فضيحة تجسس تهدد بانتكاسة جديدة بين برلين وواشنطن
٨ يوليو ٢٠١٤لا تزال تداعيات فضيحة تعاون موظف ألماني في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية "بي ان دي" مع أجهزة أمريكية خارجية تثير زوبعة من ردود الفعل في ألمانيا. وتكتسي هذه القضية حساسية بالغة خصوصا وأن البلدين دخلا في عملية إعادة بناء الثقة بعد المعلومات التي كشف فيها العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن أن الولايات المتحدة تقود عمليات تجسس واسعة في ألمانيا طالت حتى الهاتف الشخصي للمستشارة أنغيلا ميركل.
وتعليقا على الفضيحة الجديدة اعتبرت ميركل هذه القضية خطيرة وأوضحت أنه إذا كانت حقيقية فهي تمثل تناقضا واضحا لما يفترض أن يكون عليه التعاون بين شريكين. وقالت ميركل "إذا كانت هذه المزاعم حقيقية فهي ستكون بالنسبة لي تناقضا واضحا لما اعتبره تعاونا مبنيا على الثقة بين الوكالات والشركاء".
وفي سياق متصل طالب وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير الولايات المتحدة بالمشاركة "بإمكانياتها" في الكشف عن ملابسات هذه الواقعة. وعن مطالب المعارضة الألمانية بطرد دبلوماسيين أمريكيين من السفارة الأمريكية في برلين، أوضح شتاينماير "في الوقت الراهن سنظل على التزامنا بالترتيب: الكشف عن الملابسات أولا ثم نقرر ما ينبغي فعله". وحتى الآن لم تقم الحكومة الألمانية سوى باستدعاء السفير الأمريكي للحوار في الخارجية الألمانية. وكانت السلطات الألمانية اعتقلت الموظف في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي.إن.دي) يوم الأربعاء الماضي (2 تموز / يوليو). وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، اعترف المتهم بتسريب 218 وثيقة إلى أجهزة استخباراتية أمريكية على مدار عامين مقابل 25 ألف يورو. ووفقا لبيانات بي.إن.دي، لا تتضمن تلك الوثائق معلومات حساسة.
هل سيطرد الجواسيس الأمريكيون؟
تعالت عدد من الأصوات مطالبة بطرد الجواسيس الأمريكيين أو بالتعامل بالمثل وتوسيع النشاط التجسسي الألماني داخل الأراضي الأمريكية. وإذا ما حدث ذلك فسيكون سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين الحليفين. إلا أن الخبير الألماني في شؤون الاستخبارات إريش شميت يستبعد أن تغير الفضيحة الجديدة جوهر علاقات التعاون بين البلدين، مضيفا أنه بمجرد هدوء العاصفة فإن الأمور ستعود إلى طبيعتها.
ويذكر أن ياسمين فهيمي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الاشتراكي، قالت في وقت سابق "إذا ازدادت شبهة التجسس ثبوتا فنحن نعتقد أنه سيتم طرد قيادات الاستخبارات الأمريكية من ألمانيا في أسرع وقت ممكن". مضيفة أن "هذه الواقعة عبء جديد على العلاقة بين ألمانيا وأمريكا" وأنه من غير المقبول تماما بين الدول الصديقة تجنيد موظفين في الاستخبارات الألمانية للعمل كجواسيس للولايات المتحدة وأن ذلك يسمم مناخ المشروعات المشتركة بين البلدين مثل اتفاقية التجارة الحرة بين ألمانيا والولايات المتحدة. كما انتقدت فهيمي تأخر الاستخبارات الألمانية في صد هذا الهجوم الاستخباراتي ودعت إلى استقلال ألمانيا عن الأجهزة الإستخباراتية للولايات المتحدة. ورفضت واشنطن التعليق على الموضوعات، لكنها أكدت أنها ستتعاون مع برلين لمعالجة هذا الخلاف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست "سنعمل مع الألمان لمعالجة هذه القضية في الشكل المناسب".