في زمن كورونا ـ أين سيقضي ملايين الألمان عطلاتهم الصيفية؟
١٤ مايو ٢٠٢٠مع تخفيف قيود الحجر الصحي تعود الحركة السياحية في ألمانيا من جديد. قبل عيد العنصرة ـ في هذه السنة في نهاية مايو ـ ستستقبل غالبية الفنادق ومرافق قضاء الإجازات والمزارع والقصور وأماكن التخييم، الضيوف من جميع أنحاء ألمانيا. في الشمال الشرقي من البلاد وبالذات في الولاية السياحية ولاية مكلينبورغ فوربومرن. ويبقى الربيع والصيف في الحقيقة أجمل الفصول للسياح ولأصحاب النزل في هذه الولاية. وهي تدر الكثير من العائدات، لكن السياحة هذا العام تعرضت لضربة بسبب الحجر الصحي منذ منتصف مارس.
هاينريش غراف فون باسفيتس من دار مزرعة "دالفيتس" الذي يدير نشاطه الزراعي وبيوت إجازة مع مطعم لا يحب أن يشتكي:" لو أدرفنا الدموع في مرحلة إعادة البناء بسبب كل انتكاسة، لما كنا اليوم هنا". باسفيتس يدير مع عائلته دار المزرعة هذه، التي كانت قبل قرون ملكا لأجداده وأعاد بناءها بعد سقوط جدار برلين. وقد استقطب حينها رعاة بقر مع خيولهم من من الجنوب أمريكي.
ليس فقط السياحة
دار مزعة "دالفيتس" التي تضم نحو ألفي هكتار من مساحات رعي وأراضي زراعية وحضيرة أبقار، فيها منشأة لتوليد الغاز الطبيعي وأخرى لتوليد الطاقة الشمسية ومحطة للتيار الكهربائي، و"هذا يوفر التكاليف الثابتة"، يشرح باسفيتس. كما أن عطلة عيد الفصح التي مرت بدون عمل خلفت ثغرة في الميزانية، إذ أحدث ذلك عجزا بحوالي 30.000 يورو. أما بالنسبة لموسم الصيف القادم فلدى باسفيتس منذ الآن حجوزات تغطي 60 في المائة من النشاط السياحي العام.
هل الانطلاقة الجديدة إنقاذ؟
لكن ليس بإمكان جميع أصحاب الفنادق ودور الإجازة النظر بتفاؤل إلى المستقبل، فـ"الكثير من المحلات تفقد القدرة على الاستمرار"، كما يقول توبياس فويتندورف، مدير اتحاد السياحة في ولاية مكلينبورغ فوربومرن. وتفيد تقديرات بأن الخسائر في الإيرادات من السياحة والفندقة في الشمال الشرقي لألمانيا تصل إلى حد الآن إلى مليار يورو. فهل تنقذ الانطلاقة الجديدة الوضع؟
المرافق السياحية في لاية مكلينبورغ فوربومرن، تفتح أبوابها من جديد، لأن أعداد الإصابة بكورونا تبقى منخفضة، كما أكدت رئيسة حكومة الولاية مانويلا شفيزيش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفريق العمل في مجال السياحة من ممثلين عن القطاع واتحادات والسياسة بلور خطة لانطلاقة تدريجية للسياحة. وتنص الخطة علىتفتح المطاعم والفنددق بشروط نظافة صارمة، وعلى الإلتزام بالتباعد بحيث يكون فقط ستة أشخاص على الطاولة الواحدة. ووفق الخطة سيكون بإمكان استقبال الزوار من خارج الولاية اعتبار من الـ 25 مايو.
"الفرصة الأخيرة" للكثيرين
رئيسة حكومة مكلينبورغ فوربومرن مانويلا شفيزيش تؤكد حجم الضرر، وتقول: "إغلاق المطاعم والفنادق كان خطوة مؤلمة لولاية سياحية". أما بيرت بالكه من اتحاد السياحة، فيقول إن هذه الأزمة بينت للكثيرين مدى الارتباط بقطاع السياحة، فبـ 75.000 سرير للضيوف في منطقته، تصل الإيرادات للاقتصاد الاقليمي في يوم سياحي إلى نحو سبعة ملايين يورو. والكثيرون يكافحون الآن من أجل البقاء. والشرط المفروض على الفنادق ودور الإجازة المتمثل في تغطية فقط 60 في المائة من طاقاتها الاستيعابية من أجل تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي، يتسبب لبيرت بالكه في بعض الآلام، ويؤكد بأن المرافق السياحية الصغيرة التي تؤجر فقط 25 غرفة، لن تتمكن ـ مع هذه الشروط ـ من تحقيق الربح دون إمكانية الحصول على تعويض خسائر الأسابيع الماضية. وأضاف :" يجب أن ينطلق الموسم في عيد العنصرة، فهذه هي الفرصة الأخيرة لكثيرين".
وبالرغم من ذلك يرى بالكه شيئا ايجابيا، وهو أن الإجازة في الريف والرحلات في الطبيعة، وقضاء العطلة في داخل المزارع تكتسب من خلال القوانين الجديدة اهتماما خاصا، وإضاف "سيكون من السهل في الطبيعة الواسعة احترام قواعد التباعد الاجتماعي. والإجازة في الريف تساعد أكثر على المحافظة على البيئة، إضافة إلى أن وتكاليفها أقل من الأسفار البعيدة. نحن نتوقع استقبال الكثير من الضيوف الجدد".
كاميلا زوزمان تدير في بونشتورف بالقرب من تيتيروف ضيعة إجازة لثلاثين شخصا مع حدائق واسعة. وعلى مسافة 1000 متر مربع تتوزع في بونستورف سبع شقق إجازة. والحدائق الكبيرة مع ممرات واسعة تساعد تلقائيا على التباعد الاجتماعي المطلوب. لكنها تنطلق هي الأخرى بشيء من الألم:" كي نتمكن من دفع الرواتب لموظفينا في الشتاء يجب علينا تحقيق الربح في الربيع والصيف". لكنها تعتقد "أن الأزمات ليست دوما شيئا سلبيا"، ويرتبط ذلك بكيفية التعامل معها، وهي تحاول النظر بتفاؤل إلى المستقبل.
أنيا شتاينبوخ/ م.أ.م