في زيارتها الوداعية.. ميركل تؤكد التزام بلادها بأمن إسرائيل
١٠ أكتوبر ٢٠٢١في آخر زيارة تقوم بها لإسرائيل بصفتها مستشارة لألمانيا بعدما عملت على توطيد العلاقات معها، أجرت أنغيلا ميركل اليوم الأحد (10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021) محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت قبل التوجه إلى نصب "ياد فاشيم" التذكاري لمحرقة اليهود،ة كما حضرت جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بينيت.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع بينيت القدس "بعد جرائم المحرقة ضد الإنسانية، تمكنا من إعادة تأسيس وبناء العلاقات" بين ألمانيا وإسرائيل. وشددت على أن "موضوع أمن إسرائيل سيكون دائما ذا أهمية مركزية ومسألة محورية لأي حكومة ألمانية".
وأكدت المستشارة الألمانية: "أمن إسرائيل جزء من مصلحتنا الوطنية"، وأضافت أن ذلك سيسري أيضا حتى إذا تبنى المرء آراء مختلفة في بعض
القضايا. وأشارت ميركل إلى أن العلاقات الحالية لإسرائيل مع ألمانيا تعد "كنزا يجب حمايته دائما". وتعهدت مستشارة ألمانيا المنتهية ولايتها بأنه سيتم مواصلة مكافحة معاداة السامية بحسم، وقالت: "نعلم أن هناك معاداة للسامية في ألمانيا أيضا حاليا وأنها تزداد شدة... سوف نتصدى بحسم في مواجهة جميع أشكال معاداة السامية". وتابعت قائلة: "لن ينجح ذلك إلا إذا أبقينا المسؤولية عن التاريخ في
حالة يقظة وحتى إذا لم يعد هناك شهود عيان".
من جهته، وصف بينيت المستشارة الألمانية بأنها "ضمير أوروبا" وإنها "البوصلة الأخلاقية للقارة الأوروبية بأكملها"، مشيدا بدعمها لإسرائيل، وأكد أن العلاقات بين البلدين باتت في عهدها "أقوى من أي وقت مضى". وقال بينيت إن بلاده ممتنة لإسهام ميركل الخاص لأجل أمنها، كما أشاد بدور ميركل "في تعزيز هذه العلاقة غير العادية التي تقوم على جرح تاريخي ضخم"، وأضاف أنه خلال فترة تولي ميركل للمستشارية لم تتخذ موقفا "محايدا" تجاه إسرائيل، ولكنها وقفت بشكل واضح بجانبها.
وقال بينيت إنه سيبحث مع ميركل في "التهديدات والتحديات في المنطقة خصوصا الملف النووي الإيراني وأهمية الحفاظ على دولة إسرائيل". وأشار بينيت إن إيران حققت "قفزة عملاقة" في تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا أن إسرائيل مسؤولة عن منع طهران من تطوير قنبلة نووية "بأفعال وليس بأقوال فقط".
ميركل: نختلف أحيانا في مسائل ونتفق في أخرى
وقال بينيت "أولئك الذين يحتفظون بالحياد في الصراع بين إسرائيل ودول مثل إيران وجماعات مثل حماس وحزب الله فقدوا بوصلتهم الأخلاقية.
وأنت أيتها المستشارة كنت لسنوات بوصلة أخلاقية للقارة الأوروبية بالكامل في تعزيز مسلك لا تهاون فيه لدعم إسرائيل".
ويعارض بينيت قيام دولة فلسطينية ما يجعله على خلاف مع قوى غربية مثل ألمانيا.
وفي هذا السياق قالت ميركل لمجلس الوزراء الإسرائيلي "نحن نختلف أحيانا في مسائل مثل ما إذا كان ينبغي تنفيذ حل الدولتين مع الفلسطينيين
لكننا نتفق، فيما أعتقد، على ضرورة أن تكون هناك على الدوام رؤية لبقاء دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية".
وقبيل زيارة ميركل الوداعية هذه، تحدثت باحثة في تل أبيب عن شعور إسرائيل بالقلق من انتهاء فترة ولاية ميركل.
ومن غير المقرر أن تزور ميركل رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، ولو أن ألمانيا تؤيد "حل الدولتين" وستبحث الموضوع خلال محادثاتها مع المسؤولين الإسرائيليين.
وتعتزم ميركل لقاء الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية يائير لابيد.
ومن المقرر منح ميركل درجة الدكتوراه الفخرية من التخنيون، معهد إسرائيل للتكنولوجيا في حيفا، خلال احتفالية بالقدس. كما ستلتقي ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي مع ممثلي شركات ومؤسسات.
ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)