1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

" لا يمكن فرض الديمقراطية بالسلاح لأنها صيرورة داخلية "

٢٠ فبراير ٢٠٠٦

الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي أحد المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي. وقد كرس العديد من كتاباته لهذا الغرض إضافة لقضايا الحرية والديمقراطية والتعددية الثقافية. الزميل رشيد بوطيب* أجرى معه الحوار التالي:

https://p.dw.com/p/80xD
منسق العلاقات الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يلتقي شيخ الأزهر الطنطاويصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

عبد اللطيف اللعبي كاتب مغربي فرانكفوني متعدد المواهب ولد في مدينة فاس المغربية عام 1942. أما مؤلفاته فتتوزع بين الشعر والمسرح والرواية. ويبرز من بينها "دروب العذاب" و "مجنون الأمل". ومؤخرا صدرت مجموعته الشعرية الكاملة عن دار لا ديفرانس. ويعتبر اللعبي أيضا أحد ابرز وجوه اليسار المغربي والمدافعين عن حقوق الانسان. وقد كلفه ذلك ثمنا غاليا، اذ تم سجنه خلال السبعينات لمدة ثمان سنوات. وبمناسبة المحاضرة التي القاها في مكتبة فيكتور هوغو في هايدلبرغ حول الأدب والسجن، أجرى الزميل رشيد بوطيب معه الحوار التالي:

دويتشه فيله: نعيش في العالم العربي صعودا قويا للإيديولوجية الأصولية، هل يعود ذلك إلى فشل القوى السياسية العربية اليسارية أو ذات الخلفية اليسارية وسياساتها التي رفضت الديمقراطية واختارت نظام الحزب الوحيد؟

اللعبي: أعتقد إن الإقرار بذلك يشكل طريقة تبسيطية للنظر الى هذه القضية. لا ريب أن هناك مسؤولية لليسار العربي، لكني أعتقد بأنه من المنطقي في هذا السياق الحديث عن مسؤولية الأنظمة العربية. نعرف بالطبع أن بعض هذه الأنظمة ساعدت بعض هذه الجماعات المتطرفة بداية الستينات ومثال المغرب واضح بهذا الشأن. فقد دعم الملك الحسن الثاني الحركة الإسلامية المتطرفة في المغرب من أجل الاجهاز على المد اليساري. ومنذ منذ ثلاثين سنة والحركة الاسلامية المتطرفة تنشط في المغرب دون رقيب، وهي تمتلك اليوم كل هذه القوة لأن النظام سمح لها بالعمل في الوقت الذي حاول فيه القضاء على المشروع اليساري والديمقراطي. لكن هذا ليس صك براءة بحق اليسار العربي، الذي تطور في بعض البلدان الى ايديولوجية فاشية كما هو حال حزب البعث في العراق وسوريا.

دويتشه فيله: في حديث لجريدة الحياة اللندنية وصفتم فوز حماس في الانتخابات التشريعية بالتراجيدي. ماالذي تريدون قوله بذلك؟

اللعبي: لا أعتقد بأن فوز حماس يمثل خطوة الى الأمام في نضال الشعب الفلسطيني، لأن ما يميز هذا المجتمع تعلقه بقيم الديمقراطية والعلمانية. كما أن المشروع الوطني الفلسطيني ظل دائما مشروعا منخرطا في الحداثة وغريبا على ايديولوجية حماس. إن فوز حماس يشكل تراجيديا لأنه أيضا يعلق كل إمكانية للسلام مع الإسرائيليين.

دويتشه فيله:ما رأيكم بردود الفعل العربية والاسلامية على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحف أوروبية للنبي محمد ؟

اللعبي: أعتقد بأن هناك استغلالا من جانب الحركات الأصولية لهذه القضية، التي من مصلحتها أن تسوق في العالم الاسلامي لرفض الغرب، ولكل ما يمث للغرب بصلة من ديمقراطية وحرية التعبير. لكن لا بد من النظر الى القضية من الزاوية الأخرى أيضا، وهو أن الصحافة الأوروبية لم تنظر الى ما يجري في العالم الاسلامي بطريقة عميقة ونقدية. شخصيا ناضلت دائما ولم ابرح اقوم بذلك من أجل حرية التعبير، لكني أعتقد بأنه لا يمكن الفصل بين الحرية والمسؤولية. ولهذا علينا أن ندرك عواقب مواقفنا. إن هناك نوعا من الخفة والتسرع في التعامل مع القضايا العربية والاسلامية لدى بعض المؤسسات الاعلامية العربية، فهي لم تفهم ما يجري فعلا في الواقع العربي والاسلامي، وهذا ما ينتج سوء الفهم.

دويتشه فيله: الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز يتحدث عن اصولية الديمقراطية، والفيلسوف الفرنسي جاك دريدا ينتقد الديمقراطية الغربية القائمة على منطق الشبيه ويحلم بديمقراطية قادمة تعترف بالآخر وخصوصيته. عن أية ديمقراطية يبحث العالم العربي؟

اللعبي: لا وجود اليوم لنموذج محدد ونهائي للديمقراطية يجب اتباعه بطريقة عمياء. أعتقد بأن هناك مجموعة من القيم ثم بناءها والدفاع عنها في اوروبا انطلاقا من الثورة الفرنسية. الديمقراطية مشروع مفتوح، وهذا يعني أنه بالامكان اغناءه بتجارب كل من يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان. لا يتوجب علينا تطبيق نموذج معين، في كل الأحوال لا يمكن فرض الديمقراطية بالسلاح لأنها صيرورة داخلية.

دويتشه فيله: مؤخرا نشر الكاتب والمفكر المغربي بن سالم حميش كتابا تحت عنوان:"في نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر". وفي هذا الكتاب يصف حميش سياسة الفرانكفونية كتهديد للهوية الوطنية لدول المغرب العربي. ككاتب فرانكفوني، كيف تنظرون الى هذا الرأي؟

اللعبي: أعتقد بأن حميش يخلط الأمور. لنأخذ المغرب مثلا، بعيد الاستقلال توجب اعادة الاعتبار لبعض مكونات الهوية الوطنية. وحتى الكتاب الفرانكفونيين يومها دافعوا وبقوة على إعادة الاعتبار الى اللغة العربية. لكنا اليوم تجاوزنا هذا السياق التاريخي بعد أن تمت اعادة الاعتبار الى اللغة العربية والى حد ما الى اللهجات الأمازيغية. لهذا يمكن النظر اليوم الى الفرنسية كنافذة على الحداثة. إذ لا يمكن أن نظل طوال حياتنا أسرى المأساة الكولونيالية. واليوم فإن الثقافة المغربية دينامية وهذا يعود الى أنها ثقافة تحترم التعدد الثقافي، وهذا أيضا ما يصنع قوة المجتمع المدني في المغرب.

* كاتب وصحفي مغربي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد