فولف بيرمان: فنان الحب والحرية الملتزم بقضايا الإنسانية
٦ أبريل ٢٠٠٦ولد فولف بيرمان عام 1936 في مدينة هامبورج الألمانية من عائلة يهودية ألمانية تنتمي إيديولوجيا إلى الاشتراكيين العماليين. في عام 1945 قتل والده في معسكر اوشفيتز بسبب عضويته في المعارضة الشيوعية. في عام 1953 انتقل الصبي ذو الستة عشر ربيعا إلى شرق ألمانيا التي كانت تسمى حينها بجمهورية المانيا الشرقية. التحق بالجامعة لدراسة الاقتصاد السياسي ولكنه ترك الدراسة واشتعل في بداية الأمر كمساعد مخرج في جوقة برلين الموسيقية. عاد إلى مقاعد الدراسة في عام 1959 ولكن هذه المرة لدراسة الفلسفة والرياضيات. في عام 1960 تعرف على الملحن والمؤلف الموسيقي هانز إيزلر الذي ساعده وشجعه، الامر الذي جعله يبدأ في كتابة الشعر وتلحين الأغاني والتمثيل على خشبة المسرح.
نقد النظام الاشتراكي وسحب الجنسية
إعتبارا من بداية الستينات وعندما بدأ بيرمان، الفنان والناقد للأوضاع السياسية في بلباده (شرق ألمانيا) ينشر آرائه أقدمت السلطات على منعه من الظهور على خشبة المسرح والغٌناء وكذا منع نشر إنتاجه بتهمة خيانة مبادئ الطبقة العاملة. الا أن شهرة بيرمان وعلاقاته الواسعة بالشخصيات السياسية والأدبية والفنية ساعدته على البقاء خارج قضبان السجن، كما شكلت هذه الشهرة عبئا على جهاز المخابرات الألماني الشرقي الذي كان يلجأ إلى الكذب لتبرير مصادرة اسطواناته التي كانت تتسرب من ألمانيا الغربية تحت مبررات أنها مهربة.
لم يتوقف بيرمان عن النقد والغُناء ونشر إنتاجه الفني في الجزء الغربي من ألمانيا. وقد استغلت السلطات في ألمانيا الشرقية حضوره عام 1976 حفلة أقامتها نقابة العمال في مدينة كولونيا في غرب ألمانيا سابقا لتسحب منه الجنسية تحت مبرر "العداء للاشتراكية". لكن السحر أنقلب على الساحر، فقد أدى سحب الجنسية منه إلى التخلص من معارض واحد، بيمنا نجم عن ذلك موجة واسعة من المعارضة وإلى إحداث ردة فعل لم تكن متوقعة. فقد تظاهر في شرق ألمانيا المئات من المواطنين، زج بالكثير منهم في السجون. كما أدى هذا الأمر إلى إثارة حفيظة وغضب الكثير من الشخصيات المعروفة مثل الأدباء والكتاب الذين تظاهروا ضد سحب الجنسية من بيرمان وتعرض البعض منهم إما للطرد او اضطروا لمغادرة المانيا الشرقية بسبب الضغوط التي مورست عليهم. يذكر أن النقد الذي كان يوجهه بيرمان لحكومة ألمانيا الشرقية كان من كونه اشتراكيا يريد إصلاح البلاد وليس كعدو للاشتراكية. لذلك فقد تضامن معه حتى المناهضين للاشتراكية، لإيمانهم بان تشديد القبضة من قبل السلطات سوف يشملهم عاجلا أم آجلا.
الرجل ذو لمواهب متعددة
يجمع فولف بيرمان في شخصيته مواهب متعددة فهو الفنان الذي يطرب له الملايين، والملحن المبدع، والكاتب المتمكن وكذلك الشاعر الذي كتب العديد من القصائد للحب والوطن والسلام والإنسانية. وقد منح بيرمان على إنتاجه الغزير والملتزم بقضايا الإنسانية العديد من الجوائز التقديرية. يذكر ان بيرمان قام مؤخرا، في حفل بمناسبة إحياءً لذكري تحرير معسكر "آوشفيتس، بعزف الموسيقي وأداء بعض الأغاني للشاعر اليهودي يتساك كاتزينيلسون الذي راح ضحية معسكرات الإبادة النازية.
دويتشه فيله