1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يستطيع الآباء التعامل مع أبناء متطرفين؟

٢٣ مارس ٢٠١٢

أن تكتشف فجأة أن ابنك ينتمي إلى جماعات يمينية متطرفة، ليس بالأمر السهل تقبله. وتبدو طرق استقطاب الشباب والشِفرات التي يستعملونها في التواصل غريبة على الآباء، الذين يُحمّلهم بعض المتخصصين مسؤولية ما وصل إليه أبناؤهم.

https://p.dw.com/p/14OgY
Teilnehmer der NPD-Veranstaltung «Rock für Deutschland» warten am Samstag (11.07.2009) in Gera auf Einlaß in einen abgesperrten Park. Zeitgleich protestieren mehrere hundert Menschen mit einer Kundgebung und einem Demonstrationszug gegen dieses Konzert. Die Veranstaltungen werden von einem Großaufgebot von Polizeieinheiten aus mehreren Bundesländern abgesichert. Foto: Peter Müller dpa/lth (zu dpa 4178 und lth 4172 vom 11.07.2009) +++(c) dpa - Bildfunk+++
Neonazi-Konzert in Geraصورة من: picture-alliance/dpa

"كان ذلك الوقت بلاشك الأصعب في حياتي: ليالي بيضاء، بكاء، انهيارات عصبية...سنتين وأنا أعيش في جحيم حقيقي". هكذا تصف والدة "كاي" (اسم مستعار) الوقت الذي كان فيه ابنها ينتمي إلى إحدى جماعات اليمين المتطرف. إنهن في الغالب الأمهات اللواتي يناضلن ويبحثن عن مساعدة فعلية لإنقاذ ابنائهن، كما تقول كلاوديا هيمبل كاتبة متخصصة في هذا المجال. بينما يرى الآباء في الغالب أن الأمر مجرد فترة وستمر مع الوقت أو يستسلمون للحزن الداخلي. قامت كلاوديا هيمبل بالتحدث إلى والدة" كاي" و مع غيرها من الآباء الذين عايشوا أوقاتا عصيبة بسبب أبنائهم، ويريدون من ناحية أن يبعدوا أبناءهم عن العنصرية والعنف و معاداة الأقليات، وفي نفس الوقت لا يريدون أن يخسروا أبناءهم .

في إطار الاشتغال على كتابها "عندما يصير الأطفال يمينيين متطرفين" قامت كلاوديا هيمبل بالبحث لأكثر من سنتين عن آباء، مستعدين ولو بشكل متخفي التحدث عن تجربتهم مع أطفالهم المتطرفين. الآباء الذين لا ينحدرون من بيئة يمينية متطرفة، يشعرون بالخزي، عندما يقدس أبناؤهم النازية، أو ينادون إلى أعمال العنف ومعاداة الأجانب، أو حتى الاعتداء على الناس بشكل فعلي. هؤلاء الآباء يطرحون السؤال:"ما الخطأ الذي ارتكبناه؟" وعندما يبحثون عن سبل المساعدة، يتلقون إشارات من المدرسة أو من مراكز مساعدة الشباب، أنهم مذنبون في الواقع الذي وصل إليه أطفالهم. لكن المسؤولية لا ينبغي إلقاؤها فقط على عاتق الآباء ، كما يقول العالم السياسي "راينر بيكر"، المدرسة ، وأقران هؤلاء الأبناء، والثقافة السياسية للشباب تلعب أيضا دورا في المسألة.

كيفية استقطاب الجماعات المتطرفة للشباب

قام بيكر في إطار دراسة باستجواب الشباب اليميني المتطرف وآبائهم، في نفس الوقت يرأس بيكر شبكة لتقديم المساعدة والنصح للشباب في ولاية هيسن. تزايد عدد جماعات الشباب اليميني، يمكن للمرء أن يلاحظه في هيسن. الأمر يمس أيضا بشكل جزئي الأطفال المتراوح عمرهم بين 10 و 12 سنة. في فترة المراهقة تثير الأشياء الممنوعة والعروض "الشريرة" اهتمام الشباب ويرغبون في الاشتراك فيها. يقول بيكر:"وهو ما يشكل عبئا كبيرا على الآباء، الذين يجهلون أشكال التعبيرات المختلفة لثقافة الشباب".

***Achtung: Nur zur Rezension dieses Titels verwenden!*** von Hempel, Claudia; Gebunden Mütter erzählen. Vorw. v. Wilhem Heitmeyer. 207 S. m. Abb. 19,5 cm 265g , in deutscher Sprache. 2008 zu Klampen ISBN 3-86674-021-2 ISBN 978-3-86674-021-1 | KNV-Titelnr.: 20218186
كتاب كلاوديا هيمبل:"عندما يصير الأطفال يمينيين متطرفين"صورة من: 1996-2012 KNV Koch, Neff & Volckmar GmbH, Stuttgart

كذلك كان الأمر مع " كاي" الذي لم تعلم أمه انتماءه إلى جماعة يمينية متطرفة إلا بشكل متأخر.لقد تلقى هو وصديقه الأفكار اليمينية المتطرفة بعد تجددت لقاءاتهم بشباب متطرف كل مساء في أحد الملاعب. قبل البدء في عملية الاستقطاب الايديولوجي للشباب، يتم أولا عرض الجعة و السجائر عليهم، ويتم التعامل معهم وكأنهم بالغين، ويتم التحدث إليهم مطولا. بعد ذلك يبدأ الشباب في ارتداء ملابس تتناسب مع أفكار الجماعة اليمينية، ويحملون رموز وإشارات، لا يفهمها آباؤهم في البداية. كما يتم حثهم على الاستماع إلى نوع من الموسيقى، تشجع على الكراهية والعنف. والدة " كاي" مثلا وجدت في غرفته مضرب كرة "البيسبول" وسكينا.

" يتم استدراج الشباب بالموسيقى، وهذا في حد ذاته نوع من التكوين" هذا ما حكاه أحد الناشطين اليمينيين لراينر بيكر، خلال حوار قام به العالم السياسي في السجن مع هذا الناشط. وهو ما يؤكده شاب كان على صلة مع الناشط:"عندما تستمع إلى هذه الموسيقى بمجرد ما تستيقظ كل صباح ، وفي المساء بعد العودة من المدرسة، وفي الليل قبل النوم، سيصل وقت بالتأكيد، ستصدق فيه هذه الموسيقى".

مسؤولية الجيل القديم

البحث عن الاعتراف بالذات، والانتماء إلى الجماعات، والقوة، كلها أسباب مهمة تؤدي إلى الانتماء إلى هذه الجماعات المتطرفة. الجماعات الضعيفة أو الصغيرة كالأجانب، واليهود، والمسلمين، والمتشردين، والشواذ جنسيا، أو المعاقين، كلها يتم احتقارها من طرف الشباب المتطرف، كما يشرح البروفيسور فيلهيلم هايتماير من معهد الأبحاث في مجال التوترات والعنف في جامعة بيلفيلد. وقد أظهرت دراسة مطولة أجراها نفس المعهد عن "الجماعات المعادية للناس"، أن الاحتقار الموجه لبعض الأقليات في المجتمع، قوي لدى من هم فوق 60 سنة، أكثر منه لدى الشباب. لكن الشباب يميلون إلى العنف أكثر من المتقدمين في السن.

Ein Teilnehmer einer Demonstration von Rechtsextremen unterhaelt sich am Samstag (03.09.11) in Dortmund mit zwei Polizisten. Tausende Menschen demonstrierten im ganzen Stadtgebiet gegen den Aufmarsch der rund 700 Rechtsextremisten, die sich in der Dortmunder Nordstadt versammelt hatten. In Dortmund ist es bei den Demonstrationen gegen die Kundgebung von Rechtsextremen zu gewalttaetigen Auseinandersetzungen gekommen. Rund 1.000 "Linksextremisten" haetten Beamte "massiv angegriffen", teilte die Polizei mit. Die Polizei kesselte mehrere Hundert Menschen ein, darunter Kinder und Jugendliche. Etwa 200 Personen wurden in Gewahrsam genommen. (zu dapd-Text) Foto: Timur Emek/dapd
لا يدرك الآباء ميول أبنائهم إلا عندما تقف الشرطة عند باب المنزلصورة من: dapd

ومن خلال تجربة الكاتبة كلاوديا هيمبل، ومن خلال قيامها بحوارات مع عدد من العائلات، توصلت كلاوديا إلى أن الظروف الاجتماعية المتواضعة للشباب ليست بالضرورة شرطا لانتمائهم لإحدى الخلايا اليمينية المتطرفة. حيث أن الكاتبة الألمانية، تعرفت على عائلة تعيش وضعا اقتصاديا جيدا، ورغم ذلك ينتمي ابنهم إلى الجماعات اليمينة المتطرفة. وهو الأمر الذي لم تستطع الأم تقبله. وتقول الأم:" ابني منفتح، ومرهف الإحساس، وذكي. أن يكون يمينيا متطرفا؟ لا، لا أستطيع أن أتصور ذلك، ذلك لا يتوافق مع الصورة التي أشكلها عنه".

البحث المضني عن سبل للخروج من الأزمة

لا يدرك الآباء ميول أبنائهم وانتماءاتهم إلا بعد أن يجدوا الشرطة أو قوات الأمن واقفة عند الباب بسبب نشاطات الأبناء. حينها يبدأ الآباء في البحث عن سبل لإنقاذ أبنائهم. كذلك كان الحال مع والدة" كاي"، الذي يُعتبر طفلا من زيجة انتهت بالطلاق." إنها طريقته في التمرد على وضعه" كما يقول الأخصائي في مركز الشباب. وتقول الأم:" أعتقد أنه مستنقع، يغرق فيه المرء مع الوقت".

** ARCHIV ** Jugendliche stehen am 17. Jan. 2008 in Duisburg-Homberg. Unter deutschen Jugendlichen sind auslaenderkritische und fremdenfeindliche Vorurteile laut einer Studie weit verbreitet. Fast jeder dritte deutsche Schueler stimme der Aussage "voll und ganz" zu, es gebe in Deutschland zu viele Auslaender, berichtet die "Neue Osnabruecker Zeitung" unter Berufung auf einen vertraulichen Abschlussbericht einer bundesweiten Arbeitsgruppe zur Jugendgewalt am Donnerstag, 17. April 2008. (AP Photo/Frank Augstein) --Young boys are seen in a suburb in Duisburg, western Germany, Thursday Jan. 17, 2008. (AP Photo/Frank Augstein)
الاحتكاك بشباب متطرف يساهم في استدراج الشباب إلى التطرفصورة من: AP

ولا تعرف كلاوديا هيمبل حالة واحدة، ألقيت فيها المسؤولية الكلية على الآباء وحدهم، أو تم التقلييل من خطورة وضع أبنائهم، أثناء بحثهم عن المساعدة. إحدى أهم الجهات التي تساعد هؤلاء الآباء، هي مراكز الشباب، التي تقدم العون والنصح للآباء. كشبكة مراكز الشباب الموجودة في ولاية هيسن. وتقوم هذه المراكز أولا بشرح الموضوع للآباء، وتفسير بعض الرموز التي لا يقدر الآباء على استيعابها. كما تحاول هذه المراكز أيضا مساعدة الآباء على الحد من نشاطات أبنائهم من جهة ومن جهة أخرى الحفاظ على العلاقة الطيبة معهم. كفتح نقاش حول الأفكار المتطرفة وسلبياتها، لكن مع إظهار الآباء لأبنائهم الحب، بالرغم من اختلافهم الفكري معهم.

أندريا غروناو/ ريم نجمي

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد