Google WLAN
٢٧ أبريل ٢٠١٠لا شك أن توفر الانترنت في كل زمان ومكان أمر مريح لمستخدمي الشبكة العنكبوتية. ففي الأثناء هناك ملايين البشر الذين لا يرغبون ولم يعودوا حتى قادرين على الاستغناء عن وسيلة الاتصال العصرية هذه. وكل من يجد "نقطة ساخنة " „Hot Spot“ للاتصال بشبكة الانترنت لاسلكيا فإنه يفعل ذلك بغض النظر إن كان في مطار أم في محطة قطارات أم في فندق أم مطعم. وهذا ما يطلق عليه W-LAN أي إمكانية دخول الانترنت بشكل لاسلكي. وعادة ما يكون ذلك "مشفرا" أي يحتاج المرء إلى كلمة سر لدخول الشبكة اللاسلكية.
هذه التقنية تلقى إقبالا متزايدا عليها في البيوت أيضا، لأنها تتيح للشخص إمكانية حمل النوت بوك أو الكمبيوتر الدفتري إلى أي مكان في البيت أو الحديقة والاتصال بشبكة الانترنت دون الحاجة إلى بقائه جالسا على مكتبه. لكن ذلك يبقى محفوفا بخطر أن يستعمل الغرباء نفس "خط" الانترنت في حال عدم "تشفير" الشخص لحسابه الخاص. أما الذين يستخدمون كلمة السر دائما فليس هناك ما يخشونه، رغم استحالة ضمان ذلك بشكل كامل.
استياء من غوغل
وقد كان الاستياء كبيرا حين تبين أن عملاق محركات البحث غوغل قام بتسجيل جميع الأماكن التي تتوفر فيها مواقع الانترنت اللاسلكي في ألمانيا. وقد عبر بيتر شار، المسؤول الاتحادي عن حماية البيانات الشخصية وحرية التعبير، عن هذا الاستياء في بيان صحفي جاء فيه " أنا أطالب غوغل بمسح جميع بيانات مواقع الانترنت اللاسلكي التي حصلت عليها بشكل غير مشروع وأن توقف تصوير الشوارع ".
أما غوغل فقالت إنها لا تتفهم موقف المسؤول الألماني، لأن تسجيل بيانات الانترنت اللاسلكي ليس بالأمر الجديد ولا هو مقتصر على غوغل وحدها. وأضافت غوغل بأن عملية المسح التي تقوم بها لا تتعلق ببيانات شخصية وإنما ببيانات لأشخاص مجهولي الهوية. كما اعتبرت أن ما تقوم به لا يتعارض مع القانون وأنها تقوم بمسح للإشارات التقنية فقط.
وهذه الإشارات يحتاجها المرء إذا أراد معرفة مكان وجوده في حال عدم قدرته على الاتصال بالأقمار الصناعية لتحديد موقعه. فإذا أراد شخص ما استخدام هاتفه المحمول لمعرفة مكان أقرب صيدلية، أو محطة وقود سيارات إليه، فإنه يحتاج إلى هذه الإشارات التقنية إذا كان غير متصل بالنظام العالمي لتحديد المواقع GPS. وهذا ممكن في حال وجود الشخص في منطقة فيها اتصال لاسلكي بالانترنت لأنه يمكن مقارنة بيانات الإشارات التقنية للشبكة اللاسلكية مع الهاتف المحمول وبالتالي تحديد مكان وجود الشخص وإرشاده إلى أقرب صيدلية على سبيل المثال.
لماذا تجمع غوغل كل هذه البيانات الشخصية؟
ما يبدو من وجهة نظر غوغل أو بعض الأشخاص أمرا طبيعيا، فإن أنصار حماية البيانات الشخصية يجدونه خطرا قد يؤدي إلى جعل "غرباء" يستخدمون شبكاتهم اللاسلكية. لكن من ناحية أخرى لا يمكن منع ذلك من الناحية التقنية لأن هذه الإشارات موجودة في "الهواء الطلق" ولا يمكن حبسها داخل البيت. وما تقوم به غوغل منذ عام 2009 يتم تطبيقه في كل نواحي مدينة نورنبيرغ الألمانية والتي تتيح لكل شخص إمكانية الاتصال بشبكة الانترنت بشكل لاسلكي في كل مكان وفي أي وقت.
ورغم ذلك فإن حماة البيانات الشخصية ووزيرة حماية المستهلكين إلزه آيغنر لا يثقون بغوغل لأنها لا تفصح حتى الآن عن غرضها من جمع كل هذه البيانات والمعلومات. ويشكو مسؤول حماية البيانات الشخصية في ولاية هامبورغ ، يوهانس كاسبر، من أنه لم يتلق جوابا بعد على رسالة خطية بعث بها إلى غوغل يسأل فيها عن الوسائل التقنية التي تستخدمها لجمع المعلومات وأسباب قيامها بذلك. ويضيف كاسبر قائلا " كذلك لم تسمح لنا غوغل بالاطلاع على سياراتها التي تقوم بتصوير الشوارع". وطالما تتكتم غوغل على ما تقوم به، فإن المسؤولين عن حماية البيانات الشخصية ينطلقون من أنها لا تكتفي بمسح بيانات مواقع شبكات الاتصال اللاسلكية فقط.
هنريك بومه/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: احمد حسو