غضب بعد تهديد ترامب بـ"تشجيع" روسيا على مهاجمة دول في الناتو
١١ فبراير ٢٠٢٤أكّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السبت أنه قد "يشجّع" روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في
حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وفي تجمّع انتخابي في كارولاينا الجنوبية السبت، أشار ترامب إلى محادثة أجراها مع أحد رؤساء دول الناتو، بدون أن يذكر اسمه.
وقال "وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال +حسنًا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحموننا؟ فقلتُ لم تدفع إذًا أنت متأخر في السداد. لا، لن أحميك، بل سأشجعهم على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك".
الرئيس الأمريكي السابق الذي من المرجح أن يخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر أمام جو بايدن، ينتقد بانتظام حلفاءه في التحالف العسكري لعدم تمويل المؤسسة بشكل كاف. وهدد مرات عدة بالانسحاب من التحالف في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وأثارت تصريحاته السبت غضبا واستياء في أوروبا وداخل التكتل الدفاعي. ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم الأحد (11 شباط/ فبراير 2024) أن "التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة الخامسة لا تخدم سوى مصالح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" و "لا تحقق المزيد من الأمن والسلام للعالم". وقال ميشال على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) "لقد دعم التحالف الأطلسي أمن وازدهار الأميركيين والكنديين والأوروبيين منذ 75 عاماً".
وبموجب المادة الخامسة من معاهدة تأسيس الحلف، فإنّ أيّ هجوم على أيّ من دوله الأعضاء يعتبر هجوماً على الحلف بأسره ويستدعي ردّ فعل مشتركاً منه.
كما انتقد وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش تصريحات ترامب التي أدلى بها أمس السبت. وكتب على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "شعار الحلف 'واحد من أجل الجميع، والجميع من أجل واحد' هو التزام ملموس. تقويض مصداقية الدول الحليفة يعني إضعاف الحلف بأكمله". وأضاف "أي حملة انتخابية لا يمكن أن تكون ذريعة للتلاعب بأمن الحلف".
ونشرت وزارة الخارجية الألمانية رسالة على حسابها باللغة الإنجليزية على منصة إكس قالت فيها 'واحد من أجل الجميع، والجميع من أجل واحد' وأرفقته بالوسم #معا_أقوى.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ، من جانبه، الأحد من تصريحات "تقوض أمننا". وقال ستولتنبرغ في بيان إن "أي اقتراح يمتنع بموجبه الحلفاء عن الدفاع عن بعضهم البعض يقوض أمننا جميعاً، بما في ذلك الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأمريكيين والأوروبيين لخطر متزايد".
وردّ البيت الأبيض السبت على تصريحات ترامب، مشيدًا بجهود الرئيس الديموقراطي جو بايدن لتعزيز التحالفات مع دول مختلفة حول العالم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس في بيان مساء السبت "إن تشجيع الأنظمة المجرمة على غزو أقرب حلفائنا أمر مروع ومجنون". وأضاف "بدلًا من الدعوة إلى الحروب وتعزيز الفوضى غير المتوازنة، سيواصل الرئيس بايدن تعزيز القيادة الأمريكية".
كما دانت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي تسعى أيضًا إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، تصريحات ترامب. وقالت "دعونا لا نقف إلى جانب غاشم يقتل معارضيه"، في إشارة إلى فلاديمير بوتين. وأضافت "نريد أن يدفع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي مستحقاتهم، لكن هناك وسائل للحصول عليها دون (...) أن نقول لروسيا افعلي ما يحلو لك مع هذه الدول".
وحاول السناتور الجمهوري ماركو روبيو، من جانبه، الأحد التقليل من شأن تصريحات ترامب. وأكد هذا النائب عن فلوريدا أن الرئيس السابق "قص رواية" فقط، لأنه "لا يتحدث كأي سياسي تقليدي". وأضاف "ليس لدي أي مخاوف" حيال مستقبل التحالف في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.
واستخدم ترامب كل نفوذه لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين لعرقلة مشروع قانون ينص على رصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، وعلى إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة لمعالجة أزمة الحدود الأمريكية المكسيكية. ويدرس مجلس الشيوخ حاليًا حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار تفصل المساعدات عن قضية الحدود بالكامل.
وتضمّ هذه الحزمة التي ستتم مناقشتها الأسبوع المقبل تمويل حرب إسرائيل ضد مقاتلي حماس ومساعدات لتايوان حليفة واشنطن، فيما ستساعد حصة الأسد أوكرانيا على تعويض إمدادات الذخيرة المستنفدة والأسلحة وغيرها من الحاجات الحيوية مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الثالث. ولطالما عارض ترامب مواصلة الولايات المتحدة تقديم مساعدات لأوكرانيا.
ع.خ/م.س (ا ف ب، رويترز)