لانغ لانغ: ينبغي للموسيقى أن تكون جزءا من البرنامج التعليمي
١٣ أكتوبر ٢٠١٣DW: أنت جزء من مبادرة "التربية العالمية"، فهل من الممتع أن تكون جزءا من هذه المبادرة؟
لانغ لانغ: إنه أمر رائع، فقبل عشر سنوات بدأت كسفير لمنظمة اليونيسيف. اليوم مثلا تمت دعوة فتاة من الباكستان تدعى ملالا، لقد ألقت خطابا رائعا، لتحث الشباب على التفكير بالأطفال الفقراء، والحروب الضارية، وحقوق الفتيات، الأمر الذي ألهمني كثيرا.
DW: ما هي رسالتك بالنسبة للمبادرة؟
لانغ لانغ: أتمنى أن تعود الموسيقى والفن عموما إلى المدارس، أن تكون جزءا من البرنامج الدراسي. كموسيقار أتمنى أن تصل معزوفاتي ومعزوفات الموسيقيين الآخرين إلى الجيل الجديد، حتى تنفتح قلوبهم للفن وللموسيقى. أتمنى أن تعطي الموسيقى والفن دفعة جديدة للتعليم.
DW: حدثنا أكثر عن تجربتك مع التعليم، كيف غيرت حياتك؟
لانغ لانغ:هناك بعض التغيير في مجالات مختلفة. كسفير لمنظمة اليونيسيف زرت إفريقيا، وشاهدت بعيني الأطفال المصابين بالملاريا والإيدز. كما تعاني المدارس هناك من مشاكل أخرى غير تلك التي تعاني منها المدارس في الصين أو في الغرب. ففي تلك المدارس يُعد مهما التلقيح ضد الملاريا، أو الوقاية من الإيدز.
تعلمت من خلال سنوات طويلة من العمل في المدارس العمومية أن الأطفال يعشقون كل ما يتعلق بالموسيقى، غير أنهم وفي بعض الأحيان لا يجدون فرصة لدراستها. أعتقد أن زيارة موسيقار لهم تعني الكثير وتطبع حياتهم. لدي الآن مؤسستي الخاصة، وبدأنا في التعاون مع مدرسة للفنون في بوسطن، ففي حي فقير نعلم حوالي 200 طفل الموسيقى والعزف على البيانو.
في نفس الوقت أبحث عن مواهب جديدة في الموسيقى، وأحاول تشجيعها لتتمكن من اتخاذ مسار موسيقي حقيقي، ومن الحصول على أساس تعليمي موسيقي جيد. في المخيم الصيفي في شيكاغو كان هناك طفلين من ألمانيا، هما سينتيا وماتياس، لقد كان رائعين، حيث عزفا مع الأوركسترا السمفونية للشباب في حديقة جميلة في قلب المدينة.
بالإضافة إلى ذلك يسافر هؤلاء الأطفال من أمريكا وآسيا إلى انجلترا لتلقي دروس في العزف على البيانو لدى واحدة من أفضل عازفات البيانو، وهي فاني فاترمان، التي تبلغ من العمر93 عاما، وهي مؤسست مسابقة دولية لعزف البيانو، تعد بالنسبة لكثير من طلبة الموسيقى" أم البيانو".
DW: حدثنا عن طفولتك في الصين، ما الذي كانت تعنيه لك المدرسة؟
لانغ لانغ: كنت في مدرسة جيدة، إذ أن الموسيقى كانت دائما جزءا من البرنامج المدرسي. وفي المدرسة تعلمت الكثير حول بيتهوفن والسيمفونيات. بعد ذلك التحقت بمعهد موسيقي، حيث اكتسبت خبرة أكثر كموسيقار، لذلك أعتقد أن نظاما تعليميا عموميا يمكن أن يساعد في التعلم المبكر للفنون.
DW: كيف ساهمت تربيتك الخاصة في أن تصبح موسيقارا جيدا، هل ساهمت في ذلك فعلا؟
لانغ لانغ: أعتقد ذلك. الأمر يكون مرتبطا أكثر بمقدرة التلميذ نفسه.عندما يكون الآباء مدرسي بيانو، فإنهم يبنون علاقة مع أبنائهم. وعندما لا ينجحون في ذلك، فإنه يصعب تحسين ذلك فيما بعد، لأن الحياة تكون مليئة مسبقا بالتحديات، وعندما لا ينجح العمل كفريق من الأول، يكون من الصعب إنجاز أشياء كثيرة.
DW: بالنسبة لك إذن من المهم أن يكون للمرء تعليم أساسي عام، حتى يتمكن من فهم الموسيقى وعزفها بشكل جيد؟
لانغ لانغ: بكل تأكيد ينبغي أن نفهم ما يفكر فيه الأطفال حول الموسيقى. إنه أمر مهم، فالمرء لا ينبغي له فقط الحديث حول الموسيقى مع المتخصصين والأساتذة، بل ينبغي أيضا التحدث مع التلاميذ الصغار حول ما يفكرون به حول الموسيقى. بذلك تصبح لدينا صورة كاملة وليس جزءا منها فقط.
DW: ما الذي تعلمته من الأطفال عندما التقيت بهم وتحدث معهم حول الموسيقى؟
لانغ لانغ: اكتشفت أن الأطفال لا يعرفون الكثير حول الموسيقى الكلاسيكية، فهم يهتمون بالموسيقى المعاصرة، مثل موسيقى البوب والهيب هوب. هم لا يعرفون الكثير عن موزارت، وبيتهوفن وباخ. الأمر يشبه تماما المرء الذي كَبُر دون أن يسمع عن الروايات الكلاسيكية من القرنين 18 و19. في السابق كان هناك الكثير من الأشياء التي كانت تشكل جزءا من فننا وتاريخنا والتي كان ينبغي أن نحتفظ به. عندما عرضت على الجيل الجديد بعض المقاطع الموسيقية الكلاسيكية، تقبلوها وقالوا" رائع! إنها مقطوعات مؤثرة." التحدي الذي يواجهنا هو أن لا يشعر الأطفال أنهم بعيدين عن الموسيقيين، ولكن أن يشعروا أنهم قريبون منهم، وأنهم متفاهمون.
DW: فلنعد إلى دورك كسفير لليونيسيف ودورك في مبادرة" التعليم أولا"، ما هي الخطوات التطويرية التي ستنتهجها في السنوات القادمة؟
لانغ لانغ: في السنة المقبلة ستكون لنا علاقة قريبة من الأمم المتحدة. لقد قال غوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بشكل واضح أنهما يريدان العمل مع المؤسسات والأشخاص، حتى تكون هناك المزيد من التبرعات ومن الحفلات. أريد أن أكون جزءا من ذلك، أي أن أحيي الحفلات، وأن أحاول رفقة أعضاء مؤسستي "مؤسسة لانغ لانغ العالمية للموسيقى" أن نجمع المزيد من أموال التبرعات.
لانغ لانغ هو عازف بيانو شهير يبلغ من العمر 31 سنة. يعمل لانغ لانغ في مبادرات إنسانية عديدة منها ما هو تابع للأمم المتحدة، أو في إطار شخصي عن طريق مؤسسته" لانغ لانغ العالمية للموسيقى" ، والتي تهتم بالأطفال والتعليم والموسيقى. ومنذ سبتمبر/ أيلول 2012 يشترك لانغ لانغ في مبادرة " التعليم أولا" التي تهدف إلى إدخال كل طفل في سن التعليم إلى المدرسة.