عنف العراق و صراع الحكومة والبرلمان
٢٤ مايو ٢٠١٣تعود العراقيون على العنف، فهم يعيشون معه منذ 1980 حين بدأت الحرب مع إيران ، ولم تنته الحروب حتى اليوم ، لكن العنف يتصاعد من جديد ليؤثرعلى حياة الناس. المنطقة تشتعل، والحريق الذي نراه في سوريا تصعدّه اليوم ما تعرف بدولة العراق الإسلامية، محاولة أن تشعل حربا أهلية في العراق. من هنا يأتي استهداف المساجد ومساطر العمال والمدارس وحتى أسواق المواشي.
الإعلامي وداد فاخر رئيس تحرير صحيفة "السيمر" شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية متفقا مع هذا الرأي ومبينا أن اللاعبين على الساحتين العراقية والسورية هم نفس اللاعبين، وأن هناك دولا إقليمية تحرك دماها في العراق وسوريا في نفس الوقت، وتتمثل في دولة العراق الإسلامية التي سميت في سوريا بجبهة النصرة " وكلما حقق الجيش السوري نصرا على هذه الجماعات ، تعوض هذه الجماعات (عن الفشل) بهجمات وتفجيرات تسعى لإشعال فتنة طائفية في العراق".
"نحن لا نعاني من أزمة ميلشيات ولا أزمة سلاح ولا أزمة مقاتلين"
المشهد تعقد أكثر بالأزمة بين المالكي وبين مجلس النواب الذي استدعاه للمرة الثالثة فرفض الحضور. من جانب آخر، يرى كثيرون أن ابتعاد التيار الصدري عن المالكي ونأيه عن ائتلاف دولة القانون سوف يسهم في عدم اتساع الحرب الأهلية، حيث لن تكون هناك ميلشيات شيعية ( جيش المهدي) تستهدف السنة ردا على استهداف الشيعة، لكن الكاتب السياسي والدبلوماسي العراقي السابق حامد الشريفي الذي شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية اعترض على هذا الرأي مشيرا إلى وجود عشرات الميلشيات الشيعية المسلحة الأخرى ومن بينها عصائب الحق، وجيش المختار، وحزب الله وثار الله وغيرها حسب وصفه ، وهي التي سوف تتولى تصعيد الموقف " نحن لا نعاني من أزمة ميلشيات ولا أزمة سلاح ولا أزمة مقاتلين، بل نعاني من أزمة عقل وأزمة تفكير" .
في اتصال من بغداد دعا المستمع حيدر إلى التفاهم بين مكونات الشعب كسبيل للحل، مشيرا إلى أن العراقيين قد تعبوا من الحروب. وفي السياق نفسه أشار الشريفي إلى أن الفيدرالية منصوص عليها في دستور العراق ولا تشكل مأخذا على أي احد يسعى لتطبيقها" لكن يعز على الناس وحدة بلدهم"، مشيرا إلى أن العرب من شعب العراق متوادون ومتحابون ومتواصلون، لكن الخلاف بين ساستهم.
العنف في العراق بدأ يثير من جديد اهتماما دوليا ، فقد أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بشدة أعمال العنف التي شهدها العراق داعية المسؤولين السياسيين في هذا البلد إلى الحوار، حسب بيان صدر هذا الأسبوع.
في نفس السياق، حذرت كندا من خطر "غرق العراق في حرب أهلية طائفية"، مشيرة إلى أن موجة أعمال العنف الأخيرة "يبدو أنها من تدبير قوى خارجية"،حسب وزارة الخارجية الكندية.
ما جرى في الأردن: " المعتدي هو الذي يحتج ويشتكي"
في سياق آخر، شهد الأسبوع الجاري اشتباكا بين عناصر من السفارة العراقية وبين أردنيين وعراقيين مؤيدين لحزب البعث ولصدام، وقد تسبب الاشتباك في نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين، بل أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد دعت لإحالة أفراد من طاقم السفارة العراقية في عمان إلى القضاء بتهمة الاعتداء على أردنيين هتفوا بحياة صدام حسين خلال الندوة التي نظمتها السفارة في المركز الثقافي الملكي في عمان .
الدبلوماسي السابق حامد الشريفي الذي عمل عام 2007 في سفارة العراق بالأردن أشار إلى أن الجالية العراقية في الأردن كانت لها مشكلات يومية مع السلطات الأردنية والأمر ليس جديدا.
من جانبه، اعتبر الإعلامي وداد فاخر أن كل ما يجري في المنطقة مترابط بالتأكيد، لارتباط المصالح وتشابكها، مشيرا إلى أن من اقتحم المشهد في الأردن هم الأردنيون الذين دخلوا على حفل السفارة العراقية. وأشار الإعلامي فاخر إلى أن المجموعة التي اقتحمت الحفل كان يقودها احد محامي الدفاع عن صدام حسين ويدعى زياد النجداوي، والمفارقة هي أن "المعتدي هو الذي يحتج ويشتكي". معتبرا أن الأردن يضم بقايا قيادات حزب البعث ، كما يضم رغد صدام حسين ، وهؤلاء جميعا يملكون المال والنفوذ الكافي لخلق مشكلة وإثارة الرأي العالم الأردني ضد العراق، ولام فاخر السفارة العراقية في عمّان لأنها لم تضع على مدخل قاعة الاحتفال ما يكفي من الحراسة.
مشكلات الفدرالية
في اتصال من بغداد دعا المستمع سيف إلى عدم إلقاء تبعة كل ما يجري على البعث والصداميين والقاعدة مشيرا إلى أن إيران هي التي تريد تقسيم العراق، ودعا العراقيين إلى تبني لغة الحوار لحل مشكلاتهم.
فيما أشار المستمع أبو احمد في اتصال من بغداد إلى أن الحل في إطلاق الفدرالية وتفعيلها، متسائلا عن سبب الإصرار على عدم تنفيذ الفدرالية.
الإعلامي وداد فاخر، اعتبر أن تطبيق الفدرالية يلزمه قوانين وتعديلات وإجراءات أدراية ليست سهلة، خصوصا فيما يتعلق بحدود المحافظات المتداخلة في كربلاء والسماوة ، وقد اتفق الدبلوماسي الشريفي مع هذا الرأي مذكرا بأن المادة 140 من الدستور لم تطبق حتى الآن بسبب عدم وضوح موضوع حدود المحافظات.
فيما أعتبر المستمع ماجد من البصرة أن الفدرالية موجودة في الدستور، ولكن تطبيقها يحتاج إلى توفر أرضية مناسبة.
" استقالة الحكومة" تعني " العودة للمربع الأول"
فيما اعتبرت المحامية هديل في اتصال من البصرة أيضا أن لا حل في داخل العراق للأزمة المتفاقمة، مقترحة ان تتوجه جميع الإطراف إلى الخارج لحل المشكلة.
المستمع عمار في اتصال من بغداد نبّه إلى أن الحل للأزمة العراقية يكمن في التخلص من الطائفية.
أما المستمع عقيل وفي مداخلة من السويد فقد دعا إلى استقالة رئيس الحكومة مستغربا من إلقاء التهم على البرلمان باعتباره ممثلا عن الشعب.
وفي معرض استعراضه للحلول المقترحة للأزمة العراقية، اعتبر الدبلوماسي السابق حامد الشريفي أن الحديث عن خيارات الحرب أو التقسيم أو الفدرالية هو حديث عن حلول بعيدة المدى" لماذا لا نجرب استقالة الحكومة، ولنر ما سيحدث".
الإعلامي وداد فاخر رد على هذا الرأي بالقول إن استقالة الحكومة يجب أن يبدأ باستقالة البرلمان ، مذكرا بأن الرئاسات الثلاث في العراق جاءت في صفقة توافقية، ومنبها إلى أن مثل هذه الاستقالة ستعيد الوضع بمجمله إلى المربع الأول، وسيكون من الصعب انتخاب وترشيح أشخاص جدد لهذه المناصب.