يواخيم لوف والتجربة الأسترالية ـ خطط لم تعط أكلها
٢٦ مارس ٢٠١٥المباراة الودية بالنسبة لمدربي كرة القدم حقل تجارب مثالي لمجازفات ممكنة دون أن التعرض لأضرار بليغة. وهذا بالفعل ما قام به يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم أثناء مباراة فريقه أمام أستراليا يوم أمس الأربعاء (26 مارس/ آذار 2015) والتي انتهت بالتعادل هدفين لكل منهما.
لا شك من أن أداء بطل العالم كان بعيدا جدا عن المستوى الذي مكنه من انتزاع اللقب العالمي في مونديال البرازيل، في وقت بدا فيه لوف غير راض عن فريقه معلقا: "من مركز الطاقم الفني، أستطيع القول إن الكثير من الأشياء لم ننجح في تحقيقها كما كنا نرغب". هنا لم يكن الحديث بالدرجة الأولى عن نتيجة التعادل، وإنما عن التكتيكات الجديدة التي جربها لوف في إطار استعداداته للتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية 2016، والتي ستكون أول مبارياتها هذا العام اللقاء الذي يجمع بطل العالم بمنتخب جورجيا الأحد القادم.
ثلاثي دفاعي
استجابة للتوجه الجديد في الملاعب الكروية، اعتمد لوف هذه المرة علىثلاثي الدفاع الذي ضم شكودران مصطافي وبينيدكت هوفيديس وهولغر بادشتوبر. كما أنه أشرك أيضا سامي خضيرة كلاعب ارتكاز، إلى جانب لاعبي الوسط إلكاي غوندوغان ومسعود أوزيل، فيما دخل كريم بلعربي كجناح أيمن ويوناس هيكتور كأيسر.
وفي المقدمة فاجأ لوف جمهوره بثنائي هجومي عبر ماريو غوتسه وماركو رويس، وهو نادرا ما اعتمد في السنوات الأخيرة على ثنائي في المقدمة. في المقابل، منح لوف راحة لعدد كبير من اللاعبين من أبرزهم باستيان شفاينشتايغر وماتس هوملز وجيروم بواتينغ، معلّلا ذلك بـ "طبيعة" المباراة الودية.
لكن لوف سرعان ما تنازل عن خطته عند نهاية الشوط الأول عن مشروع خط الدفاع الثلاثي الذي طالما تغنى به قبيل المباراة، نظرا لإخفاق المدافعين الثلاثة الواضح بسبب عدم التناسق الذي ظهر على أداءهم وفشلهم في التحكم باللعب. معطيات تصب بالتأكيد في مصلحة ماتس هوملز وجيروم بواتينغ بعدما تأكدت أهمية الاثنين بالنسبة لدفاع المنتخب الألماني. لوف رد على سؤال الصحفيين وعما إذا كان ذلك نهاية لنموذج كهذا، قائلا: "لقد قمت بتغيرات عقب الشوط الأول لأن هولغر بادشتوبر عانى من بعض الإجهاد" مضيفا "التغيرات تحتاج إلى وقت..".
خط الوسط لم يكن أحسن حالا، فقد ركز الخماسي على الهجوم مهملا المهمة الدفاعية، وهو ما زاد من معاناة زملائهم في الخلف وسمح بفتح مساحات للأستراليين لإحراز هدفين في مرمى بطل العالم. ولو تعلق بالمنتخب الأرجنتيني لبلغت الحصيلة ضعف الأهداف، فـ"ببساطة" وكما قال سامي خضيرة الذي أكد يوم أمس أنه سيغادر ريال مدريد الإسباني نهاية الموسم الحالي، فإن المنتخب الألماني قام "بأخطاء كثيرة".
بودولسكي المنقذ
رغم الفترة الحالكة التي يمر بها الدولي لوكاس بودولسكي مع أنترناسيونالي، بات احتياطيا، بقي لوف وفيا له واستدعاه إلى تشكيلتي مقابلتي أستراليا وجورجيا. وهو قرار ظل غير مفهوم عند الكثيرين. وعند كل مرة يثبت بودولسكي للعالم وللوف أيضا أن اختياره كان صحيحا، فهو الذي أنقذ ألمانيا من الهزيمة أمام منتخب متوسط المستوى كالمنتخب ألأسترالي محرزا الهدف الثاني قبل عشر دقائق من نهاية المباراة.
لوف يقول: "لدي إحساس أن هناك من يريد شطب إسم بودولسكي من قائمة المانشافت، لكنني أعرف جيدا أن الأخير يحرص دائما على إحراز الأهداف وإنعاش اللعب". وأقر المدرب الألماني أن اللاعب الدولي يفتقد إلى الممارسة لكن "ديناميكيته ولياقته البدنية تظلان مفتاحا لخطورته".
أن يكون بودولسكي جاهزا دائما لإحراز الأهداف، فهذه حقيقة يؤكدها رصيده من الأهداف لصالح المنتخب الألماني. فقد بلغ رصيد "بودلي" (اسم التحبب لبودولسكي) من الأهداف حتى يوم أمس 48 هدفا في المباريات الدولية، متفوقا بذلك على كل من مدربيه السابقين والدوليين المعتزلين، رئيس نادي لفركوزن رودي فولر ومدرب المنتخب الألماني السابق يورغن كلينزمان.