انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائي بمشاركة عربية
بدأت فعاليات الدورة الـخامسة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي "برليناله"، أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية. وقبل مد البساط الأحمر في ميدان بوتسدامر بلاتس الشهير وسط العاصمة برلين، كشف مدير المهرجان ديتر كوزليك في مؤتمر صحفي رسمي النقاب عن أن مهرجان هذا العام سيحطم أرقاما قياسية من حيث عدد الأفلام المشاركة والجوائز المنوحة. وقدم كوزليك وفريقه أمس برنامج التظاهرة السينمائية التي ستستمر من 10 إلى 20 فبراير/شباط. وفي هذا السياق قال كوزليك إن إدارة المهرجان تلقت 3320 إنتاجاً اختارت منها 850 فلماً من 52 دولة. وأضاف أن 21 منها فقط ستتنافس على الجائزة الأولى "الدب الذهبي" وجوائز أخرى.
غياب واضح لنجوم هوليود
صحيح أن البساط الأحمر سيكون هذا العام طويلا جدا وستُذرف الدموع بظهور نجوم من هوليوود مثل ويل سميث أو كيفين سبيسي أو دانييل دو لو، ولكن الحظوة ستكون بالتأكيد لنجوم السينما الأوروبية مثل الفرنسيان كاترين دونوف وجيرار دو بارديو. أما الملفت فهو غياب أفلام هوليوود لهذا العام من أمثال "أفياتور" (لطيار) من تمثيل ليوناردو دي كابريو و"ري" عن أسطورة موسيقى السول ري تشارلز من تمثيل جيمي فوكس وأفلام أخرى مرشحة للحصول على جائزة الأوسكار. وفي هذا الخصوص قال مدير المهرجان أنه لا يمكن ولا يجوز قياس أهمية مهرجان سينمائي فقط من خلال تهافت نجوم هوليوود عليه. وردا على سؤال أحد الصحفيين عن سر عدم مشاركة أفلام وممثلين مرشحين للحصول على جائزة الأوسكار في ليلة 28 فبراير/شباط الجاري، قال كوزليك إن الفيلم السياسي "فندق رواندا" من إخراج تيري جيورج الذي يتحدث عن كارثة الحرب الأهلية في البلد الإفريقي "مرشح أيضا لجائزة الأوسكار" وهو من بين الحضور في هذا المهرجان.
القارة السوداء في خضم الاهتمام
لا شك أن فعاليات مهرجان هذا العام ستركز على القارة الإفريقية والكوارث التي عاشتها وما تزال تعايشها يوما بعد يوم. فعلى سبيل المثال يعالج المخرجان تيري جيورج ورؤول بيك في فلميهما "فندق رواندا" و"في بعض الأحيان في أبريل/نيسان" كارثة الحرب الأهلية التي عانى منها البلد الإفريقي. كما يركز فيلم الافتتاح " رجل لرجل" من إخراج الفرنسي روجيه وارجنيه على فظائع هذه الحرب وتبعاتها. ويلعب الدورين الرئيسيين في الفيلم كل من جوزيف فينيس (شكسبير في حالة حب) وكريستين سكوت توماس (المريض الإنجليزي). وسيشارك كذلك منتجو أفلام من معظم البلدان الإفريقية بفعاليات المهرجان. ووفقا لإدارته فإن الهدف من وراء هذا التركيز هو تبادل الخبرات ومواصلة تقليد تناول ومناقشة مواضيع سياسية ودعم الإبداع في دول العالم الثالث.
تمويل سينما الدول الناشئة
يعتبر تأسيس مهرجان "برليناله" لصندوق خاص تبلغ ميزانيته نصف مليون يورو سنويا من أجل دعم سينما بلدان العالم الثالث مؤشرا على الاهتمام الكبير الذي توليه ألمانيا إلى الحركة السينمائية في هذه البلدان. ووفقا للقائمين عليه فإنه يهدف إلى تقديم المساعدة للأفلام التي تنقصها إمكانيات مادية وتقوم بإبراز الهوية الثقافية في دول أمريكيا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وفي هذا السياق قال كوزليك ان الدافع لتأسيس الصندوق كانت إدراك المنظمين لحجم المعاناة التي يواجهها عدد كبير من بلدان العالم الثالث في تشجيع ودعم السينما والسينمائيين وتسويق انتاجهم على المستوى العالمي.
ثلاث أفلام ألمانية تخوض المنافسة
بعد النجاح الذي حققه الفيلم الألماني "عكس التيار" وحصوله على الجائزة الأولى "الدب الذهبي" في دورة المهرجان الأخيرة، تشارك ثلاثة أفلام ألمانية هذا العام في التنافس على جوائز المهرجان. ويتحدث "الأشباح" وهو فيلم ألماني فرنسي مشترك أخرجه الألماني كريستيان بيتسولد عن قصة الفرنسية فرانسوا التي اختُطفت ابنتها الصغيرة في برلين. أما الفيلم الثاني "صوفي شول ـ السنوات الأخيرة" من إخراج مارك روتموند فهو يتطرق إلى الأيام الستة الأخيرة لصوفي شول التي شاركت إبان الفترة النازية في تأسيس الحركة المناهضة للنظام الهتلري "الوردة البيضاء" وأعدمت عام 1943. وفي الفيلم الفكاهي "يوم في أوروبا" يتحدث المخرج هانس شتور عن قصة بعض السرقات في أربع مدن أوروبية هي موسكو وبرلين سانتياغو دي كومبوستيلا واسطنبول في مساء تنظيم إحدى مباريات الدوري الأوروبي الممتاز.
فيلم "الجنة الآن" الإنتاج العربي الوحيد في المسابقات
الفيلم العربي الوحيد الذي يشارك في المنافسة هو "الجنة الآن" من إخراج هاني أبو أسعد وتمثيل كل من قيس ناشف وعلي سليمان ولبنى الزبال وهيام عباس. ويتحدث الفيلم الذي صوّر عام 2004عن التداعيات الكارثية لنزاع الشرق الأوسط في الأراضي الفلسطينية. كما يسرد قصة الصديقين الفلسطينيين خالد وسعيد اللذان ألقيت على عاتقيهما تنفيذ عملية في تل أبيب. وبعد أن استعد الصديقان لتنفيذ العملية في صباح اليوم على أكمل وجه، لم تهب الرياح كما تشتهي السفن، مما أدى إلى افتراقهما. أما الآن فيجب على كل منهما الاعتماد على نفسه وتقرير مصيره والدفاع عن مبادئه.