كوارك.. مزيج فريد بين الزبادي والجبنة في الثقافة الألمانية
١١ يونيو ٢٠٢٣كثيرا ما يفاجأ السياح في ألمانيا والمهاجرون المنتقلون حديثاً بمنتج ضمن منتجات الألبان اسمه كوارك، ولا يدرون بماذا يتعلق الأمر؟ هل بزبادي أم بنوع من الجبنة أو نوع من الزبدة؟ خصوصا أن الألمان يحبونه كثيرا ويكررون دائما أن "كوارك يجعل الناس أقوياء"، أي بالألمانية "كوارك ماخت شتارك".
كوارك هو منتج ألماني بحت، قادم من الثقافة الألمانية القديمة، وهو منتشر أساساً في ألمانيا والنمسا وبعض المناطق في سويسرا، كما بات يوجد كذلك في هولندا وبلجيكا وعدة أجزاء أخرى من أوروبا. يتعلق الأمر بجبن طري قشدي، لكنه كذلك يشبه نوعا ما الزبادي خصوصاً الزبادي اليوناني المعروف.
يعدّ كوارك مزيجاً بين اللبن والجبن، وهو أقرب في المذاق إلى الزبادي، لذلك يمكن تناوله مباشرة بالملعقة أو خلطه مع الحبوب الصباحية ومع المكسرات والفواكه. يتم إنتاجه بعد مزج الحليب كامل الدسم مع بكتريا حمض اللاكتيك (أو حمض اللبنيك) لأجل تخميره، ثم يتم تسخنيه حتى يتخثر، وبعد ذلك يتم فصل بقية المكونات الصلبة والسائلة، وتضاف الكريمة وفي النهاية تخرج هذه الخلطة المسماة كوارك.
يحتوي الكوارك على كميات من البروتين والفيتامينات. ويشير موقع كيتشن ستوريز أن كوارك يحتوي على بروتينيات صحية وكذلك على الكالسيوم ما له فوائد كبيرة على صحة العظام، ويشير المصدر ذاته إلى أن العدائين يتناولون كوارك بشكل مستمر.
كما أن هذا المنتج قليل الدسم مقارنة بأنواع من الجبن، إذ يمكن إيجاد أنواع منه لا تزيد نسبة الدهون فيها عن 10 بالمئة، خصوصا أن كوارك عند إنتاجه يكون قليل الدهون ولا يتم إضافتها إلا لاحقا مع الكريمة.
ويشير موقع NDR الألماني إلى أن كوارك له تقريبا المنافع الصحية للزبادي الطبيعي عندما يتعلق الأمر بتكوين العضلات والعظام وامتصاص الحديد ووقاية الجسم ضد بعض الأمراض وإصلاح الخلايا التالفة والحفاظ على صحة الأظافر والشعر وإنتاج النسيج الضام والغضاريف، لكن يجب الانتباه إلى كميات الدهون المشبعة.
وفيما يؤكد موقع إيت سمارتر الألماني الفوائد الصحية المتعددة لكوارك، ومنها صحة الأسنان المهمة للغاية، خصوصاً للأطفال، فإن إنتاجه يحمل بعض الجوانب السلبية، إذ يتسبب إنتاجه الحالي بانبعاثات غير متوازنة في ثاني أكسيد الكربون، ما يجعل عدد من نشطاء البيئة يطالبون بتغيير طرق الإنتاج لتكون أكثر استدامة.
إ.ع