قريباً .. الهاتف المحمول بديلاً عن حافظة النقود
٧ يوليو ٢٠١٢يعكف خبراء التسويق منذ فترة طويلة على دراسة مسألة استخدام أجهزة الهواتف المحمولة كوسيلة لتحويل النقود، وهي صناعة مزدهرة بشدة، ففي سنة 2010 تم تحويل ما يقرب من 50 مليار دولار على مستوى العالم عبر الضغط على أزرار الهواتف المحمولة. وارتفع الرقم إلى أكثر من الضعف خلال سنة 2011. وتشير توقعات بعض الخبراء الأمريكيين إلى إمكانية ارتفاع هذا الرقم بشكل كبير خلال العام الجاري ليصل إلى 170 مليار دولار.
وبالرغم من وجود تقنيات مختلفة لتحويل النقود، إلا أن التحويل عبر الرسائل النصية القصيرة هو الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي. وتنتشر هذه التقنية بشكل كبير في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث تستخدم الهواتف المحمولة بشكل كبير. كما أن الوصول للمصارف ليس بالأمر اليسير هناك. وتعتبر كينيا والفيليبين من أكثر الدول التي تتم فيها هذه العمليات.
إمكانيات متعددة في الدول الغربية
لكن الوضع يختلف كثيراً في أوروبا وأمريكا الشمالية، نظراً لأن تحويل النقود عبر الهاتف المحمول هناك وسيلة ضمن وسائل عديدة متاحة، مثل بطاقات الائتمان وعمليات التحويل عبر الإنترنت. لكن تقنية حديثة تحمل اسم "التواصل قريب المدى" (إن إف سي) قد تنجح في إقناع المتشككين بجدوى تقنية تحويل النقود عبر الهواتف المحمولة. وتخطط شركة "دويتشه تليكوم" الألمانية للاتصالات، بالتعاون مع شركة "ماستركارد" لبطاقات الائتمان، لإدخال هذه التقنية في ألمانيا وأوروبا، بعد أن قامت "غوغل" تليها مايكروسوفت بنشرها على نطاق واسع عبر الأطلسي.
التعامل بتقنية "إن إف سي" أسهل من التحويل عبر الرسائل النصية القصيرة، فالهاتف المحمول يخزن جميع البيانات البنكية المختلفة، التي كان المستخدم حتى الآن يحتاج لبطاقات ذاكرة مختلفة لها. ويطلق على هذه الخاصية اسم "الحافظة النقالة". وعندما يرغب المستخدم في استخدام هذه الخاصية لدفع النقود، فإن كل ما عليه هو إدخال رقم سري معين ثم اختيار الحساب الذي يرغب في استخدامه للدفع. وأخيراً يمرر الهاتف المحمول على جهاز قارئ لباركود الليزر، ويتم خصم المبلغ تلقائياً من الحساب الخاص بالمستخدم إذا كان أقل من 25 يورو. أما المبالغ الأكبر فيتعين على المستخدم إدخال رقم ثان كإجراء أمني.
هل هذه التقنية آمنة؟
يستبعد بيتر فيسكو، من شركة "دويتشه تليكوم"، إمكانية حدوث سرقة أو احتيال عن طريق هذه التقنية، مضيفاً أنه "ووفقاً لمعلوماتنا حتى الآن فإن هذه التقنية آمنة تماماً مثل الدفع بالبطاقات الممغنطة". ويوضح فيسكو أنه في حال ضياع الهاتف المحمول مثلاً، فإنه لا يتعين على المستخدم حجب كافة حساباته البنكية، إذ يكفي اتصال واحد بشركة "دويتشه تليكوم" لإيقاف العمل بكافة البطاقات المسجلة.
هناك بوادر إيجابية لاستخدام هذه التقنية، فشركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" لم ترصد أي جوانب سلبية لهذه التقنية، التي استخدمتها خلال الأشهر الماضية، وهو نفس الأمر الذي حدث مع شبكة مصارف "شبار كاسه". كما قامت شركة "ماستركارد" قبل عدة أشهر بإدخال أول جهاز قارئ لتقنية "إن إف سي" في ألمانيا، وبدأت التجربة في عدة محطات للتزود بالوقود ثم امتدت لسلسلة مطاعم وأخيراً في فروع محلات التجزئة.
الانتشار بحاجة لوقت
انتشار هذه التقنية على نطاق واسع بحاجة لوقت، وهو أمر يوضحه فولكر بريغلب من مجلة "إي تي" العلمية المتخصصة: "كل طرف ينتظر أن تأتي البداية من الطرف الآخر، فالمستهلك لا يرى ضرورة الآن لشراء هاتف محمول يوفر تقنية "إن إف سي" إن لم يكن يرى ضرورة في استخدامها، وبالتالي فإن الشركات لا ترى ضرورة في إنتاج هواتف محمولة توفر هذه التقنية".
وتتوقع شركة "غارتنر" لأبحاث التسويق ازدهار هذه التقنية كنظام للدفع على مستوى العالم بحلول سنة 2015. وللمساعدة في نشر تقنية "إن إف سي" رغم عدم وجود أعداد كافية من الهواتف المحمولة التي توفرها، تقدم شركة "دويتشه تليكوم" الوحدة الخاصة بتخزين المعلومات كجزء إضافي مع الهواتف المحمولة. ونظراً لأن هذا الجزء غير مرتبط بالهاتف المحمول، فإن هذا الأمر يتيح للمستخدم وضعه بسهولة في حافظة النقود أو حتى تعليقه مع المفاتيح.
لكن على الرغم من ذلك، فإن بيتر فيسكو، الخبير بشركة الاتصالات الألمانية، ينصح باستخدام هذه التقنية من خلال الهاتف المحمول، ويقول: "لابد أن يعتاد الناس على استخدام الهاتف المحمول في الدفع بدلاً من حافظة النقود التقليدية".
كلاوس دامان/ ابتسام فوزي
مراجعة: ياسر أبو معيلق