110610 BP Image Börse
١٢ يونيو ٢٠١٠كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك لا تكلف شركة بريتيش بتروليوم الكثير من المال فقط، وإنما أضرت بشكل كبير بسمعتها، الأمر الذي ينعكس أيضا على أسهم الشركة في الأسواق العالمية التي سجلت أدنى قيمة لها منذ أربعة عشر عاماً. وانخفضت قيمة شركة BP في البورصات العالمية إلى النصف منذ أن تعرضت منصة "ديب ووتر هواريزن" لحادث تسبب في أكبر كارثة بيئية من نوعها في المنطقة.
تراجع في السوق العالمية
وتتابع الحكومة البريطانية بقلق الانخفاض السريع لقيمة أسهم الشركة، وخصوصاً بعد أن رفضت الحكومة مساعدتها بحجة أن هذه المشاكل الاقتصادية تتعرض لها أي شركة أخرى وأن عليها أن تحلها بنفسها. إلا أن لندن بدأت تخشى سماع أصوات معادية لبريطانيا في واشنطن، والتي تتحمل عبأ الكارثة البيئية التي تسببت بها الشركة البريطانية. حول ذلك يقول عمدة مدينة لندن المحافظ بوريس جونسون: "هذا سيء بالنسبة لبلادنا، عندما تتخبط شركة بهذا الشكل في مشاكل وتسيء لصورتها بشكل غير ضروري. إن ما يود الناس رؤيته هو نهاية للشتائم وتبادل الاتهامات، وعوضاً عن ذلك يجب أن نركز على مكافحة التسرب النفطي وتبعاته".
إلا أن الأمر يتعلق بما هو أكبر من ذلك، فالمساهمون بدؤوا ببيع أسهمهم في بريتيش بتروليوم بشكل مطرد، مما دفع بمؤشر أسهم الشركة إلى التراجع في جميع البورصات العالمية، ما أدى إلى خسارة الشركة لما يقرب من نصف قيمتها في السوق. في هذا الصدد يشير روبرت تالبوت من شركة رويال لندن الاستثمارية لإدارة الثروات إلى أن "مؤشر الشركة حالياً منخفض للغاية، وهذا يعني توقعات سيئة لها".
ضغط أمريكي وسخط بريطاني
ومع هذا فإن شركة بريتيش بتروليوم لا تواجه مشكلة مالية، فهي تعد في مصاف أنجح شركات النفط عالمياً، بعد تحقيقها أرباحاً طائلة في السنوات الماضية، مما يسمح لها بتحمل نفقات احتواء الكارثة في خليج المكسيك، والتي قد تصل إلى ثلاثين مليار دولار، دون أن تشهر إفلاسها. لكن ما ساهم في تراجع قيمة أسم الشركة، تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي قال فيها أنه على الشركة دفع تعويضات للمتضررين من سكان السواحل، إضافة إلى تعويض من اضطروا إلى تعليق أعمالهم بسبب عمليات الإنقاذ في المنطقة أو من خسروا وظائفهم بسبب وقف عمليات التنقيب عن البترول في خليج المكسيك.
بريطانيا ترى من جانبها أنه ينبغي إنهاء "التحريض على الشركة"، وهو ما عبر عنه السفير البريطاني السابق في الولايات المتحدة كريستوفر ماير، الذي قال: "إن على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن يطلب من الرئيس الأمريكي وقف التحريض على الشركة، وأن يوضح له بأن استمرار الشركة في العمل مرتبط بالمصالح البريطانية على المدى البعيد. ما نتمناه هو تقليل الحكومة الأمريكية للخطابات الرنانة، لأنها تؤثر بشكل قوي على مؤشرات الأسواق العالمية وعلى قيمة الشركة".
من ناحية أخرى، بدأ العاملون في سوق الأسهم الأمريكية بالمضاربة على تلقي الفرع الأمريكي من شركة بريتيش بتروليوم عروضاً للاستيلاء عليه من قبل شركة أخرى، وهو ما يخافه المتقاعدون البريطانيون، إذ أن سدس الأموال التابعة لصناديق التقاعد في بريطانيا مستثمرة في أسهم شركة BP، مما يعني انخفاض عوائد الاستثمار لملايين المتقاعدين البريطانيين.
وبالنظر إلى العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة يطرح السؤال التالي نفسه: لماذا لا تحمي هذه العلاقة البريطانيين من أسوأ العواقب؟ السياسي البريطاني المحافظ مايكل هاوارد يؤكد على وجود خلافات عميقة بين البلدين أحياناً، ويقول: "عندما يتعلق الأمر بمسائل حيوية ومهمة، فلا يجب علينا أن نسمح لهذه الخلافات بأن تتطور إلى شرخ في العلاقات".
الكاتبة: باربارا فيزل/ ياسر أبو معيلق
مراجعة طارق أنكاي