كرة القدم وسيلة لتشجيع الاندماج
٤ يوليو ٢٠١٠تساهم كرة القدم بشكل واضح في انخراط المهاجرين في ألمانيا في مجتمعهم الجديد واندماجهم فيه، فهذا النوع من الرياضة يعلم محبيه قيماً هامة، كالتعامل بروح الجماعة واحترام الآخرين والتسامح، إضافة إلى تعلم اللاعبين لتقبل الهزيمة بروح رياضية. وفي ظل هالة الاهتمام الكبير التي تحيط ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في جنوب إفريقيا أقيم منتدى "اللعب النظيف - الرياضة والاندماج" في العاصمة الألمانية برلين بهدف.
والهدف من إقامة هذا المنتدى هو إطلاع الشباب البرليني على دور كرة القدم في اندماج الشباب من المهاجرين في المجتمع الألماني. واشترك بالمنتدى العديد من المسؤولين في مجال الرياضة والاندماج إضافة إلى العديد من المهاجرين من الشباب المقيمين في ألمانيا.
كرة واحدة وقيم متعددة
وفي الجلسة الافتتاحية قالت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج ماريا بومر إنها تؤمن بأن كرة القدم تدعم روح الفريق والثقة ما بين اللاعبين. وأعربت بومر عن سعادتها بأن المنتخب الألماني لكرة القدم يضم أحد عشر لاعباً من أصول مهاجرة. وأضافت المسؤولة الألمانية قائلة: "لذلك تغيرت صورة المنتخب الألماني تغيراً تاماً، وهذا الأمر يزيد من شعبية الفريق، إذ يهتف المهاجرون سوية مع الألمان احتفالاً بالأهداف".
نماذج ناجحة
غول كيسكنلر كانت إحدى المشاركات في المنتدى، وتتولى كيسكنلر منذ أربعة أعوام منصب المسؤولة الشرفية لشؤون الاندماج في الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي يضم 26 ألف نادي رياضي، أما عدد أعضائه فيبلغ أكثر من 6.7 مليون عضو. وفي إطار مشاركتها قالت كيسكنلر إنها تريد أن يعتبر الشباب الأجنبي ألمانيا وإتحاد كرة القدم موطنهما. وأضافت المسؤولة قائلة "إن لاعبي منتخبنا الألماني هم أفضل من يمثل الثقافات المتعددة، لأنهم يجعلوننا قادرين على أن نرى بوضوح: كيف ألا يكون بوسع ألمانيا إلا الفوز فحسب وأن تصبح قوية إن تكتفنا وعملنا كفريق واحد. هذا هو منتخبنا جميعاً".
وقدم مجال كرة القدم العديد من النماذج الناجحة والمتفوقة التي استطاعت الاندماج في مجتمعها الجديد، على غرار سينم توراك، التي تتلقى تدريباً مهنياً في مجال التجارة وتعمل إلى جانب ذلك منذ سنوات كحكم لمباريات كرة القدم، حتى أصبحت مؤخراً سفيرة للاندماج في الاتحاد الألماني لكرة القدم. كما أنها تحكم مباريات في الدرجة الثانية من الدوري الألماني "بوندسليغا".
وبدأ اهتمام سينم بالساحرة المستديرة منذ سنوات طويلة، حتى باتت تلعب في صفوف نادي ليشترفيلدر البرليني، وفي أحد الأيام سألها والد أقرب صديقتها عما إذا كانت لها رغبة في الخوض في مجال تحكيم المباريات. وعن ذلك تقول سينم توراك: "قال لي إنني على دراية بقوانين اللعبة واستطيع الجري لوقت طويل، ثم تقدمت لإجراء امتحاناً لاختيار الحكام واجتزته بنجاح. وكانت أولى مبارياتي التي حكمتها على مستوى الشبيبة، وبعد أن التحقت بالعديد من الدوارات التدريبية تمكنت من الصعود تدريجياً إلى منصبي الحالي".
الكاتبة: سابينا ريببرجر/ منى حفنى
مراجعة: عماد مبارك غانم