فرانكفورت: مسقط راس غوته وعاصمة المال والأعمال
كان من المفروض أن تكون مدينة فرانكفورت عاصمة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، غير أن المستشار الألماني آنذالك كونراد أديناور فضّل بون الصغيرة عليها. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تطورت المدينة بشكل متسارع وأصبحت واحدة من أشهر مدن ألمانيا وأوروبا.
أول ما يلفت انتباه زائر فرانكفورت الواقعة على نهر الماين اينيتها العالية وناطحات السحاب المنتشرة في وسطها حيث حي المال والأعمال. ولهذه المدينة شهرة عالمية ليس بسبب أهميتها المالية والاقتصادية وإنما بسبب مطارها الدولي الأكبر والأكثر حركة في أوروبا. فهو يستقبل سنوياً 40 مليون مسافر، مما يجعل من فرانكفورت عقدة مواصلات أوروبية وعالمية فريدة.
مركز مالي عالمي
تعد فرانكفورت عاصمة المال والأعمال في ألمانيا وإحدى أهم العواصم المالية العالمية. ويشكل حي البنوك بأبنيته العالية والزجاحية اليوم أهم معالمها. ويضم هذا الحي مراكز المئات من البنوك والمؤسسات المالية والمصرفية. ويأتي في مقدمتها البنك المركزي الألماني والبنك المركزي الأوروبي والبنك الألماني/دويتشه بنك. وتعتبر بورصة فرانكفورت ثاني أكلبر البورصات الأوروبية بعد بورصة لندن والرابعة على مستوى العالم.
مركز ثقافي هام
غير أن فرانكفورت ليست فقط مدينة للمال والأعمال، فهي تضج كذلك بالأنشطة الثقافية على مدى السنة، على سبيل الثمال تستضيف المدينة كل سنتين معرضاً دولياً للكتاب يحضره عدد ضخم من الكتاب ودور النشر والمهتمين. وكان ضيف شرف معرض العام الماضي العالم العربي ممثلاً بالجامعة العربية الذي شاركت بقوة في فعالياته. ويكسب المدينة أهمية ثقافية إضافية كونها مسقط رأس أمير الشعراء الألماني غوته Goethe الذي ولد فيها قبل 250 سنة. ويجد عاشق الفن نفسه حائرا بين العروض الفنية والمتاحف المنتشرة في مختلف أحياء المدينة بدءاً بمتحف الفنون المعاصرة وانتهاء بمتحف الفنون الحية مروراً بمتحف الفنون المعمارية ومعهد الفنون ودار الأوبرا القديمة وغيرها.
وقد جعلت المتاحف والمراكز والمؤسسات الفنية فرانكفورت قبلة للمبدعين والزوار من جميع أأنحاء العالم لدرجة أنها أصبحت عاصمة للابداع الفكري والثقافي والفني. ونظرا لموقعها المتميز وسط ألمانيا فإنها توفر لعشاق كرة القدم فرصة جيدة لمشاهدة العديد من مباريات كأس العالم في العام المقبل، لا سيما وأنها تتمتع بشبكة مواصلات رائعة.
احتفالات ومهرجانات
تشهد فرانكفورت وخصوصا في موسم الصيف العديد من المهرجانات والاحتفالات الشعبية التقليدية، حيث تلتقي فيها فئات من مختلف الأعمار والجنسيات. ومن بين هذه المهرجانات على سبيل المثال مهرجان ناطحات السحاب في شهر أيار/مايو من كل عام والمهرجان السنوي الآخر المعروف باسم صوت فرانكفورت "Sound of Frankfurt" في شهر تموز/يوليو. إضافة لذلك توفر المدينة وسائل ومراكز ترفيه متنوعة كالعروض الموسيقية والنوادي والمراقص الليلية والمقاهي التي تقدم ما لذ وطاب من مختلف أنحاء العالم. هذه العروض وغيرها تُظهر لزائر فرانكفورت رخائها وتحررها وانفتاحها على العالم.
تقرير صفاء جارى