تطوع بماله.. تاجر ينظم منفرداً جناح أفغانستان في معرض إكسبو
٢١ أكتوبر ٢٠٢١على مقربة من مطعم للوجبات السريعة، وبلا أي لافتة تعريفية لدلالة عليه، يعرض الجناح الأفغاني في معرض إكسبو 2020 في دبي، بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار، 300 قطعة من مجموعة محمد عمر رحيمي الخاصة من خناجر وسجاد وتحف وأحجار لازورد، بالإضافة إلى الزعفران.
ويقول رحيمي (ستيني) لوكالة فرانس برس "عندما تغيّر النظام في أفغانستان و انهارت الحكومة الأفغانية، قرّر منظمو المعرض تحويل الجناح إلى جناح لشعب أفغانستان".
ويعرض الجناح ثقافات أفغانستان المختلفة، وتشمل المعروضات أثوابا تقليدية من مناطق عدة وسجادات منسوجة باليد وآلة رباب موسيقية.
وتواصل رحيمي مع المنظمين بعدما علم باحتمال إغلاق الجناح عقب سقوط البلاد بيد طالبان، وفق ما يروي لفرانس برس. ويوضح "هذا المعرض هام للغاية لأفغانستان. الإمارات قريبة جدا من أفغانستان، وهناك الكثير من الأفغان يعيشون هنا".
ونقل رحيمي الذي يعيش في فيينا منذ العام 1978 التحف والمعروضات على نفقته الخاصة، معتبراً أنها "جزء من دمي، ومهنتي".
وبمساعدة اثنين من أبنائه وشقيقه الذين حضروا معه خصيصاً من النمسا، تمكّن رحيمي من تنسيق الجناح وتنظيمه في المعرض الدولي. ويقول "عملنا هنا ليلا نهارا لمدة عشرين ساعة كل يوم. وأنهينا الجناح في غضون 72 ساعة".
وأكد متحدث باسم إكسبو دبي لفرانس برس أن "مشاركة افغانستان تأكدت في عام 2018"، متابعا "نظرا لأن الحدث ضخم وغير سياسي ويحتفي بكل البشرية، وفي ضوء الظروف التي تمر بها افغانستان، رحّب منظمو إكسبو بمبادرة مجتمع الأعمال الأفغاني لإدارة الجناح ومشاركة قصة شعب أفغانستان وتاريخه وثقافته الغنية، مع العالم".
ووفقا للقنصلية الأفغانية في دبي، تضمّ دولة الإمارات قرابة 150 ألف أفغاني يدير كثيرون منهم أعمالًا ناجحة، بينما يعمل آخرون في متاجر ومطاعم وقطاع البناء.
ورغم مشاركة أكثر من 190 دولة في المعرض العالمي، يعرض بعضها آخر ابتكاراته التكنولوجية، ينطوي الجناح الأفغاني البسيط على ميزة خاصة اليوم.
في 15 آب/أغسطس، دخلت حركة طالبان إلى كابول من دون أن تواجه مقاومة بعد هجوم واسع خاطف بدأته في أيار/مايو، مستفيدة من بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من البلاد. وإلى الآن، لم يعترف أي بلد بشرعية حكم طالبان في أفغانستان.
ولم يتطرق رحيمي إلى الوضع السياسي في بلاده، لكنّه شدّد على رغبته بحلول السلام وإظهار صورة أفغانستان التي يؤمن بها. ويقول إن مشاركته في المعرض تأتي في إطار "تعريف الآخرين بأفغانستان وتقديم معلومات عنها"، إذ "من المهم للغاية ألا يُنسى اسم أفغانستان وأن يرى الناس ثقافتنا وأرضنا الخصبة".
إ.ع/خ.س (أ ف ب)