كولونيا تفتح أبوابها للشباب
يوم الشبيبة العالمي يوم خاص بالكنيسة الكاثوليكية، وهو الحدث الشبابي الأكبر في الكنيسة. وأنشأ اليوم العالمي بابا روما السابق البابا يوحنا بولس الثاني. وفكرة اليوم ولدت نتيجة صدفة، ففي احتفال الكنيسة الكاثوليكية بسنة اليوبيل عام 1984 تجمع نحو ثلاثمائة ألف شاب في روما لمقابلة البابا دون ترتيب. وفي السنة التالية 1985، السنة التي خصصتها الأمم المتحدة للشباب، تجمع أيضاً عدد مماثل من الشباب الكاثوليكي في روما لمقابلة البابا، مرة أخرى دون ترتيب. وعندها ولدت لدى البابا الفكرة بإنشاء يوم يتجمع فيه الشباب من كل أنحاء العالم للصلاة والاحتفال معاً. وكان لهذا اليوم عدة أهداف، من ناحية حاول البابا عن طريق هذا اليوم محاولة جذب الشباب من جديد للكنيسة والدين. ومن ناحية أخرى وجد البابا يوحنا بولس في هذا اليوم فرصة لبناء جسور بين شباب من جنسيات وثقافات مختلفة. ويقام هذا التجمع العالمي مرة كل عامين. وقد استقبلته مدن عدة حتى الآن مثل باريس وروما ومانيلا وبيونيس أيرس ومونتريال. وهذا العام وقع الاختيار على مدينة كولونيا بكاتدرائيتها الشهيرة من السادس عشر وحتى الحادي والعشرين من أغسطس/أب 2005.
فعاليات اليوم العالمي للشباب
ولا تقتصر أيام هذا الملتقى الشبابي فقط على الصلاة والمشاركات الدينية، بل هناك أيضاً العديد من الاحتفالات الجماعية الموسيقية، والعروض المسرحية والثقافية. فعلى مدار أيام اللقاء الستة ستقام عدة مهرجانات موسيقية دولية، تقدم الدول المختلفة خلالها فنونها، ليتحقق التفاعل والتلاقي بين الثقافات المختلفة، ويتم التقارب بين الشباب. ويحاول القائمون على الإعداد لهذا اليوم التأكيد على هذه الفكرة منذ البداية، فقد أعدوا أسطوانة مدمجة تحمل أغاني دينية على موسيقى البوب والروك تحمل اسم "لنبني عالم واحد"أو "Building one World"، وقد شارك في إنتاجها سبعة عشر فنان من اثني عشر دولة مختلفة.
وليست المشاركة على مستوى الشعارات فقط، بل هناك تضامن فعلي مع الدول الفقيرة، حيث يتم جمع التبرعات لتمكين سكان أفريقيا والدول الفقيرة من دفع تذاكر السفر للحضور إلى كولونيا. كذلك ستضاف عشرة يورو على اشتراك القادمين من دول غنية لتكون مساهمة منهم في اشتراكات القادمين من دول فقيرة، وبالتالي يمكن تخفيضها بنسبة 40%. وبالإضافة إلى المشاركين في الإعداد لهذا اليوم والقادمين من دول متعددة، فهناك أيضاً عدد كبير من المتطوعين الشباب، الذين يأتون إلى هذه الأيام للمساعدة في الخدمات العملية من توزيع الطعام، أو الترجمة أو غيرها.
الاستعدادات على قدم وساق
وقد بدأت المدينة في الاستعدادات لاستقبال هذا العدد الهائل من الشباب منذ وقت بعيد، والآن قد بدأ العد التنازلي وازدادت التحضيرات. ففي البداية كان من الضروري توفير أماكن إقامة للعدد المتوقع من حاضري هذا الحدث وهو أربعمائة ألف شاب وشابة. وبالإضافة إلى المدارس التي تفتح أبوابها لاستقبال الحاضرين، دعت المدينة سكانها وسكان المدن والقرى المحيطة لفتح بيوتهم للشباب القادمين. واستجاب حتى الآن نحو ثمانين ألف شخص وعائلة، وستكون هذه فرصة أيضاً للأجانب لاكتشاف الحياة وسط عائلة ألمانية ولو لبضعة أيام. وسوف تخصص حافلات للمشاركين بالإضافة إلى وسائل المواصلات العامة، لتسهيل التنقل. وبني مكان في أطراف المدينة للاحتفال بقداس النهاية ومن المفترض أن تسع هذه الكنيسة المفتوحة ثمانمائة ألف شخص.
أما توفير وجبات الطعام لهذا العدد من الأفراد، فستقوم به شركة خاصة متخصصة في هذا المجال، حيث ستقف سياراتها لتوزيع الطعام بجانب أماكن الأنشطة المختلفة لتمكين المشاركين من الحصول على وجباتهم ببساطة.
وتقديراً من منظمي الحدث لدور البابا يوحنا بولس الثاني أنشأوا موقع على الانترنت اسمه شكراً يا يوحنا بولس الثاني أو "Thank you JPII"، ترسم فيه لوحة موزايك مكونة من وجوه الشباب. وهذه الرحلة هي الرحلة الأولى للبابا الجديد بينيدكت السادس عشر بعد اختياره. وينتظر الشباب اللقاء مع البابا الجديد، وكلهم أمل أن يكون كالبابا يوحنا بولس الثاني في حماسه وحبه للشباب.