لماذا تفضل بعض الأسماك تناول البلاستيك؟
١٣ يناير ٢٠١٦يُعتقد بوجود أكثر من 17 مليون قطعة من الفضلات البلاستيكية في البحار، والكثير منها صغير جداً وخفيف بحيث يطفو على سطح الماء. وتعمل حرارة الشمس وأمواج البحر على تفتيت الفضلات البلاستيكية إلى قطع أصغر، لينتهي الكثير منها في أحشاء حيوانات البحار والسمك.
وأجرى علماء من مركز هيلمهولتس لأبحاث القطب والبحار في مؤسسة ألفريد فاغنر الألمانية دراسة لمعرفة كمية المواد البلاستيكية التي يلتهمها السمك. وكانت النتيجة مفاجئة، إذ توصل العلماء إلى أن كمية المواد البلاستيكية الملتهمة من قبل السمك تعتمد على نوع السمك. كما يفضل بعض السمك التهام الفضلات البلاستيكية، فيما تمقته أنواع أخرى.
وقام العلماء بدراسة أمعاء 290 سمكة من نوع اسقمري (ماكيريل) و"فلوندر" والكلوبيداي (هيرنغ) و"دورشه" (غاديداي) و"كليشه" (وهو نوع من سمك المفلطح)، والتي عُثر عليها في بحر الشمال وبحر البلطيق.
وبينت الدراسة أن أسماك الاسقمري (ماركيله) مثلاً تبتلع الكثير من الفضلات البلاستيكية مقارنة بأسماك أخرى تعيش في قاع البحر، مثل أسماك "فلوندر" و"كليشه". ووصلت نسبة الفضلات البلاستيكية إلى ما بين 15 إلى 30 في المائة من كمية المواد في أمعاء تلك الأسماك، ويعتمد اختلاف النسبة على المنطقة التي عُثر فيها على السمك.
أما سمك الكلوبيداي (هيرنغ)، فتبين أنه لا يتناول المواد البلاستيكية في بعض فترات السنة. وسبب ذلك، بحسب العالم البيولوجي من مؤسسة ألفريد فاغنر ومدير الدراسة، غونار غيردتس، هو "السلوك الغذائي لدى هذه الأسماك".
ويُعتقد أن أسماك الاسقمري (ماكيريل) لا تفرق بين البقايا البلاستيكية وبين غذائها، إذ تفضل افتراس الأسماك الأنبوبية، كحصان البحر وتنين البحر وغيرها، التي فقست حديثاً وتسبح فوق سطح البحر، وهذا ما يفسر سبب احتواء أمعاء أسماك الاسقمري على ألياف بلاستيكية تشبه تلك الأسماك الأنبوبية. أما الأسماك التي تعيش في القاع، فلا تلتهم الفضلات البلاستيكية إلا نادراً.
من جانب آخر، لم يجد العلماء أي دليل على أن المواد البلاستيكية تسبب أمراضاً للسمك والبشر الذين يأكلون هذه الأسماك. وعن ذلك يقول الخبير لارس غوتوف من مؤسسة ألفريد فاغنر: "كثير من المواد البلاستيكية تتواجد في الجهاز الهضمي للسمك"، إلا أنه لا يعرف ما إذا كانت بقايا المواد البلاستيكية في الدورة الدموية للأسماك قد تسبب أضراراً للبشر أم لا.
أخيراً، تبين دراسة أخرى للعالم لارس غوتوف أن باستطاعة الحلزون التعرف على المواد البلاستيكية ولفظها، إذ تبقى المواد البلاستيكية معلقة مع الجهاز الهضمي، ومن ثم يقوم الحلزون بإخراجها خارج الجسم.
ز.أ.ب/ ي.أ (د ب أ، DW)