يوم ثالث من المحادثات بين قادة أوروبا لإنقاذ الاقتصاد
١٩ يوليو ٢٠٢٠ رأت المستشارة أنغيلا ميركل أنه "من الممكن" ألا ينجح قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المجتمعون منذ الجمعة في قمة في بروكسل، في التوصل اليوم الأحد إلى تفاهم حول خطة إنعاش الاقتصاد بعد وباء كوفيد-19 التي تسبب انقساما كبيرا بينهم. وقالت ميركل، عند وصولها إلى مقر القمة ليوم وصفته بـ"الحاسم"، إن "هناك إرادة حسنة كبيرة (...) لكن من الممكن ألا يتم التوصل إلى نتيجة اليوم". وأضافت "لا استطيع حتى الآن قول ما إذا كنا سنتوصل إلى حل".
وأخفق زعماء الاتحاد الأوروبي يوم أمس السبت (18 تموز/ يوليو 2020) في الاتفاق على صندوق تحفيز ضخم لإنعاش اقتصاداتهم التي تضررت من فيروس كورونا، بعد مفاوضات شاقة أمتدت ليومين، إلا أنهم مددوا قمتهم يوما آخر في محاولة للتغلب على خلافاتهم.
ومع عودة زعماء الاتحاد السبعة والعشرين إلى الفنادق التي ينزلون بها عقب محادثات غير حاسمة عقدت في ساعة متأخرة على العشاء، ظلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل لإجراء مناقشات مع المعسكر الذي يتزعمه الهولنديون للدول التي تطالب بتخفيضات في الحزمة التي يبلغ حجمها 1.8 تريليون يورو.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن "المفاوضات كانت ساخنة".وإيطاليا إحدى أكثر دول الاتحاد الأوروبي تضررا من أزمة فيروس كورونا وتسعى للحصول على مساعدات سخية من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن أوروبا تتعرض لابتزاز ممن وصفهم بالمقتصدين. وقال: "علينا بذل كل ما في وسعنا للتوصل لاتفاق غدا. أي تأخير آخر ليس في صالح أحد".
القروض بدلا من المنح
ومع مواجهة أوروبا أعنف صدمة اقتصادية لها منذ الحرب العالمية الثانية بسبب جائحة كورونا نشبت في البداية خلافات بين الزعماء يوم الجمعة بشأن صندوق إنعاش مقترح قيمته 750 مليار يورو (856 مليار دولار) وميزانية الاتحاد الأوروبي التي تزيد عن تريليون يورو للفترة من 2021 إلى 2027.
إذ أن مجموعة من الدول الشمالية الثرية و"المقتصدة" مالياً وهي هولندا والنمسا والدنمارك والسويد عرقلت تحقيق تقدم في أول اجتماع يعقده زعماء دول الاتحاد الأوروبي وجهاً لوجه منذ تدابير العزل العام التي فرضت عبر القارة في الربيع.
وتفضل هذه الدول تقديم قروض قابلة للرد بدلا من إعطاء منح مجانية للاقتصادات المدينة التي تضررت بشدة من كورونا ومعظمها من الدول المطلة على البحر المتوسط وتريد فرض رقابة أكثر صرامة على كيفية انفاق هذه الأموال.
وتزايدت آمال التوصل لاتفاق في وقت سابق يوم السبت عندما اقترح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تعديلات على الحزمة بشكل عام تهدف إلى تهدئة مخاوف هولندا. وتقضي خطته بتخفيض الجزء الخاص بالمنح في صندوق الانعاش من 500 مليار يورو إلى 450 مليار يورو وإضافة "كابح طوارئ" بشأن صرف هذه المنح.
ولكن الآمال بأن هذا سيكون كافياً تلاشت بسرعة بعد أن طلبت السويد خفض المنح إلى 155 مليار يورو، حسبما قالت مصادر دبلوماسية. وأشار البعض إلى أن برنامج الانعاش سيفقد أهميته بهذا المبلغ المقلص جداً.
وقال كونتي إن ما تسعى إليه لاهاي بحق استخدام الفيتو من الناحية الواقعية على طلبات الدول للحصول على مساعدات "غير ملائم من الناحيتين السياسية والقانونية وغير عملي إلى حد بعيد أيضاً".
وأعاد يوهانس هان، مفوض الميزانية بالاتحاد الأوروبي، لأذهان الزعماء الذين وضعوا كمامات وجلس كل منهم على مسافة من الآخر، بأن كوفيد-19 مازال بينهم وأن عليهم التحرك. وقال على تويتر "مجرد تذكير رسمي: أزمة كورونا لم تنته فالإصابات ترتفع في دول كثيرة. حان الوقت للتوصل لاتفاق يسمح لنا بتوفير الدعم المطلوب بشكل عاجل لمواطنينا واقتصاداتنا".
ع.خ/ ع.غ (رويترز)