Menschenrechte im Kino
٩ أكتوبر ٢٠٠٩يوفر "مهرجان حقوق الإنسان" السينمائي، الذي تستضيفه مدينة نورنبيرغ الألمانية حالياً فرصة إلقاء نظرة على مناطق خفية من العالم، وذلك بعيون المخرجين المشاركين في هذه التظاهرة السينمائية، وبكاميراتهم التي ترتعد أمامها الكثير من أنظمة الحكم في العالم.
ولعله من نافلة القول أن "سلاح الكاميرا" يمكن أن يكون أخطر من الأسلحة العادية، وإن كان هذا "السلاح" يستخدم في الغالب لخدمة أهداف سلمية، لكن الأنظمة الحاكمة في الكثير من الدول تعرقل عمل الإعلاميين والمخرجين، لأنها ترى في ذلك تهديدا خطيرا لوجودها، فالإعلام هو شاهد على الحقيقة، لكنه يصبح في معظم الأحوال "شاهدا غير مرغوب فيه" أو Unwanted Witness، كما يقول عنوان فيلم بهذا الخصوص تدور أحداثة في كولومبيا، للمخرج التلفزيوني الكولومبي هولمان موريس، الذي حضر من أمريكا الجنوبية إلى ألمانيا لساعات معدودة فقط بهدف التعريف بأعماله في مهرجان نورنبيرغ.
تصوير تحت الحراسة المشددة
يقول المخرج المعروف إنه من الصعب تلخيص الصراع في كولومبيا خلال دقائق معدودة، فما يحدث "هناك دراما إنسانية ذات عمق واسع"، مشيرا إلى أنه لم يذق ولا حتى مواطن كولومبي واحد طعم السلام في السنوات القليلة الماضية. كانت هذه كلمات المخرج الكولومبي الذي يراقب معاناة بلاده من الحرب الأهلية والفساد والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وكما يرى فإن تجار المخدرات والمليشيات ورجال حرب العصابات والدولة هم أطراف تتشابك في هذه المأساة بحيث يصبح من الصعوبة بمكان فرز الخيوط المتشابكة عن بعضها.
"رسالة إلى سيادة الرئيس" الإيراني
تضمن برنامج مهرجان نورنبيرغ لهذا العام أفلاما كثيرة حول منطقة الشرق الأوسط، وتتركز الأنظار على إيران التي اختيرت كمحور للدورة الحالية. أما اختيار الأفلام حول هذه المنطقة فهي تمت بإشراف المخرج الإيراني محسن ماخملباف الذي يتمتع بشهرة عالمية كبيرة. ومن أبرز الأفلام "رسائل إلى الرئيس Letters to the President" للمخرج التشيكي الأصل بيتر لوم. وهذا المخرج المقيم في كندا منذ أعوام طويلة تمكن من مرافقة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في رحلاته عبر المحافظات الإيرانية المختلفة، وهي فرصة لم تتاح لمخرج أجنبي قبله. ويقوم المخرج لوم بالتوثيق لرحلات الرئيس الإيراني الذي يتلقى خلالها ملايين الرسائل من المواطنين، يحكون فيها عن مشاكلهم ويطلبون منه المساعدة. ويتولى طاقم خاص من الموظفين في العاصمة طهران مهمة قراءة هذه الرسائل والإجابة على قسم منها على الأقل. ويركز بيتر لوم في فيلمه على هذا النوع من الاتصال المباشر بين المواطنين والرئيس الإيراني، الذي يعتبر نفسه رجل الشعب، ويستخدم قُربه من شعبه لمصلحة سياسته. كما يركز على مضمون تلك الرسائل التي تدور أحيانا على طلبات مباشرة بمساعدات مالية، وتلتقط الكاميرا آمال أهل الريف الفقراء في شخص الرئيس الذي يحتل لديهم مكانة قريبة من الإله.
"أطفال القرآن" والدين في مجتمع متغير
وبالإضافة إلى الفيلم الذي يتناول علاقة الشعب وخصوصا في قلب الريف الإيراني برئيسهم، هناك أفلام أخرى تسلط الضوء على موضوع الإسلام والتطرف في العالم الإسلامي، ومنها فيلم للمخرج شاهين ديل رياز من بنغلاديش. وتدور أحداث فيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان "أطفال القرآن "Korankinder في إحدى مدارس تعليم القرآن، وهو مكان مغلق عادة أمام عدسات المصورين. وبحسب رأي المخرج فإن هذه المدارس جزء من مجتمع متغير يشهد احتفاء متزايدا بالدين، حتى لدى أولئك الذين لا يلتزمون بشكل جاد بتعاليم هذا الدين. وهذه الظاهرة المعقدة دفعت المخرج لطرح السؤال حول علاقة البنغاليين بهذا الدين. والبحث عن الإجابة قاده إلى الكشف عن علاقات متشعبة، ظهر فيها تأثير الانتقال من حياة الريف البسيطة إلى الحياة الحضرية سريعة الإيقاع والتي كانت بدورها من تبعات ظاهرة العولمة.
الكاتب: يوخان كورتن/ نهلة طاهر
مراجعة: عبده جميل المخلافي