قرار دولي بوقف القتال يتزامن مع توسيع إسرائيلي للحرب البرية
١٢ أغسطس ٢٠٠٦يعد قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يجيز نشر 15 ألف جندي أجنبي لمساعدة الجيش اللبناني على وقف الحرب المستمرة منذ شهر في الشرق الأوسط أول فرصة حقيقة للحد من العنف بين لبنان وإسرائيل ووقف الحرب "المفتوحة" بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ومع توغل الجيش اللبناني في عمق لبنان وافق مجلس الأمن بالإجماع أمس الجمعة على هذه القرار الذي يدعو إلى إنهاء "إنهاء العمليات الحربية" في الحرب بين إسرائيل وحزب الله ;التي قتل فيها نحو 1041 لبنانيا و124 إسرائيليا وتشرد بسببها أكثر من مليون حتى الآن.
ويضع القرار الاممي الجديد، الذي صاغته الولايات المتحدة وفرنسا بعد مفاوضات ماراثونية صعبة في أروقة الأمم المتحدة، تصورا لانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان مع "تراجع العنف" وبدء انتشار 15 ألف جندي لبناني إلى جانب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حذرت من انه لا يمكن لأحد أن يتوقع أن ينهي هذا القرار كل أعمال العنف قائلة: "لابد من تعزيز شروط إقامة سلام دائم على مر الوقت." وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان انه سيساعد الإطراف خلال مطلع الأسبوع على تحديد جدول زمني لهدنة خلال الأيام المقبلة. وكانت رايس واحدة من سبع وزراء توجهوا الى نيويورك للتصويت على قرار مجلس الامن الى جانب مندوبي بريطانيا واليونان وقطر والدنمرك وغانا التي تتولى هذا الشهر رئاسة مجلس الامن. ومن المتوقع ان توافق حكومة لبنان التي تضم وزيرين من حزب الله على قرار الأمم المتحدة رسميا اليوم السبت في الوقت الذي ستوافق عليه الحكومة الإسرائيلية غدا الأحد، حسبما أفاد مسئولون من البلدين. لكن القتال لا يزال مستمرا.
خروج الدبلوماسية الدولية من عنق الزجاجة
وفي تطور مواز لخروج الدبلوماسية الدولية من عنق الزجاجة أعلنت الجيش الإسرائيلي اليوم السبت انه بدأ توسيع نطاق هجومه البري في جنوب لبنان وان قواته تتوغل شمالا نحو نهر الليطاني. وفي مسعى لإرسال جنود للبنان على وجه السرعة قال مسؤول فرنسي ان الدول التي يحتمل ان تساهم بقوات ستجتمع هذا الاسبوع لبدء تشكيل القوة الدولية. وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تقود فرنسا هذه القوة قال وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي لمجلس الامن ان باريس "ستدرس مع شركائها الأوروبيين احتمال توفير دعم إضافي."
واختتمت موافقة الأمم المتحدة على القرار أسابيع من المفاوضات بشأن خطة لوقف الحرب، التي بدأت يوم 12 يوليو تموز عندما اسر مقاتلو حزب الله جنديين إسرائيليين وقتلوا ثمانية آخرين في هجوم عبر الحدود. وبعد أن صاغ مفاوضون مشروع قرار الأسبوع الماضي وصل وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية الى نيويورك وانضم الى المحادثات نيابة عن لبنان واستطاع أن يدخل تعديلات على المشروع. ويعزز القرار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان لتمكينها من "اتخاذ كل التحركات الضرورية" لأداء مهامها.
نزع سلاح حزب الله رهن المستقبل
وبناء على إصرار لبنان وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على إسقاط الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بعملية قوية لحفظ السلام من قبل الأمم المتحدة. كما يفرض القرار حظرا على لبنان على نقل أي أسلحة أو معدات عسكرية لأي "جهة أو فرد" باستثناء الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة. لكنه يترك مسألة نزع سلاح حزب الله مرهونة بتسوية سياسية في المستقبل. وفي خطابه لمجلس الأمن قال عنان إن عدم تحرك المجلس بشكل أسرع "هز بشدة ثقة العال في سلطته ومصداقيته." كما قال إن "الحرب ليست واكرر الحرب ليست استمرارا للنهج السياسي بوسائل أخرى. على النقيض من ذلك أنها تمثل فشلا ذريعا للمهارات السياسية."
القوة الدولية الموسعة في لبنان في 7 أيام
قال مبعوث الأمم المتحدة ألفادر دي سوتو اليوم السبت إن الأمم المتحدة تتوقع أن ينتهي الهجوم البري الإسرائيلي في يوم أو يومين وان القوة الدولية الموسعة ستبدأ انتشارها في جنوب لبنان في غضون ما بين أسبوع وعشرة أيام. وقال ألفادر دي سوتو مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط: "إننا لن نبدأ من الصفر.. فلدينا أحجار بناء في الموقع في اطار ترتيبات إعداد مع عدد من الدول." وقال دي سوتو إن الهجوم الإسرائيلي "في آخر مراحله" ولابد أن يتوقف خلال يوم أو يومين. مما سيسمح بانتشار القوات اللبنانية الى جانب قوة دولية. كما قال دي سوتو ان اسرائيل من حقها مواصلة الدفاع عن نفسها ولكن عليها ان تضع في اعتبارها أن تتماشى أعمالها مع القرار الذي يدعو إسرائيل لوقف "كل الأعمال القتالية. إن مجلس الأمن سيأخذ يعين الاعتبار أي عمل يخرق القرار.. نتوقع تنفيذا كاملا."
بيريس: "قرار الأمم المتحدة يبرئ ساحة إسرائيل"
ومن جانبه رحب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريس اليوم السبت بقرار الأمم المتحدة الداعي لإنهاء الاقتتال بين إسرائيل وحزب الله وقال إن الاتفاق يبريء الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ شهر. وقال بيريس لراديو إسرائيل "من دون ضغط عسكري لم نكن لنصل إلى هذا الاتفاق الدبلوماسي." وأضاف "ن قرار الأمم المتحدة يبريء إسرائيل تماما ويقول إن حزب الله هو المعتدي وانه بحاجة لإعادة الجنديين المخطوفين.. لقد حققنا كل ما نصبو اليه من الأمم المتحدة." وأيد مجلس الأمن بالإجماع قرارا أمس يدعو "للوقف التام للأعمال القتالية"استنادا إلى "أن يوقف حزب الله كل الهجمات على الفور وان توقف إسرائيل كل العمليات الهجومية".
وإسرائيل تتوقع وقفا لإطلاق النار بحلول الاثنين
وفي تطور جديد ذكر موقع "واي نت" الإخباري على شبكة الانترنت اليوم السبت ان إسرائيل تتوقع ان يسري وقف إطلاق النار في القتال مع حزب الله الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن الدولي بحلول يوم الاثنين. وقال التقرير نقلا عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت انه بمجرد أن يسري وقف إطلاق النار فان الجيش الإسرائيلي سيوقف تقدمه في جنوب لبنان.