قريباً في ألمانيا: السيدات يحكِّمن مباريات الدوري الألماني
٢٢ يونيو ٢٠١١لن تستغرب جماهير الدوري الألماني لكرة القدم، إذا ما شاهدت عما قريب سيدة تدير تحكيم مباراة بين ناديين من أندية الدوري الألماني "بوندسليغا". وكما يرى يورغن كلوب، مدرب بروسيا دورتموند، ما هي إلا مسألة وقت حتى نشاهد أيضاً (حكَمَة) في مباريات الدوري الدوري الألماني الممتاز. وزملاؤه من مدربي أندية الدرجة الثانية تعودوا بالفعل على قيادة الشرطية الشقراء، بيبيانا شتاينهاوس، مبارياتهم بكل ثقة وروح قيادية منذ عام 2007. ولعل مهنتها الأساسية كمفوضة شرطة تمنح شتاينهاوس القدرة على العمل "كحَكَمةٍ" لمباريات كرة القدم. وتؤكد شتاينهاوس ذلك قائلةً: "اعتقد أن كلا المهنتين قريبتان من بعضهما، فالأمر يتطلب دائماً اتخاذ القرارات والقدرة على التواصل مع الناس".
من اللعب إلى التحكيم
كانت بداية شتاينهاوس مع كرة القدم، كمدافعة في فريق مدينتها باد لاوتربيرغ، حيث تعلمت الكثير من قواعد اللعبة. أما من أقنعها بتغيير موقعها من مدافعة إلى حكم في وسط الملعب، فهو والدها الذي كان يمتهن مهنة التحكيم أيضاً. وانطلقت مسيرتها مع التحكيم حين كانت في الـ17 من العمر مع الدوري المحلي لمنطقتها. حينها أظهرت شتاينهاوس قدرة على قيادة المباريات بثقة، مثلما يقول مدير نادي باد لاوتنبيرغ كلاوس هينكل، الذي يضيف: "أثبتت نفسها منذ البداية وبلمح البصر صعدت إلى تحيكم مباريات دوري كرة القدم لتصل إلى البوندسليغا".
بنفس الإعجاب ينظر الحكم السابق أويغن شتريغل إلى شتاينهاوس، إذ كان معلمها في أول دورة تدريبية للحكام. ويجلس شتريغل في كل مباراة ليراقب عمل تلميذته من على مقاعد المتفجرين ثم يعود مرة أخرى ليشاهد بكل هدوء المباراة وطريقة تحكيم شتاينهاوس على شريط الفيديو. يتحدث شتريغل بكل فخر عن تلميذته قائلاً: "تجاوزت بيبيانا امتحان التحكيم بكل ثقة منذ التجربة الأولى. وهي بطولها الفارع (180 سم)، تمتلك قوة بدنية رائعة. اعتقد أنها قد أثبتت أنها أفضل حكم من النساء في العالم".
لا يهم من يطلق الصافرة
منذ عام 2005 بدأت شتاينهاوس بتحكيم مباريات على المستوى الأوروبي والعالمي. وحكّمت في عام 2009 في نهائي كأس الأمم الأوروبية للسيدات في فنلندا. أما في عالم كرة قدم الرجال فقد بدأت بالتحكيم منذ عام 2008 في بطولة كأس ألمانيا لكرة القدم، بالإضافة إلى مشاركتها كحكم رابع في الدوري الألماني "بوندسليغا". كما اختيرت أربع مرات متتالية كأفضل حكم نسائي في دوري السيدات لكرة القدم في ألمانيا.
وتقدر نسبة الحكام من السيدات في ألمانيا، من ثمانين ألف حكم ألماني، باثنين في المائة فقط. والرغبة كبيرة جداً في عالم كرة القدم الألماني برفع عدد السيدات لإدارة مباريات كرة القدم. وهذا ما تعتقده شتاينهاوس، التي ترى في إقامة مونديال السيدات في ألمانيا فرصة لتشجيعهن قائلةً: "شاهدنا الكثير من المباريات المسجلة واعتقد أننا على استعداد تام لمباريات المونديال". ورغم كل الأضواء المسلطة على الشقراء مفوضة الشرطة وحكم كرة القدم بيبيانا، إلا أنها لا تأبه بكل الضجيج الذي يدور حول شخصها. وكل ما يهمها هو أن يقّيم الآخرون أداءها، مثلما تؤكد بالقول: "اعتقد أن لاعب كرة القدم لا يهمه إن كان من يطلق الصافرة في الملعب رجلاً أم امرأة، طالما كانت لحظة إطلاق الصافرة في الوقت الصحيح".
اوليفيا فرتز/ عباس الخشالي
مراجعة: عماد غانم