كيف بدأ المتنافسون على خلافة ميركل حياتهم السياسية؟
١٤ يناير ٢٠٢١منذ أكثر من عشرة أشهر يتطلع ثلاثة سياسيين لشغل منصب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي/ CDU وهو حزب المستشارة انغيلا ميركل. وهؤلاء الثلاثة هم أرمين لاشيت ( 59 سنة) وفريدريش ميرتس (65 سنة) ونوربيرت روتغن ( 55 سنة)، ثلاثة رجال وثلاثة حقوقيين وثلاثة كاثوليك والثلاثة من ولاية شمال الراين وستفاليا.
خلال الانتخابات البرلمانية في أكتوبر 1994 دخل الثلاثة كنواب إلى البرلمان الألماني. درس الثلاثة في مدينة بون، لكن كل واحد في فترة مختلفة. وميرتس الأكبر سنا كان عضوا في البرلمان الأوروبي من 1989 حتى 1994 واكتسب خبراته البرلمانية الأولى هناك.
سنة قوية التأثير على الحياة السياسية
كان الثلاثة من بين 64 برلمانيا جديدا يمثلون الحزبين المسيحيين، 58 منهم مثلوا الحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) والأعضاء الباقين كانوا من نصيب الحزب المسيحي الاجتماعي/ CSU الذي يقتصر نشاطه على ولاية بافاريا. كانت تلك سنة قوية تركت بصماتها على الحياة السياسية في ألمانيا لاحقا، فعدد ليس بالقليل من هؤلاء النواب تولى مناصب وزارية ومهام وزراء دولة وأمناء عامين. واليوم هناك اثنان منهم في حكومة المستشارة ميركل وهما وزير الاقتصاد بيتر التماير ووزير التنمية غيرد مولر. وهناك أربعة آخرون تولوا أيضا مناصب وزارية في حكومات ميركل السابقة.
ومن التحق في منتصف التسعينات في بون بالحياة البرلمانية وجب عليه التعود على هذه الحياة. الكثير من البرلمانيين كانوا يسافرون إلى جلسات البرلمان من دوائرهم الانتخابية. والحي الموجود فيه البرلمان والمجلس الاتحادي كان يبدو كقرية قائمة بذاتها في المدينة.
وبعد أقل من شهر على الانتخابات البرلمانية في عام 1994 كان الثلاثة ينتمون للتحالف الحاكم بزعامة هيلموت كول والمؤلف من الحزبين المسيحيين والحزب الديمقراطي الحر. وقد انتخب ممثلو الأحزاب الثلاثة كول لولاية خامسة كمستشار لألمانيا. وكانت ذلك واحدا من تصويتات عديدة ظهر فيها فريدريش ميرتس على قوائم الحزبين المسيحيين بعد انغيلا ميركل.
نواب جذبوا الانتباه
ولاشيت وميرتس وروتغن بدؤوا بالجلوس في المقاعد الخلفية للبرلمان، الأمر الذي تغير لاحقا. يتذكر أشخاص قدامى في البرلمان كيف جلبت الخطب الأولى للثلاثة الاهتمام. فهم ببساطة لم يقرؤوا خطبا مطبوعة على الورق، لقد تحدثوا بطلاقة وكانوا متأكدين من سيطرتهم على مواضيعهم التي أثارت النقاش في أكثر من جانب. وميرتس الذي كانت له تجربة برلمانية استغل الفرصة مطلع 1995 لمرتين أمام الميكرفون. وعندما ألقى في فبراير 1995 خطابا في جدل سياسي أوروبي، اتهم في البداية الاشتراكيين الديمقراطيين بالابتعاد عن " التفاهم الكبير للأحزاب الكبرى" في المانيا وروج "لسياسة أمنية وخارجية مشتركة" للاتحاد الأوروبي.
روتغن "حيوي للغاية"
وبعدها بيوم ألقى روتغن الأصغر بعشر سنوات تقريبا خطابه الأول. وفي نهاية الخطاب هنأه نائب رئيس البرلمان بوركهارد هيرش على خطابه الذي كان في "غاية الحيوية". وفي كتلة الحزب المسيحي علم الجميع أنه من الآن سيكون هناك خطيب موهوب في معترك الحياة السياسية. وبعدها بسنوات عندما أيد المستشارة ميركل، سموه "الولد المفضل للأم" حتى عام 2012. بعد ذلك فقد روتغن تأييد ميركل نتيجة خسارة الانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا.
تقدم ميرتس كخطيب في النصف الأول من عام 1995 أربع مرات وروتغن ثلاثة. وكان ذلك غير عادي بالنسبة إلى النواب الجدد. وقد تحدثا عن قضايا سياسية محورية حيث اهتم ميرتس بقضايا أوروبا والاقتصاد في حين اهتم روتغن بالشؤون الداخلية والقانونية. أما لاشيت فاهتم في البداية بسياسة التنمية التي قلما كانت مطروحة في البرلمان. وفي سبتمبر 1995 ألقى خطابه الأول، لكنه يظهر في بروتوكول البرلمان كالأول من بين الثلاثة وذلك منتصف ديسمبر 1994. آنذاك شارك في نقاش حول السياسة تجاه العائلة حيث القت السياسية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي اديث نيهوس وطالبت بوزارة خاصة بشؤون المستقبل ليؤيدها لاشيت في ذلك.
متمردون بعض الشيء
ووراء كواليس البرلمان كان الرجال الثلاثة يتحركون في اتجاهات مختلفة. فلا أحد من الثلاثة حصل على فرصة التألق في السلم المهني خلال سنوات حكم كول الأخيرة المطبوعة بالركود داخل الكتلة البرلمانية للحزبين المسيحيين. لكن الرجلين من منطقة الراين، أي لاشيت وروتغن دعا مع متعاطفين من أجل توجه جديد ومعتدل داخل الاتحاد المسيحي. وهنا ظهرت مجموعة تريد إصلاحا لقانون الجنسية مع إمكانية الهجرة وهو الأمر الذي يزعج زملاء محافظين داخل الاتحاد المذكور.
وقد حصل كل من لاشيت ورتغن على دعم رفيقهم بيتر هينتزه الذي تم انتخابه لعضوية البرلمان الألماني عام 1990. فقد قام الأخير المعروف بعلاقاته الواسعة آنذاك بدمج كلاهما في "الكتلة الشابة" للمجموعة البرلمانية الخاصة بالمسيحيين والوفية للمستشار هيلموت كول آنذاك وللمستشارة ميركل لاحقا. أما فريدريش ميرتس فلم ينتمي أبدا إلى المجموعة المذكورة. ويوم السبت في 16 يناير/ كانون الثاني سينافس رفيقيه على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي.
كريستوف شتراك/ م.أ.م