دراسة: انقراض الثدييات الضخمة يضعف خصوبة التربة
٢٨ أكتوبر ٢٠١٥كشفت دراسة نشرت نتائجها الاثنين (27 أكتوبر/ تشرين الأول) عن أن الانقراض أو التراجع الشديد في أعداد الثدييات البرية والبحرية الكبيرة الحجم بدءاً من نهاية آخر عصر جليدي وحتى يومنا هذا حرم المنظومة البيئية من مصدر حيوي للسماد الطبيعي، وذلك من خلال روث وبول تلك الحيوانات، وحتى جيفها المتحللة بعد نفوقها.
وقال العلماء إن هذه الثدييات الكبيرة – ومنها الحيتان وحيوان الماموث وحيوان الماستودون المنقرض وحيوان الكسلان البري ووحيد القرن وحيوان المدرع الضخم (أرماديلو)، فضلاً عن الطيور البحرية والأسماك المهاجرة مثل السلمون – لعبت دوراً رئيسياً في الحفاظ على خصوبة التربة على كوكب الأرض، من خلال نشر المواد المغذية عبر المحيطات ومنابع الأنهار وفي عمق التربة.
وقال كريستوفر داوتي، أستاذ البيئة بجامعة أكسفورد: "في الماضي كانت الأعداد الوفيرة من الحيوانات التي ترعى في كل مكان تنشر المواد المغذية بصورة متساوية، ما زاد من خصوبة التربة في العالم". ووجدت الدراسة أن هذه الثدييات الضخمة – من خلال سيرها مسافات طويلة – نقلت وأعادت تدوير المواد المغذية، مثل المواد الفوسفاتية والنيتروجينية، إلى منظومات بيئية نائية، الأمر الذي ضاعف من خصوبتها وإنتاجيتها.
وأوضحت الدراسة أن هذه القدرة على نشر المواد المغذية من مصادرها ذات التركيز العالي في البر والبحر إلى منظومات بيئية أخرى تراجعت إلى ستة في المائة عن المستويات السابقة. وأضافت جو رومان، خبيرة الحفاظ على الكائنات الحية بجامعة فيرمونت: "كانت الأرض مرتعاً للعمالقة على نحو ما قبل أن يستعمر الإنسان الكوكب".
وأشارت رومان إلى أن نحو 150 نوعاً من الثدييات الكبيرة انقرض منذ نحو عشرة آلاف عام ويرجع ذلك في معظمه إلى مجموعة من عوامل الصيد وتغير المناخ.
كما أكد داوتي أن من بين 48 نوعاً من الثدييات البرية كبيرة الحجم آكلة العشب التي عاشت خلال العصر الجليدي، ومن بينها 16 نوعاً من الفيلة وأقاربها، لم يتبق سوى عدد قليل من أنواع وحيد القرن وحيوان الكسلان، فيما لم يتبق شيء في الأمريكتين.
كما أشارت تقديرات الباحثين إلى أنه قبل أن يؤدي صيد الحيتان على المستوى التجاري إلى تراجع أعدادها عالمياً بنسبة وصلت إلى 90 في المائة خلال القرون الأخيرة، نقلت الحيتان والثدييات البحرية الأخرى نحو 340 ألف طن سنوياً من المواد الفوسفورية من أعماق تصل إلى نحو مائة متر حيث تتغذى. وتراجع ذلك إلى 23 في المائة عن مستواه السابق.
ي.أ/ ف.ي (رويترز)