زعيم طالبان يظهر لأول مرة للعلن في قندهار
٣١ أكتوبر ٢٠٢١في أول ظهور علني له منذ تعيينه في عام 2016، شارك القائد الأعلى لطالبان الملا هبة الله أخوند زاده في تجمع في مدرسة قرآنية مساء السبت في قندهار بجنوب أفغانستان، وفقاً لما أعلنت عنه حكومة طالبان الأحد (31 أكتوبر/ تشرين الاول 2021). وتردد في السابق أن زعيم الحركة المتشددة قُتل، بينما قال البعض الآخر إنه مختبئ في باكستان.
وجاء في بيان الحكومة الأفغانية أن زعيم الحركة "ظهر في تجمع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة وتحدّث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل". وأرفقت الحكومة إعلانها بتسجيل صوتي لتأكيد المعلومات. وفي هذا التسجيل الذي تمّ توزيعه، يُسمع صوت الملا اخوند زاده بشكل غير واضح وهو يتلو أدعية.
وذكر مصدر محلي أن الملا اخوند زاده وصل إلى المدرسة القرآنية في قندهار بموكب من سيارتين تحت حراسة مشددة، ولم يُسمح بالتقاط أي صورة له.
وباستثناء رسائل سنوية نادرة خلال الأعياد الإسلامية، كان الملا اخوند زاده يلتزم أكبر قدر من التكتم بشأن شخصيته. وحتى الانسحاب الأمريكي من البلاد، لم يكن أحد يعرف مكان وجوده أو ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت الحركة قد أعلنت أن قائدها الأعلى يقيم "منذ البداية" في قندهار، مؤكدة حينذاك أنه سيظهر "قريباً علناً"، لتوزع مؤخرا صورة واحدة فقط له يظهر فيها بلحية رمادية ومعتمرا عمامة.
وتأكيدا منه على أهمية الملا اخوند زاده بالنسبة للحركة، قال حاكم قندهار الملا يوسف وفا لوكالة فرانس برس منتصف الأسبوع إن "اجتماعات منتظمة (تعقد) معه حول مراقبة الوضع في افغانستان وطريقة إدارة حكومتنا".
وأضاف أن اخوند زاده "يعطي النصائح لكل قادة إمارة افغانستان الإسلامية ونحن نتبع قواعده ونصائحه". وشدد الملا يوسف أنه "إذا كانت حكومتنا تحرز تقدما فذلك بسبب نصائحه". وتم تنظيم "ندوة" في مكان سري، جمعت مسؤولين كبار من حركة طالبان استمرت أياماً منذ الجمعة في قندهار، وفق ما أفاد مراسل في وكالة فرانس برس.
من هو هبة الله أخوند زادة؟
لم يكن زعيم طالبان معروفاً نسبياً قبيل توليه قيادة الحركة في عام 2016، خلفاً للملا أختر محمد منصور الذي قُتل في ضربة لطائرة مسيرة أمريكية في باكستان. وكان الأول مهتمّاً بالشؤون القضائية والدينية أكثر من المسائل العسكرية.
وأخوند زاده نجل رجل دين وينحدر من قندهار قلب أراضي البشتون في جنوب أفغانستان ومهد حركة طالبان، وهو يتمتع بنفوذ كبير داخل الحركة قبل تعيينه قائدا لها كما أنه تولى إدارة نظامها القضائي.
وفور توليه قيادة الحركة، أعلن المصري أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة مبايعته له وأطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، الأمر الذي ساهم في تعزيز صدقيته في العالم الجهادي.
وبصفته "القائد الأعلى"، يتولى أخوند زاده مسؤولية الحفاظ على "الوحدة" داخل الحركة الإسلامية، وهي مهمة معقدة إذ إن صراعات داخلية أحدثت شرخاً في الحركة الجهادية خلال السنوات الأخيرة.
و.ب/ع.غ (أ ف ب، د ب أ)