قوى كبرى تبحث إمكانية تقسيم سوريا على أساس فيدرالي
١١ مارس ٢٠١٦بينما يستعد وسيط الأمم المتحدة للسلام ستافان دي ميستورا للاجتماع مع وفود من الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، تشير تسريبات دبلوماسية إلى أن فكرة تقسيم سوريا على أساس اتحادي تعد من بين الأفكار التي تحظى باهتمام جاد في الوقت الراهن. حيث قال دبلوماسي بمجلس الأمن طلب عدم نشر اسمه، إن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا فحسب تبحث أيضا إمكانية إقامة نظام اتحادي لسوريا وعرضت الفكرة على دي ميستورا. وأضاف الدبلوماسي "مع التأكيد على الحفاظ على سلامة أراضي سوريا من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادي سيكون -كما في بعض هذه النماذج- متحررا للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق."
ولم يقدم أي تفاصيل عن نماذج تقسيم اتحادي للسلطة يمكن تطبيقه على سوريا. وأكد دبلوماسي آخر بالمجلس التصريحات.
وبعد خمسة أعوام من الحرب التي حصدت أرواح 250 ألف شخص وشردت نحو 11 مليون آخرين فإن الأراضي السورية باتت منقسمة بالفعل بين أطراف مختلفة منها الحكومة وحلفاؤها والأكراد المدعومون من الغرب وجماعات معارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية".
ورفضت المعارضة السورية المدعومة من السعودية هذا الأسبوع اقتراحا قدمته روسيا بأن توافق محادثات السلام على نظام اتحادي للبلاد. وقال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن أي حديث عن هذه الاتحادية أو شيء قد يمثل توجها لتقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق.
لكن فكرة الاتحادية بالنسبة لسوريا ليست مستبعدة. ففي حديث لقناة الجزيرة يوم أمس الخميس (العاشر من مارس/ آذار) قال دي ميستورا "السوريون كلهم رفضوا تقسيم (سوريا) ويمكن مناقشة مسألة الاتحادية في المفاوضات."
ولم يستبعد الأسد في مقابلة أجريت معه في سبتمبر/ أيلول فكرة الاتحادية عندما سئل عنها، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون عبر الحوار بين السوريين وإجراء استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور. وأضاف آنذاك أنه عندما يكون السوريون على استعداد للتحرك في اتجاه معين فإن الحكومة توافق بالطبع على هذا الأمر.
وأوضح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي يتمتع بنفوذ واسع على المناطق الكردية في سوريا أن الحزب منفتح على الفكرة. وقال مسلم لرويترز يوم الثلاثاء الماضي"ما تصفونه ليس مهما..قلنا مرارا وتكرار أننا نريد سوريا لا مركزية.. فلنسمها إدارات أو لنسمها اتحادية .. كل شيء ممكن."
وليس من المتوقع عقد الجولة القادمة من محادثات السلام السورية قبل 24 مارس/ آذار الجاري. وبعد انتهاء تلك الجولة فإن من المتوقع حدوث استراحة في المحادثات لمدة أسبوع أو عشرة أيام قبل استئنافها مرة أخرى.
ع.ج/ ع.ش (رويترز)