"غوغل" تتوسع وتستحوذ على فرع الاتصالات الخلوية في شركة "موتورولا"
١٧ أغسطس ٢٠١١لا يعرف مدراء عملاق محركات البحث على شبكة الإنترنت "غوغل" الخسارة في عالمهم، وحتى حينما يعتقد البعض بأن الشركة خسرت، فهي تنهض مجدداً لتضرب من جديد، وهذا ما حدث اول أمس الاثنين (15 أغسطس/ آب 2011)، فقد أعلنت الشركة استحواذها على فرع الاتصالات الخلوية التابع لشركة "موتورولا" بمبلغ 8.7 مليار يورو، أي بواقع أربعين دولاراً للسهم الواحد، وهي أكبر عملية شراء في تاريخ الشركة الأمريكية.
لكن ما هي أسباب هذا الشراء المفاجئ لشركة تعمل في مجال الهواتف الخلوية الذكية؟ "غوغل" أحرزت نجاحاً باهراً في تسويق نظام التشغيل الخاص بالهواتف الخلوية الذكية وأجهزة الحاسوب الصغيرة، المعروف باسم "أندرويد". ويأمل لاري بيج، مدير شركة "غوغل"، في أن يمكنه شراء قطاع الاتصالات في "موتورولا" من زيادة مبيعات نظام "أندرويد".
نقطة خلاف: نظام "أندرويد"
وبالإضافة إلى مبيعات نظامها التشغيلي، تحاول "غوغل" أيضاً إزاحة شركة "آبل" العملاقة عن عرش مبيعات أجهزة الاتصال والحواسيب اللوحية، خاصة وأن "آبل" رفعت عدداً من الدعاوى القضائية على "غوغل" بتهمة تعديها على الحقوق الفكرية وسرقة أفكار أثناء تطوير نظام "أندرويد"، الذي يشغل جهاز الكمبيوتر اللوحي "غالاكسي" من إنتاج شركة "سامسونغ"، على سبيل المثال.
ويحصي خبير قوانين الملكية الفكرية الألماني فلوريان مولر حوالي خمسين دعوة قضائية مقامة ضد نظام "أندرويد" التشغيلي، الأمر الذي دفع بشركة "غوغل" إلى الحديث عن "حرب حقوق ملكية فكرية يشنها عليها منافسونا". السبب في استخدام هذه اللغة "العسكرية" هو خسارة "غوغل" في سباق امتلاك الحقوق الفكرية التي تركتها شركة "نورتل" الكندية للاتصالات، التي أعلنت إفلاسها وتم بيعها بالمزاد العلني قبل عدة أسابيع. الفائز بحقوق شركة "نورتل" كان تجمعاً لشركات منافسة لـ"غوغل"، من بينها "آبل" وعملاق الكمبيوتر "مايكروسوفت" وشركة "آر آي إم" المشغلة لهواتف "بلاكبيري" المحمولة.
وكانت "غوغل" بحاجة ماسة لهذه الحقوق الفكرية من أجل حماية نظامها التشغيلي "أندرويد" من أي دعاوى قضائية ضده، وهو ما أطلق، حسب تعبير رئيس الدائرة القضائية في "غوغل" ديفيد دروموند، "حملة شعواء منظمة بعدوانية ضد نظام أندرويد الخاص بغوغل". وبشرائه قطاع الاتصالات الخلوية التابع لشركة "موتورولا"، تمكنت شركة "غوغل" من الحصول على متنفس هام، إذ إن الحقوق الفكرية المملوكة لهذا القطاع لا يمكن الاستهانة بها، لاسيما وأن "موتورولا" تعرف بأنها مخترعة الهواتف الخلوية.
متنفس هام: هواتف "موتورولا" الخلوية
في عام 1983 قامت "موتورولا" بإنتاج أول هاتف خلوي، تبعه بتسع سنوات أول هاتف خلوي يعمل بنظام "جي إس إم". لكن مخترعة الهواتف الخلوية لم تتمكن على الإطلاق من غزو أسواق أخرى بجانب السوق الأمريكي. ومؤخراً بدأت هواتف "موتورولا" الذكية تزيد بشكل متزايد من حصتها في سوق المبيعات، طبعاً بدعم من نظام "أندرويد" التشغيلي.
ويبقى لإتمام صفقة "غوغل" العملاقة موافقة هيئة مكافحة الاحتكارات الأمريكية، التي تراقب الشركة بكل حرص. وحتى إتمام هذه الصفقة ستبقى علاقات "غوغل" مع شركائها التجاريين في تسويق نظام "أندرويد"، مثل شركتي "سامسونغ" و"إتش تي سي"، متوترة على خلفية الدعاوى القضائية المقامة. ويبدو أن الرابح الأكبر في هذه المنظومة هي شركة "موتورولا" التي ارتفع سعر سهمها لدى فتح أبواب التعامل في الأسواق المالية بنسبة 57 بالمائة.
هنريك بومه/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: طارق أنكاي