الشأن بالنسبة لزميله مارسيل يانسن مدافع المنتخب الألماني السابق وإيفو إليزفتش إلى جانب أربعة لاعبين آخرين على الأقل. وقد يعني ذلك أن أمام توخيل فرصة ذهبية للعمل مع فريق يتم تشكيله حسب تصوراته، بحيث يكون قادرا على تحقيق الأهداف التي يسطرها توخل المتعطش للألقاب قبل أي شخص آخر داخل النادي الذي يعمل معه.
إلى جانب ذلك، توضح جميع المؤشرات باحتمال لجوء هامبورغ لهذا الخيار بعد أن تأكد بقاء بيب غوارديولا في ميونيخ، ووجود ديتر هيكينغ في فولفسبورغ أمام مشوار طويل الأمد. أما مونشنغلادبخ فيبدو متشبثا بالفرنسي لويان فافر، ويبقى دورتموند وفيا لصانع أمجاده والشاهد على تعثره يورغن كلوب، والشيء ذاته بالنسبة لروجر شميث في ليفركوزن وروبرتو دي ماتيو في شالكه.
ما سر الاهتمام بتوخيل؟
إلى جانب السؤال حول وجهة توخيل القادمة، يجرنا سؤال آخر حول أسباب هذا الاهتمام الكبير بالمدرب الألماني الذي أصر على التواري عن الأنظار خلال فترة تألقه، مستغلا وقته في تطوير قدراته التكتيكية ومعارفه التدريبية عبر دورات تأهيلية شارك فيها خبراء أبحاث الدماغ أيضا. والهدف في ذلك حسب توخيل ذاته أنه يريد اللعب من أجل الألقاب. ولهذا جاء إلى ماينز لإنقاذه من الهبوط وتأهيله للمنافسات في المسابقة الأوروبية.
ويعرف عن توخيل أنه يخضع لاعبيه لتمارين قاسية، ذهنيا وبدنيا، بشكل يجعلهم يشاركون في المباريات وكأنهم في "فسحة".
يعتبر توخيل برشلونة فريقا مثاليا، ليس بسبب رصيده الكبير في الألقاب أو بسبب طريقة اللعب التي يعتمدها ولكن بسبب الصورة التي يقدمها نجومه، وهي صورة تميزها البساطة والشجاعة. وليس سرا أن توخيل من أشد المعجبين بغوارديولا، حيث سبق له أن صرح لأسبوعية "دي تسايت" الألمانية، أنه أمضى أياما طويلة في تحليل مباريات غوارديولا، وأعجب بالإصرار الجماعي الشديد للفريق الكاتالوني لاسترجاع الكرة داخل نصف ملعب الخصم، وهو ما جعله يتبناها في تدريباته مع اللاعبين في ماينز، حيث إنها كانت ناجحة، كما يلاحظ توخيل.