لاجئون سوريون يضفون مزيدا من البهجة على كرنفال كولونيا
٩ فبراير ٢٠١٦احتفل مئات اللاجئين السوريين جنبا إلى جنب مع عشرات آلاف الألمان الذين خرجوا للاحتفال بما يسمى اثنين الورود (روزن مونتاغ)، والذي يعتبر ذروة الاحتفال بالكرنفال في منطقة وادي الراين. لبس العشرات من الشباب والشابات السوريات ملابس فلكلورية محلية، كما شاركت فرق فنون شعبية سورية في الكرنفال.
اصطف الألمان بالقرب من محطة قطارات كولونيا الرئيسية لمشاهدة الفرق السورية الوافدة، والتي جاءت للمشاركة في الاحتفال ضمن فعالية نظمها المركز التعليمي لحقوق الإنسان ومقره مدينة فوبرتال، حيث أكد مدير المركز علي عيسو في حوار مع DW عربية أن "الرغبة في الاحتفال جاءت تنديداً بالأحداث التي وقعت ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا، والتي سارعت بعض وسائل الإعلام إلى اتهام اللاجئين بالتسبب بها، معللين ذلك الاختلاف في الثقافة والعادات والتقاليد" وقال عيسو "تأكيداً لسياسة الاندماج التي تعمل عليها الحكومة الألمانية بكل جدارة واهتمام، ارتأينا في المركز التعليمي لحقوق الإنسان المشاركة في الكرنفال".
صخب المهرجان لم يغط على المشاركة السورية
قرع مشاركون سوريون على الطبول وغنوا أغان بالعربية والكردية. كما شاركت عدة فرق فنية سورية في الاحتفال منها "فرقة شام لإحياء التراث الدمشقي"، و"فرقة كردستان لإحياء الفلكلوري الكردي". كما شارك المان في الرقص مع السوريين. وبالرغم من الصخب العالي الذي يرافق مهرجانات الشوارع عادة، إلا أن الفرق السورية أثارت الانتباه بملابسها المختلفة والموسيقى الشرقية التي عزفتها؛ والتي وإن بدت مختلفة عن الموسيقى الغربية، إلا أنها ظهرت وكأنها مكملة لها.
إحدى المشاركات الألمانيات وتدعى أنالي قالت في حوار مع DW عربية "سررت جدا بهذه المشاركة. أعتقد أن المشاركين يريدون إيصال رسالة للمجتمع الألماني بأنهم يريدون الاندماج في مجتمعنا فعلا" . أنالي والتي تعمل في إحدى مراكز استقبال اللاجئين، ركضت تجاه اللاجئين وشاركتهم الرقص على الأنغام العربية وهي تصرخ فرحا "موسيقى رائعة، أنا مستمتعة فعلا هنا ولا أشعر بأي خطر".
"نريد تقاسم الفرح مع الألمان"
من جهتها قالت إحدى السوريات وتدعى زمزم، إن المشاركين ارتدوا الزى الفلكلوري الخاص بالمكونات السورية الإثنية والدينية من عرب وأكراد وآشوريين وسريان وإيزيديين ودروز وشركس وغيرهم، من أجل إظهار التنوع الثقافي الكبير للمجتمع السوري"، وأضافت " تأتي مشاركتنا وسط أجواء من الرقص والبهجة والسعادة، لنتقاسم مع الألمان أفراحهم كما تقاسمنا معهم الأحزان، حين وقفنا معا ضد التحرشات والاعتداءات التي وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا".
وشارك مئات الآلاف من المحتفلين في كل من مدينة كولونيا ودوسلدورف وماينز في هذه المسيرات الاحتفالية السنوية التقليدية. حيث تعم الاحتفالات مدن وادي نهر الراين ويرقص الناس في الشوارع وهم يرتدون الملابس التنكرية، كما تسير مواكب الكرنفال في الشوارع وعادة ما تأخذ طابعا سياسيا مرحا بالسخرية من السياسيين، كما تتم في الاحتفال الإشارة إلى طرد الاحتلال البروسي ونهاية النفوذ الفرنسي من خلال محاكاة ساخرة.
تشديد الإجراءات الأمنية
يأتي هذا الكرنقال والاحتفالات المرافقة له، ولا تزال مشاهد التحرشات والاعتداءات على نساء وسط مدينة كولونيا ليلة رأس السنة، ماثلة في الأذهان. لذلك تسعى السلطات إلى تجنب وقوع حوادث جديدة خلال الكرنفال، حيث أعلنت عن نشر حوالي 2500 شرطي في شوارع مدينة كولونيا، قدموا من جميع أنحاء ألمانيا، وهو عدد أكبر بثلاث مرات من العام الماضي، بينما خصصت ميزانية قدرها 360 ألف يورو للأمن في هذه المناسبة.
وأقيمت "نقطة أمنية للنساء" في وسط المدينة للإبلاغ عن أي حوادث ومساعدة الأشخاص الذين يواجهون مشاكل خلال الكرنفال والاحتفالات المرافقة له وخاصة يوم "اثنين الورود" الذي يشكل الذروة التقليدية للاحتفالات. كما أعلنت بلدية مدينة كولونيا زادت الإضاءة في بعض الأماكن "لتجنب بعض الزوايا المظلمة".