قـمـة مجموعة الـثـمـاني الكروية في جنوب إفريقيا
٣٠ يونيو ٢٠١٠المنتخبات الثمانية الصامدة هى: البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي من أمريكا الجنوبية، وألمانيا وهولندا واسبانيا من أوروبا، وغانا الممثل الباقي الوحيد للكرة الإفريقية. وستقام مباريات الدور ربع النهائي يومي الجمعة والسبت القادمين (2 و3 تموز/يوليو). ولأن المسابقة منذ الدور ثمن النهائي تقام بنظام خروج المغلوب فمن المتوقع أن تكون المباريات حامية وحافلة بالصراع.
ثـارات المونديالات السابقة
في المونديال السابق تقابل منتخبا ألمانيا والأرجنتين في الدور ربع النهائي أيضا، فهل يعيد التاريخ الكروي نفسه ويكرر المنتخب الألماني فوزه على نظيره الأرجنتيني يوم السبت، أم هل سيثأر لاعبو مارادونا لأنفسهم؟ على أي حال فأحد هذين المنتخبين الكبيرين ملزم بإقصاء الآخر، والفائز منهما سيتقابل مع الفائز من مباراة اسبانيا وباراغواي المقامة ليل السبت.
وثمة ثأر آخر منتظر في المباراة التي سيتواجه فيها يوم الجمعة منتخبا البرازيل وهولندا. ففي مونديال 1998 تقابل الفريقان في الدور نصف النهائي وظلا متعادلين حتى بعد الوقت الإضافي إلى أن حسم المنتخب البرازيلي النتيجة لصالحه بركلات الترجيح. وفي مونديال 1994 تواجه المنتخبان في الدور ربع النهائي وفاز البرازيليون بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ويتوقع المراقبون أن تكون مباراة مونديال 2010 مثيرة وممتعة. والصامد في هذه الموقعة الكروية سينتقل إلى الدور نصف النهائي ليواجه الفائز من مباراة منتخبي غانا وأوروغواي التي تقام يوم الجمعة أيضا.
نهاية احتكار الكبار
من نتائج مباريات الدور الأول ودور الـ 16 يستخلص عشاق كرة القدم أن السيطرة المطلقة التي كانت حكرا على منتخبات النخبة شهدت نكسة في المونديال الحالي. إذ من المؤكد منذ الآن أن منتخب غانا أو أوروغواي سيبلغ حتما الدور نصف النهائي، أو "المربع الذهبي". هذا يعني أنه يمكن أن يبلغ المباراة النهائية وفي أسوأ الاحتمالات سيلعب المباراة الفاصلة على المركزين الثالث والرابع. وكان المربع الذهبي حكرا على منتخبات النخبة، ما عدا مونديال 2002 حيث بلغ منتخبا تركيا وكوريا الجنوبية المربع الذهبي.
وفي هذا الإطار يمكن الكلام عن الخروج صفر اليدين لفرق ذات ماض عريق في كرة القدم. بطل المونديال السابق(منتخب إيطالي) ووصيفه (منتخب فرنسا) ودّعا المونديال من الدور الأول. أما منتخب انكلترا فخرج من دور الـ 16 وكان قد بلغه بشق الأنفس!
القارة العجوز.. في الكرة أيضا!
صحيح أن المنتخبات الإفريقية ـ على عكس ما كان منتظرا ـ خرجت كلها من الدور الأول ما عدا غانا المستمرة والطموحة وصاحبة الأمل المشروع، وأن جنوب أفريقيا والجزائر والكاميرون وساحل العاج ونيجيريا ظهرت بأقل من المستوى المتوقع.. لكن خروج الفرق الأوروبية الكبيرة ـ بالرغم من ماضيها وإمكانياتها ـ سببه ترهل العديد من هذه الفرق واعتمادها على لاعبين كبار في السن، فضلا عن أن الأندية الكبيرة في الدوري المحلي في هذه الدول تعتمد على نجوم مستوردين وتهمل تنشئة اللاعبين المحليين. ويكفي أن نتذكر أن فريق انتر ميلانو الإيطالي الفائز ببطولة الشامبيونزليغ لا يضم في الفريق الأساسي لاعبا إيطاليا واحدا! أما النجوم الكبار أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والانكليزي واين روني والفرنسي فرانك ريبيري فكانوا في هذا المونديال ظلالا لأسماء نجوم خافتة البريق!
مليار يرى... وواحد لا يرى
ومن سلبيات المونديال الحالي أن مستوى الحكام في تدن ظاهر. مليار أو أكثر من المشاهدين في أنحاء العالم يرون الخطأ إلا حكم المباراة! تكررت أخطاء فادحة منها الهدف الصحيح للمنتخب الإنكليزي الذي لم يحتسب رغم أن الكرة تجاوزت خط المرمى الألماني، عكس ما حدث في نهائي مونديال 1966 حيث احتسب هدف لصالح انكلترا ضد ألمانيا والكرة خارج خط المرمى، كما يقول الألمان. وفابيانو المهاجم البرازيلي يعدل الكرة بيديه مرتين ثم يسجل هدفا في مرمى ساحل العاج. والهدف الأول للأرجنتين في مرمى المكسيك من تسلل واضح، الأمر الذي دفع سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للاعتذار: " لم يكن أداء الحكام من فئة 5 نجوم. أشعر بالإحباط للأخطاء الواضحة وأتقدم باعتذاري". ومع ذلك لن يتم اللجوء إلى الكاميرا في المونديال الحالي.
الكاتبة: دالين صلاحية
مراجعة: عبدالرحمن عثمان