أمم أفريقيا 2019- أهداف شحيحة في ظل استراتيجية دفاع "خائفة
٥ يوليو ٢٠١٩بدا الانزعاج على كلارينس سيدورف مدرب منتخب الكاميرون وهو يقف أمام الصحفيين بعد مباراة منتخبه مقابل غانا. وظل المدرب الهولندي يردد" الدفاع، الدفاع، الدفاع، هذه هي الوسيلة الوحيدة للفوز بالمباريات الكبرى"
68 هدفاً فحسب في 36 مباراة!
قبل دقائق من إطلاق سيدورف تعليقه، انتهت المباراة التي كان يتوقع أن تقرر من هو الأقوى، بالتعادل السلبي. وكان بوسع المراقب أن يحصي على أصابع اليد الواحدة عدد فرص التهديف التي خلقها لاعبو الفريقين. وكانت هذه الظاهرة هي الأبرز في النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا، حيث سجل 68 هدفاً فحسب في 36 مباراة.
وقد لا تكون المباريات المذكورة هي الأكثر إمتاعا في عالم كرة القدم، لكنّ الخبراء المحليين لم يبدوا سوى قليل من النقد.
"شاهدنا كرة قدم جيدة بعض الشيء، شهدنا هنا مباريات على مستوى عال"، هكذا قال مهاجم السنغال السابق الهادي ضيوف بعد مباراة المغرب وجنوب أفريقيا، حيث لم يشن أي من الفريقين هجوما على هدف الخصم حتى الدقيقة 35، وقد فازت المغرب على جنوب أفريقيا بهدف واحد سجل في الدقيقة الأخيرة.
ربما توجب على اللاعبين أن يتبعوا استراتيجية الدفاع كأولى أسبقياتهم في عالم كرة القدم المعاصر، ولكن كيف سيحرزون أهدافاً إن لم يهاجموا؟ هذا علاوة على أن الجمهور لم يتمتع بعروض جذابة من قبل الفرق المشاركة. بل إنّ مقاعد كثيرة بقيت شاغرة في أغلب المباريات، عدى تلك التي لعب فيها منتخب مصر البلد المضيف.
الخوف من الخسارة
ويبدو أنّ الخوف من الخسارة كان عائقا أمام كثير من الفرق في هذه المسابقة التي أجريت وسط أعلى مستويات الإجراءات الأمنية. فقد انتشرت مجاميع من الشرطة والجيش والأمنيين بملابس مدنية المشغولين باستمرار بمكالمات أجهزة الاتصال قصيرة المدى حول أرض الملعب في كل من ملاعب القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية والسويس، ما أشاع جواً روّع المتفرجين واللاعبين على حد سواء.
وتحتّم على مشجعي الفرق المرور عبر أجهزة فحص بالاشعة ونقاط تفتيش عديدة، فيما ظلت طائرات الهيلوكوبتر تحوم فوق رؤوس الجميع، ولو لم يكن المرء مدركا أنّه يشهد مباراة لكرة القدم، لخال المكان أرض معركة وليس ساحة لكرة القدم!
مفاجأة المسابقات كان فريق جزيرة مدغشقر الذي خاض مباريات جريئة توج بعدها الى المجموعة ب متقدما على عملاق كرة القدم الأفريقية، منتخب نيجريا.
الكاميرون ضد نيجيريا لدوري ال 16
الفرق الأفريقية الصغيرة، تعلمت من الفرق الكبيرة واكتسبت خبرة في مباريات كأس أمم أفريقيا، ويقول رونالد كيتييره كابتن فريق ناميبيا" تعلمنا دروسنا، لم يكن بوسعنا أن نفرض أنفسنا عبر استراتيجية الهجوم، لكنّها المرة الأولى التي يشارك فيها لاعبونا في حدث بهذا الوزن، وخرجوا منه بأشياء كثيرة، وهي حتما خبرات ستفيدهم كثيراً في مسيرتهم الكروية المقبلة".
وعند النظر إلى المستقبل، تشكل التصفيات سبباً للأمل في رؤية مباريات أكثر إثارة في مصر هذا الصيف، وتقف في طليعتها مباراة الكاميرون ونيجيريا، التي ستكون صراعاً بين سيدروف مدرب الكاميرون وغيرنوت رور مدرب نيجيريا.
منتخب مصر، البلد المضيف، الذي يلعب في صفوفه محمد صلاح سيواجه جنوب أفريقيا، فيما ستلتقي السنغال بلاعبها الدولي ساديو مانه بأوغندا. وبسبب ترتيب زوجيات اللقاءات، فلن يلتقي لاعبا ليفربول سوى في مباريات النهائي.
مباريات دوري ال 16
5 تموز/ يوليو المغرب - بنين
أوغندا - السنغال
6 تموز/ يوليو نيجيريا- الكاميرون
مصر – جنوب أفريقيا
7 تموز/ يوليو مدغشقر – الكونغو الديمقراطية
الجزائر – غينيا
8 تموز/ يوليو مالي – ساحل العاج
غانا – تونس
أولاف يانسن/ م.م