نقاط خلاف رئيسية تعرقل التوصل إلى اتفاق في مؤتمر المناخ بمصر
١٥ نوفمبر ٢٠٢٢أصدرت رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ (كوب 27 ) المنعقد في شرم الشيخ بمصر في وقت متأخر أمس الاثنين (14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) وثيقة من صفحتين تسرد النقاط الرئيسية في مسودة الاتفاق المحتمل، والتي تضمنت العديد من القضايا التي طلبت الدول إدراجها - بما في ذلك نقاط خلافية أدت إلى انقسام عميق بين الدول.
وأشارت الوثيقة إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات للإبقاء على إمكانية تحقيق الهدف المتفق عليه عالميا الذي يتمثل في منع ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، لتجنب أسوأ تداعيات تغير المناخ.
ويسعى وزراء ومفاوضون من حوالي 200 دولة اليوم الثلاثاء لإيجاد أرضية مشتركة من أجل التوصل إلى اتفاق . وقالت مصر مستضيفة المؤتمر إن المحادثات التي تسير ببطء لا تزال على المسار الصحيح.
ومع ذلك بدأ بعض المندوبين يناقشون احتمالية استمرار المؤتمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، مع استمرار خلافات بشأن قضايا مهمة من بينها تقديم التمويل للدول النامية لتتمكن من التكيف مع تداعيات تغير المناخ.
واعترفت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد بأن نقاط الخلاف الرئيسية لم تحل بعد، ومن بينها دعوة إلى مضاعفة التمويل للتكيف مع الاضطرابات المناخية المستقبلية ومطالب الدول النامية بتمويلات تعويضية إضافية لمواجهة الخسائر والأضرار. وقالت الوزيرة إنه مع ذلك "سيأتي معظم التقدم عندما يشارك الوزراء" هذا الأسبوع.
ويقترح تكتل مجموعة السبع والسبعين للدولة النامية والصين إنشاء صندوق "خسائر وأضرار" جديد لتقديم التمويل للدول التي نُكبت بالكوارث المناخية، وفقا لما أظهرته المسودة المقترحة الدول في قمة كوب27.
ومع عدم احتواء المسودة على أي إشارة تذكر حول حرق الوقود الأحفوري -وهو السبب الرئيسي لغازات الاحتباس الحراري- فمن المحتمل أن تركز نتائج كوب27 على التزامات جديدة لتقديم الأموال للدول الأكثر فقرا من أجل إبطاء الانبعاثات.
وتحمل الوثيقة عنوان "غير رسمية"، مما يوضح أنه لا يمكن اعتبارها مسودة رسمية لما يمكن أن توافق عليه الدول بالفعل في ختام المؤتمر يوم الجمعة، وهو الاتفاق السياسي الأساسي بعد أسبوعين من اجتماعات كوب27.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون البيئة، فيرجينيوس سينكيفيسيوس، لرويترز على هامش المؤتمر "يبدو أننا مازلنا بعيدين جدا عن النتيجة التي نرغب في تحقيقها، لكنني متأكد من أنه مع بذل المزيد والمزيد من الجهد، فسوف يتلخص الأمر في الأيام الأخيرة وربما الدقائق الأخيرة".
انتقادات من قبل الدول النامية
وألمح بند في الوثيقة حول "الخسائر والأضرار" - والذي يشير إلى تقديم تمويلات تعويضية للبلدان النامية التي تواجه أضرارا لا يمكن تجنبها بسبب تغير المناخ- إلى أن الاتفاق سيتناول "الحاجة إلى ترتيبات للتمويل" لمعالجة هذا الأمر.
ومع ذلك، لم تتضمن الوثيقة إشارة إلى ما إذا كان الاتفاق النهائي سيتضمن صندوقا جديدا للخسائر والأضرار - وهو مطلب للدول النامية في المفاوضات، لكنه يثير حفيظة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأثار عدم وفاء الدول الغنية الكامل بتعهد سابق بتقديم تمويل مناخي سنوي يبلغ 100 مليار دولار إلى البلدان النامية غضبا خلال مؤتمرات المناخ في السنوات الماضية. ودفعت الدول الغنية العام الماضي نحو 83 مليار دولار، لكنها قالت إنها لن تفي بالتعهد الكامل إلا في عام 2023.
ع.ج.م/ف.ي (رويترز)