لقاء جديد بين بوليساريو والمغرب لإخراج مفاوضاتهما من الطريق المسدود
١٥ يوليو ٢٠٠٩كشف إبراهيم غالي، ممثل جبهة البوليساريو في الجزائر العاصمة عن احتمال انعقاد أول جولة غير رسمية من المفاوضات التمهيدية بين الجبهة والمغرب أواخر تموز/ يوليو الجاري. وأوضح غالي على هامش "مؤتمر المقاومة الصحراوية في الأراضي المحتلة " الذي نظم في العاصمة الجزائرية أن هذه المحادثات تهدف إلى التحضير لاستئناف المفاوضات بين الطرفين، مؤكدا "أن موعد الجولة المقبلة من سيبقى رهنا بنتائج الجولة التمهيدية المقررة نهاية الشهر الجاري". وحول مكان وزمان اللقاء اكتفى ممثل البوليساريو بالقول إن الجولة ستعقد في بلد أوروبي.
مفاوضات سرية لإحراز تقدم
وتدخل هذه الجولة في إطار الاقتراح الذي تقدم به كريستوفر روس، مبعوث الأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء الغربية عقب جولته إلى المنطقة في فبراير/ شباط الماضي، وبمقتضاه دعا أطراف النزاع إلى إجراء محادثات تمهيدية عوض المضي في جولة خامسة من المفاوضات قد يكون مصيرها الفشل كما هو مصير الجولات الأربعة الأخيرة التي شهدتها مانهاست بضواحي نيويورك. والتي لم تفلح في التوصل إلى أي اتفاق بشأن مستقبل الإقليم.
وضمن ذات الإطار، اقترح المبعوث الأممي روس على مجلس الأمن الدولي دخول الأطراف في مباحثات سرية بعيدة عن أعين الرأي العام ، حتى تتمكن تدريجيا من التحلي بالمزيد من المرونة في مواقفها، وبالتالي من إخراج المفاوضات من طريقها المسدود.
وبالفعل وافق مجلس الأمن الدولي على مقترح روس في نص قراره رقم 1873 الذي صدر حول الصحراء الغربية في شهر أبريل/ نيسان الماضي، ودعا القرار مختلف الأطراف المعنية إلى إجراء مباحثات غير رسمية. وصرح محمد تاج الدين حسني أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط للقسم العربي في دويتشه فيله بأن أهمية هذه المباحثات تكمن في طابعها السري، الذي يتوقع أن يضفي دفعة جديدة على مسار المفاوضات بشكل يمكّن الأطراف من تليين المواقف قبل الدخول في جولة مفاوضات خامسة ستعقد هي الأخرى في مانهاست بضواحي نيويورك".
"علاقات روس ستساعده على إقناع واشنطن بالتدخل"
ويتوقع المراقبون أن يلعب اللقاء القادم دورا حاسما خصوصا وأن روس أعرب مرارا عن رغبته في التوصل إلى حل يرضي الأطراف المتنازعة عبر المفاوضات التي تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة. وفي هذا السياق يقول حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات المتوسطية في جنيف: "تجمع روس بالإدارة الأمريكية الحالية علاقات جيدة جدا، ما سيساعده على إقناع الجانب الأمريكي بالتدخل للتأثير على أطراف النزاع سواء تعلق الأمر بالمغرب أو بالجزائر أو بجبهة البوليساريو". فضلا عن ذلك يقول عبيدي "إن واشنطن لها أيضا رغبة حقيقية في لعب دور فعّال لتسوية النزاع في الصحراء الغربية".
هذا وانفجر النزاع حول الصحراء الغربية ( المستعمرة الإسبانية سابقا) عام 1975، عندما قام المغرب بضمها إلى أراضيه، ما دفع جبهة البوليساريو مدعومة من قبل الجزائر إلى السعي لحصول المنطقة على الاستقلال عن المغرب. وهو الأمر الذي رفضه الأخير، وقدم مقترحا ينص على منح المنطقة حكما =ذاتيا واسع النطاق تحت سيادته. لكن جبهة البوليساريو تطالب باستفتاء حول تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.
الكاتبة : وفاق بنكيران
مراجعة : ابراهيم محمد