في تطور ملفت مسؤول أمني إماراتي هام يزور طهران
٦ ديسمبر ٢٠٢١أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني استقبل اليوم (الاثنين السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2021) أن مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد، الذي يزور طهران تلبية لدعوة رسمية من شمخاني. ومن المقرر أن يجري الشيخ طحنون مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين خلال الزيارة، التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر المستجدات الإقليمية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أجرى نهاية تشرين الثاني / نوفمبر الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ناقشا خلاله مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والقنصلية والثنائية. ووصف أمير عبد اللهيان العلاقات الثنائية مع الإمارات بأنها علاقات متنامية، وقال إن الحكومة الإيرانية الجديدة عازمة على مواصلة مشاوراتها وتعاونها الفعال مع الأصدقاء والجيران. وعلقت "إرنا" على زيارة الشيخ طحنون لطهران بالقول إن "سياسة حسن الجوار التي تنتهجها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي ستسهم في إرساء الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة إذا كانت هناك إرادة جادة من الطرفين".
وتأتي الزيارة بعد أيام من توقف محادثات في فيينا بين طهران والقوى العالمية حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
وذكر موقع نور نيوز الإخباري أن الشيخ طحنون، شقيق الحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ناقش تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مع الأمين العام للمجلس الوطني للأمن القومي الإيراني علي شمخاني. ونقل التلفزيون الإيراني عن شمخاني قوله "لا يمكن أن يتحقق الاستقرار والأمن إلا من خلال الحوار المستمر والتعاون بين دول المنطقة". وأضاف أن "تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية هي الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية".
وتمتد العلاقات التجارية بين دبي وإيران لأكثر من قرن، ولطالما كانت الإمارة التي تبعد 150 كيلومترا على الجانب الآخر من الخليج واحدة من روابط إيران الرئيسية بالعالم الخارجي. ومع ذلك، يقف البلدان على طرفي نقيض من الحرب في اليمن. فالإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية ويدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد مقاتلي الحوثي المتحالفين مع إيران.
وقال شمخاني "الجهود المشتركة ضرورية لإنهاء بعض الأزمات العسكرية والأمنية في المنطقة ... ويجب أن يحل الحوار محل النهج العسكري في حل النزاعات".
وفي عام 2019، بدأت الإماراتالتواصل مع إيران في أعقاب هجمات على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات وكذلك على البنية التحتية لقطاع الطاقة في السعودية. وبدأت السعودية، القوة الإقليمية السنية، محادثات مباشرة مع إيران في أبريل نيسان، والتي وصفتها الرياض بأنها كانت "ودية" لكنها استكشافية إلى حد كبير.
ونسبت وسائل إعلام إيرانية للشيخ طحنون قوله خلال اجتماعه مع شمخاني إن "تطوير علاقات ودية وأخوية بين أبوظبي وطهران من أولويات دولة الإمارات". وذكر التلفزيون الإيراني أن الشيخ طحنون اجتمع أيضا مع الرئيس إبراهيم رئيسي.
وقال محللون إن طهران لا تستطيع تحمل خسارة دبي كمنفذ تجاري، خاصة وأن العقوبات الأمريكية خفضت صادراتها النفطية بشكل كبير وزادت من تعقيد مشاركتها في التجارة الدولية. والشهر الماضي قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل... والانفتاح على جيراننا... ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات".
وقال قرقاش في تغريدة اليوم الاثنين إن زيارة الشيخ طحنون لطهران تأتي "استمرارا لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية". وأضاف "تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".
ح.ز/ ع.أج (د.ب.أ / رويترز)